إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية وأزمة النزوح في لبنان وسوريا

إيجازات صحفية

استمرار تفاقم الأزمة الإنسانية وأزمة النزوح في لبنان وسوريا

22 نوفمبر 2024 متوفر أيضاً باللغات:
سحابة من الدخان ناجمة عن تأثير ضربة صاروخية فوق حي حارة حريك في بيروت، لبنان، في 15 نوفمبر.

سحابة من الدخان ناجمة عن تأثير ضربة صاروخية فوق حي حارة حريك في بيروت، لبنان، في 15 نوفمبر.

لبنان

فيما يلي ملخص لما قاله إيفو فرايسن، ممثل المفوضية في لبنان، الذي يمكن أن يُنسب له النص المقتبس، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم في قصر الأمم في جنيف.

بيروت – كانت الأسابيع القليلة الماضية على لبنان والشعب اللبناني الأكثر دمويةً وفداحة منذ عقود، وذلك مع تكثيف إسرائيل لغاراتها الجوية وتوغلاتها البرية بشكلٍ كبير، مما عمّق المأساة الإنسانية بالنسبة للمدنيين.

بعد انقضاء شهرين على تصاعد حدة الهجمات على البلاد، لقي أكثر من 3,500 شخصٍ مصرعهم، وأصيب 15,000 آخرون، حيث طالت تأثيراتها المباشرة ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص، وأجبرتهم على النزوح من منازلهم. وحصدت الهجمات المستمرة أرواح أعداد لا تحصى من الأشخاص وفرضت تحدياتٍ كارثيةً في مجال الحماية، مما ترك الكثيرين في حالةٍ من الضعف والتعرّض لمخاطر شديدة.

في حين يصادف اليوم ذكرى استقلال لبنان، إلا أنّ الأسى والخوف المتزايد يخيمان مع الأسف على الوضع الذي مازال من الصعب التكهن بشأنه إلى حدٍ كبير، مما يجعل اللبنانيين واللاجئين في البلاد في حالة من انعدام اليقين والخوف إزاء سلامتهم ومستقبلهم القريب.

ومع انخفاض درجات الحرارة، نخشى تدهورَ الظروف الإنسانية التي يمر بها النازحون، حيث تؤدي برودة الطقس والأمطار الغزيرة إلى تفاقم المحنة التي يعيشها عدد كبير من الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من بيوتهم، وحيث تتمثل احتياجاتهم الأشد إلحاحاً في توفّر المأوى الملائم والمساعدات الخاصة بفصل الشتاء.

منذ شهر أكتوبر 2023، تولّت المفوضية قيادة الجهود الإغاثية للأمم المتحدة في البلاد، وقدمت المساعدات الضرورية والمأوى وخدمات الحماية وسواها لنحو 450,000 شخص – بما في ذلك للبنانيين (70 بالمائة) واللاجئين. وقد عملنا على تحسين الظروف في المآوي الجماعية التي تستضيف النازحين، ووفّرنا لهم البطانيات والملابس الدافئة.

وتدأب المفوضية على الدعوة لتوفير فرصٍ متساويةٍ للحصول على المأوى لجميع النازحين، وخاصةً اللاجئين منهم، والذين كانوا أصلاً في وضع حَرِجٍ للغاية قبل هذه الأزمة. وقد وصلت جهود استجابتنا في مجال الحماية إلى أكثر من 100,000 شخص – اشتملت على توفير الاستشارة والدعم المجتمعي والمساحات الآمنة لأولئك الأكثر تعرضاً للمخاطر. كما أنّنا ندعم شبكةً تضم 44 منشأة صحية في جميع أنحاء البلاد، مع توفير المعدات المنقذة للحياة – بما فيها حزم الإسعافات الطارئة.

تعمل طواقم عمل المفوضية في الميدان، حيث تصغي للنازحين وتوفر الدعم لهم، وتعمل بلا كلل لإعادة ما هو أشبه بالحياة الطبيعية، حتى وإن كان الزملاء من أعضائها أنفسهم قد اضطروا للنزوح، أو أصبحوا عرضةً للأذى.

رغم ذلك، فإن الحاجة تقتضي وجود وقفٍ عاجلٍ لإطلاق النار، بغية وضع حدٍ للعنف المتصاعد. ونحن نحثّ المجتمع الدولي على الوقوف إلى جانب لبنان، وتوفير التمويل اللازم بشكل عاجل لمساعدة جميع المتضررين، بما في ذلك أولئك المضطرين للفرار إلى سوريا وخارجها. ونحن ممتنون للدعم الذي سارع المانحون برصده، ولكن لا يتوفر لدينا سوى أقل من نصف التمويل الضروري لتلبية الاحتياجات الإنسانية الفورية.

سوريا

فيما يلي ملخص لما قاله غونزالو فارغاس يوسا، ممثل المفوضية في سوريا، الذي يمكن أن يُنسب له النص المقتبس، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم في قصر الأمم في جنيف.

دمشق – في ظل الأوضاع الدامية التي يعيشها لبنان، عبر أكثر من 557 ألف شخص إلى سوريا في الأسابيع الأخيرة. وعلى الرغم من الهجمات والأضرار الناجمة عن القصف الجوي الإسرائيلي لعدد من المعابر الحدودية والطرق، يواصل الكثير من الأشخاص فرارهم من القصف المكثف في لبنان، معظمهم سيراً على الأقدام.

تشكل النساء والأطفال معظم الوافدين الجدد (80 بالمائة). ومن الملفت للنظر أن 41 بالمائة من أولئك العابرين للحدود هي أسر تعولها النساء. يعاني بعض القادمين، بما في ذلك الأطفال وكبار السن، من إصابات ناجمة عن رحلاتهم الشاقة أو جراء القصف. ويحتاج العديد منهم إلى مساعدات طارئة، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والمساعدة القانونية والملابس.

أما داخل سوريا، فقد ازداد عدد الغارات الجوية الإسرائيلية أيضاً، مما يشكل مخاطر جسيمة على المدنيين وعلى موظفي المفوضية وشركائها ومرافقها، ويؤثر على قدرتنا على تقديم الدعم العاجل للأشخاص ممن هم بأمس الحاجة للمساعدة. كما أن الضربات الجوية بالقرب من المعابر الحدودية تعرض قدرة الأشخاص وحقهم في الفرار من الصراع في لبنان للخطر.

في الأسبوع الماضي، ضربت غارة جوية إسرائيلية بلدة شمسين، بالقرب من موقع يتجمع فيه اللاجئون اللبنانيون لتلقي المساعدات. وقد تسبب الهجوم في إحداث أضرار مادية كبيرة في طريق دمشق-حمص. ولحسن الحظ، فإنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات. كما اضطرت المفوضية وشركاء آخرون إلى تعليق مهام عملهم المخطط لها إلى النقاط الحدودية في حمص في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية التي وقعت على مقربة من مدينة القصير، بالقرب من معبر جوسية الحدودي بين سوريا ولبنان، والتي ألحقت أضراراً بالعديد من الجسور وأسفرت عن سقوط ضحايا. وبعد إجراء تقييمات أمنية، استأنفنا مهامنا في 18 نوفمبر.

وأشار الكثير من السوريين العائدين إلى وطنهم إلى نيتهم ​​العودة إلى مناطقهم الأصلية مثل حلب وحمص والسويداء وطرطوس، مع توجه البعض إلى الشمال الغربي والشمال الشرقي. ويصل هؤلاء إلى مجتمعات كانت قد تضررت بسبب الأزمة القائمة من زمن في سوريا. يحتاج اثنان من كل ثلاثة أشخاص في سوريا إلى مساعدات إنسانية، فيما لا يزال أكثر من 7 ملايين شخص في عداد النازحين داخل البلاد.

إنهم يعيشون في ظروف مكتظة في المباني والهياكل التي تضررت في كثير من الأحيان وهي غير صالحة للسكن إلى حد كبير. إن محدودية الوصول إلى السكن اللائق والآمن تشكل مصدر قلق، مما يزيد من المخاطر التي تعتري الحماية ومواجهة فصل الشتاء.

وتقدم المفوضية وشركاؤها من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، بما في ذلك الهلال الأحمر العربي السوري، المواد الطارئة مثل البطانيات والفرش والمصابيح الشمسية للقادمين الجدد، فضلاً عن توفير الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني. وبالتعاون مع الشركاء المحليين، فإننا نقدم المساعدة القانونية والمشورة على الحدود - وخاصة للسوريين - لتسهيل دخولهم للبلاد، والمساعدة في حصولهم على الوثائق المدنية الهامة، ورفع مستوى الوعي بشأن قضايا الحقوق المتعلقة بالعقارات. كما يتم متابعة خدمات الدعم القانوني في المجتمعات التي تستفيد منه. ويتم ذلك من خلال شبكتنا الحالية المكونة من 114 مركزاً مجتمعياً، و119 وحدة متنقلة تسافر عبر 14 محافظة لزيارة الأشخاص في المناطق التي يصعب الوصول إليها وغيرهم ممن لا يستطيعون الوصول إلينا، مثل كبار السن والأشخاص من ذوي الإعاقة وأولئك الذين لا يستطيعون تحمل نفقات التنقل.

كما بدأت المفوضية في توزيع حزم المواد الشتوية، بما في ذلك البطانيات الحرارية والملابس الشتوية والأغطية البلاستيكية، حيث نهدف للوصول إلى 420 ألف شخص. لكن ذلك لا يكفي، ومستويات التمويل لدينا منخفضة للغاية، حيث لم يحصل النداء المشترك بين الوكالات من أجل سوريا سوى على نسبة 17% من التمويل.

الوضع في سوريا بحاجة إلى أكثر من مجرد استجابة طارئة، حيث نحتاج إلى نهج مختلف، لمعالجة الاحتياجات الإنسانية الفورية، مع إعطاء الأولوية لبناء القدرة على التكيف لاستعادة سبل كسب الرزق وتمكين السكان من تحقيق الاكتفاء الذاتي والمساعدة في جعل عودة اللاجئين الذين عبروا الحدود مستدامة وكريمة.

للمزيد من المعلومات: