المفوض السامي يزور دمشق ويحث على ضرورة الوصول الإنساني
المفوض السامي يزور دمشق ويحث على ضرورة الوصول الإنساني
دمشق، سوريا، 21 يناير/كانون الثاني (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - في زيارته الأولى لسوريا كمفوض سامٍ للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ناشد فيليبو غراندي اليوم جميع أطراف الصراع السماح بوصول المنظمات الإنسانية بانتظام ودون عواق وبصورة مستمرة إلى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها.
وصرّح المفوض السامي خلال زيارته إلى دمشق ومدتها يوم واحد قائلاً: "يحتاج الأشخاص إلى مساعدتنا، فسوف يكون من الفظاعة حدوث حالة أخرى لطفل يموت من الجوع"، ملمحاً للنداء الذي وقعه مع 120 منظمةً إنسانيةً ووكالة من وكالات الأمم المتحدة داعياً إلى الوصول الإنساني إلى المحتاجين في جميع أنحاء سوريا.
وعقد غراندي اجتماعات مع وليد المعلم، وزير الخارجية، وفيصل المقداد، نائب وزير الخارجية، وعمر غلاونجي، وزير الإدارة المحلية. وشدّد غراندي على التزام المفوضية بتقديم المساعدة للنازحين داخلياً في جميع أنحاء سوريا. وتعهد أيضاً بالتعاون لزيادة برامج سبل كسب العيش والتعليم عبر الإنترنت والتدريب المهني.
وخلال زيارة لعيادة الهلال الأحمر العربي السوري للاجئين والنازحين داخلياً، قدّم غراندي للمستجيبين الأوائل سبع سيارات إسعاف جديدة لتلبية الاحتياجات الطبية المتزايدة في حالات الطوارئ. وأثنى على الهلال الأحمر العربي السوري لتقديمه المساعدة بحياد وشجاعة في جميع أنحاء البلد باعتباره أكبر شريك إنساني للمفوضية.
وفي العيادة، شاهد غراندي صفوفاً من الأشخاص الذين يطلبون العلاج الطبي للأمراض المزمنة والحالات النفسية الناجمة عن الحرب. وقال بأن "الأزمة السورية تعتبر من أكبر الأزمات التي تتعامل معها المفوضية". وأضاف: "هذا الواقع يؤثر بي عندما أتحدث مع أشخاص تتم معالجتهم هنا، ليسوا نازحين فقط بل مرضى ومصدومين".
وتحمل طبيعة الأزمة السورية التي طال أمدها أثراً مدمراً على ملايين السوريين العاديين الذين نزح منهم حوالي 6.5 مليون داخل البلد فضلاً عن 4.6 مليون يعيشون كلاجئين في البلدان المجاورة.
ويُعتبر حوالي 13.5 مليون سوري بحاجة إلى المساعدة الإنسانية. وقد وفرت المفوضية المأوى ومساعدات أخرى للمدنيين النازحين جراء الصراع، فضلاً عن الدعم النفسي والاجتماعي والتعليم والخدمات الصحية لحوالي 800,000 شخص.
وفي دمشق أيضاً، التقى المفوض السامي بفاطمة، وهي امرأة مسنّة مسؤولة عن ستة أحفاد ولا تدري ما حصل مع ابنها وزوجته وتعيش مع أكثر من 70 عائلة أخرى في مبنى مدرسة سابقة بعدما فرت من الصراع في بلدتها التي تبعد 30 دقيقةً خارج دمشق. وقالت فاطمة لغراندي: "أريد أن أعلم فقط إن كان والدهم لا يزال على قيد الحياة".
لا توجد مدفأة في مأوى أم عطية ولا تخفف الجدران الرقيقة من الضجيج. وتعمل المفوضية والشركاء المحليون على تحسين المأوى وتوفير الحوافز والتدريب لمساعدة البالغين على توليد الدخل وتعليم الأطفال.
والتقى المفوض السامي أيضاً بفريق الأمم المتحدة في دمشق وبـ400 موظف في المفوضية أتوا من جميع أنحاء البلد للقاء المفوض السامي الجديد.
بقلم فراس الخطيب، دمشق