إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

رياضية لاجئة تتحدى الصعاب للمشاركة في أولمبياد باريس

قصص

رياضية لاجئة تتحدى الصعاب للمشاركة في أولمبياد باريس

بيرينا هي واحدة من أصغر الرياضيات سناً والرياضية الوحيدة المقيمة في إفريقيا ضمن الفريق الأولمبي للاجئين التابع للجنة الأولمبية الدولية والمكون من 37 لاعباً، والذي يشارك في ألعاب باريس.
24 يوليو 2024 متوفر أيضاً باللغات:
بيرينا ناكانغ خلال استراحة من التدريب في إلدوريت، كينيا، قبل التوجه إلى باريس للمنافسة في سباق 800 متر للسيدات كعضو في الفريق الأولمبي للاجئين التابع للجنة الأولمبية الدولية.

بيرينا ناكانغ خلال استراحة من التدريب في إلدوريت، كينيا، قبل التوجه إلى باريس للمنافسة في سباق 800 متر للسيدات كعضو في الفريق الأولمبي للاجئين التابع للجنة الأولمبية الدولية.

تعالت أصوات الضحك والقهقهة في أجواء باردة في نادي إلدوريت الرياضي الواقع في منطقة وادي ريفت بكينيا، في وقت توقفت فيه بيرينا ناكانغ ومجموعة من الرياضيين لأخذ قسط من الراحة بعد جلسة تدريبية مكثفة.

كانت الرياضية البالغة من العمر 21 عاماً تجري تمارينها الأخيرة قبل السفر إلى باريس، حيث ستتنافس في سباق 800 متر كجزء من الفريق الأولمبي للاجئين.

وقالت: "أنا سعيدة للغاية، وقد وصلت إلى هذا الحد بفضل من الله. لم أتخيل أبداً أن أكون في الألعاب الأولمبية. عندما أنهي السباق وأفوز به، سأتصل بوالدتي وأقول لها "لقد فزت يا أمي".

"مطاردة الريح"

كانت بيرينا في السابعة من العمر فقط عندما فرّت عائلتها من الحرب والتمست الأمان في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا. وهنا اكتشفت حبها للرياضة، وإن كان ذلك عن غير قصد.

بدأت أولاً في لعب كرة القدم وكرة السلة، لكن صديقتها شجعتها على التحول إلى الجري. وقالت ضاحكة: "كان لدي صديقة تحب الجري وكنت أتساءل إلى متى ستستمر في الجري. اعتقدت أن ذلك لن يأخذها إلى أي مكان، وكان الأمر أشبه بمطاردة الريح".

مع ذلك، قررت الانضمام إلى صديقتها وبدأتا في الجري معاً في المخيمات. وصلت إلى نقطة تحول في عام 2022 عندما حلت في المركز الثاني في سباق 100 متر للسيدات في العاصمة الكينية نيروبي، والذي نظمه اتحاد ألعاب القوى في كينيا.

وقالت: "لقد غير الجري حياة العديد من الرياضيين، لذلك قررت متابعته بجدية".

تتدرب بيرينا مع الفريق في إلدوريت بكينيا. وتقول: "هدفي هو الفوز بست ميداليات ذهبية على الأقل".

تتدرب بيرينا مع الفريق في إلدوريت بكينيا. وتقول: "هدفي هو الفوز بست ميداليات ذهبية على الأقل".

وقد تعززت مسيرتها الرياضية عندما حصلت على منحة دراسية للالتحاق بمدرسة Shoe 4Africa الثانوية في بلدة كابسابيت الواقعة في غرب البلاد، والتي أسستها عداءة المسافات الطويلة الكينية وحاملة الرقم القياسي العالمي ماري كيتاني. وتواصل بيرينا حالياً تعليمها الثانوي هناك.

بعيداً عن أشعة الشمس الحارقة في كاكوما، استمتعت بيرينا ببيئة مثالية على ارتفاعات عالية في إلدوريت للتدرب تحضيراً للمشاركة في باريس. كل صباح في الساعة الخامسة، كانت تتدرب جنباً إلى جنب مع رياضيين كينيين آخرين لمسافة تصل إلى 20 كيلومتراً، مما أدى إلى تحسين سرعتها وقدرتها على التحمل بشكل كبير.

وقالت جانيث جيبكوسجي، بطلة العالم الأولمبية السابقة الكينية التي تعمل الآن كمدربة لبيرينا: "كنا نستعد ذهنياً وبدنياً، وخاصة من خلال تدريبات القوة. كانت بيرينا تعمل بجد، وانتقلت من وقت 02:29 إلى أفضل وقت شخصي 02:12 في التجارب الوطنية".

تأمل جانيث أن تتألق بيرينا في باريس وأن تتحسن أرقامها بشكل كبير - ربما حتى تجاوز رقمها الشخصي.

رسالة إلى العالم

بيرينا هي الرياضية اللاجئة الوحيدة المقيمة في إفريقيا ضمن الفريق الأولمبي للاجئين المكون من 37 فرداً، والذي يتنافس في ألعاب باريس ويمثل حوالي 120 مليون شخص من النازحين قسراً حول العالم.

تتعاون المفوضية مع اللجنة الأولمبية الدولية والمؤسسة الأولمبية للاجئين لدعم مشاركة اللاجئين في الألعاب وتعزيز قوة الرياضة في جلب الأمل إلى حياة أولئك المجبرين على الفرار.

هذه المرة الثالثة التي يشارك فيها فريق للاجئين في الألعاب الأولمبية، بعد ظهورهم التاريخي لأول مرة في دورة ألعاب ريو 2016. وسوف يتنافسون في باريس من خلال 12 رياضة مختلفة، تتراوح من الألعاب المائية وألعاب القوى والريشة الطائرة والملاكمة إلى التايكوندو والمصارعة.

بيرينا ومدربتها جانيث جيبكوسجي تستعدان للصعود على متن طائرتهما المتجهة إلى باريس.

بيرينا ومدربتها جانيث جيبكوسجي تستعدان للصعود على متن طائرتهما المتجهة إلى باريس.

تأمل بيرينا أن تبث الإلهام في نفوس الرياضيين اللاجئين الشباب الآخرين من أجل تحقيق أحلامهم.

وقالت: "أود أن أخبر زملائي الشباب في المخيم أن الحياة تتلخص في العمل الجاد. لن تكسبوا شيئاً بالجلوس في المنزل. من الأفضل الخروج والعمل الجاد. أريد أن أكون بطلة مثل بطلتي العالم ماري مورا وفيث كيبيغون. أطمح لأن أكون مثلهما.

وأضافت: "هدفي هو الفوز بست ميداليات ذهبية على الأقل. وبعد ذلك، يمكنني الاعتزال وتوجيه الرياضيين الطموحين ليصبحوا مثلي".

رسالتها للعالم وكل من يشاهد دورة الألعاب الأولمبية هذا العام هي أن يضعوا أنفسهم في مكان اللاجئين: "اللاجئون مثلكم. إنهم يدرسون ولديهم مواهب".