كيف يؤثر تفشي مرض جدري القردة على اللاجئين والنازحين؟
كيف يؤثر تفشي مرض جدري القردة على اللاجئين والنازحين؟
ربما سمعتم عن مرض جدري القردة في الأخبار، خاصة منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه حالة طوارئ صحية عامة مثيرة للقلق على المستوى الدولي الشهر الماضي. ولكن ما هو هذا المرض تحديداً، وكيف يؤثر على اللاجئين وغيرهم من النازحين قسراً؟ لمعرفة المزيد عن ذلك، تحدثنا مع الدكتور آلن ماينا، رئيس قسم الصحة العامة في المفوضية.
ما هو مرض جدري القردة وكيف ينتشر؟
مرض جدري القردة هو مرض معدٍ يسببه فيروس جدري القردة، حيث يمكن أن يتسبب بحدوث طفح جلدي مؤلم وتضخم الغدد الليمفاوية والحمى. مع وجود علاج مناسب، يمكن للأشخاص التعافي تماماً من المرض، ولكن بدون وجود رعاية مناسبة، يمكن أن يصاب الأشخاص بدرجة خطيرة بالمرض أو قد يؤدي المرض حتى إلى وفاتهم.
يمكن لأي شخص أن يصاب بمرض جدري القردة، وهو ينتشر عن طريق الاتصال الوثيق - الجنسي أو غير الجنسي - مع شخص مصاب، أو من خلال الاتصال بحيوانات مصابة، أو عن طريق لمس مواد ملوثة مثل الملابس أو الفراش. يمكن أن ينتقل المرض أيضاً من الأم الحامل إلى طفلها أثناء الحمل أو الولادة. ويمكن أن يكون هذا المرض شديداً بشكل خاص عند الأطفال، والأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة، والنساء الحوامل.
أين نشهد أكبر عدد من حالات الإصابة بمرض جدري القردة؟
في الفترة ما بين بداية العام والأول من سبتمبر، تم الإبلاغ عن أكثر من 20 ألف حالة إصابة بمرض جدري القردة من 14 دولة في إفريقيا. وتقع الغالبية العظمى من الحالات (حوالي 19 ألف حالة) في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أفادت التقارير – للأسف - بوفاة نحو 600 شخص بسبب المرض. كما نشهد ارتفاعاً في حالات الإصابة في الدول المجاورة مثل بوروندي وجمهورية الكونغو ورواندا.
إفريقيا: حالات مؤكدة من مرض جدري القردة بين النازحين قسراً | 2024
ما الذي تخشاه المفوضية إزاء مرض جدري القردة؟
تعد جمهورية الكونغو الديمقراطية والدول المجاورة لها موطناً لملايين الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم بسبب الصراعات والكوارث الطبيعية وعدم الاستقرار.
كما ذكرت، يمكن لأي شخص أن يصاب بمرض جدري القردة أو أن ينقله، بغض النظر عما إذا كان من النازحين قسراً أم لا. ومع ذلك، في مخيمات اللاجئين وأماكن النزوح، غالباً ما يعيش البعض في ظروف مكتظة مع وصول محدود إلى المواد الأساسية مثل الصابون أو المياه النظيفة أو الفراش، وهو ما يجعل من الصعب اتباع التدابير الوقائية مثل غسل اليدين. كما يشكل الوصول إلى الرعاية الصحية تحدياً. بدأنا نرى بعض الحالات المشتبه بها من مرض جدري القردة بين اللاجئين في هذه البلدان.
تحدث زملائي في جمهورية الكونغو الديمقراطية مع نازحين يشتبهون في إصابتهم بمرض جدري القردة. ولأنه لا توجد مساحة كافية في المآوي لعزل أنفسهم بأمان، فإنهم مضطرون للنوم في الخارج. إنهم يريدون حماية أسرهم وأصدقائهم، لكن هذا يشكل تحدياً حقيقياً بدون موارد كافية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحصص الغذائية المحدودة تضعف قدرة الأشخاص على مكافحة الأمراض. في ظل هذه الظروف، يشكل بمرض جدري القردة خطراً كبيراً.
ما الذي تفعله المفوضية للمساعدة في منع انتشار مرض جدري القردة بين اللاجئين والنازحين؟
يهمنا جميعاً الحرص على احتواء تفشي مرض جدري القردة في أسرع وقت ممكن. تلتزم المفوضية بمساعدة البلدان والمجتمعات على حماية اللاجئين والنازحين، بما في ذلك ضمان حصولهم على الوقاية والعلاج. نحن بحاجة إلى العمل معاً لضمان حصول اللاجئين والنازحين على مواد النظافة الأساسية ومرافق الصرف الصحي والطعام الكافي، بالإضافة إلى المعلومات الدقيقة والتي يمكن الوصول إليها حول المرض بلغتهم الخاصة. هناك حاجة أيضاً إلى المزيد من المآوي للسماح بالعزل المناسب.
نحن نوفر أكبر قدر ممكن من الصابون والمياه النظيفة ومرافق غسل اليدين، ونعمل على تجهيز المرافق الصحية لضمان الرعاية السريرية الآمنة والفعالة للمرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية وتعزيز المراقبة. كما ندرب وتجهز المتطوعين في مجال صحة اللاجئين لمعالجة أي وصمات ورفع مستوى الوعي في المجتمعات النازحة والمضيفة حول كيفية انتشار مرض جدري القردة والوقاية منه. ولكن دعوني أوضح أنه في العديد من المواقع تعمل فرقنا بموارد ضئيلة للغاية حيث تكون الأنظمة الصحية هشة والاحتياجات تتزايد مع استمرار هذا الوباء.
على المستوى الوطني، ندعو الحكومات إلى إدراج اللاجئين في خطط استعدادها والعمل جنباً إلى جنب مع منظمة الصحة العالمية والشركاء لدعم جهود الاستجابة الوطنية للتصدي للمرض. ومع توفر اللقاحات لاستهداف الأفراد الأكثر عرضة لخطر الإصابة، سنواصل الدعوة إلى إدراج اللاجئين والنازحين في برامج اللقاح ودعمهم.
ومع ذلك، فقد أثرت عقود من الصراع وعدم كفاية التمويل في جمهورية الكونغو الديمقراطية بشدة على الأنشطة الصحية وأجبرت المفوضية والشركاء على اتخاذ خيارات صعبة. نحن بحاجة إلى المزيد من التمويل لتوسيع نطاق جهود الاستجابة الحيوية، ولكننا نحتاج أيضاً إلى السلام في مناطق الصراع حتى تتمكن المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المحتاجين ويتمكن للجميع من الوصول إلى إجراء الفحوصات والعلاج دون المخاطرة بحياتهم.