ناشطون من اللاجئين في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ يدعون إلى توفير التمويل والدعم
ناشطون من اللاجئين في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ يدعون إلى توفير التمويل والدعم
كان لدى اللاجئين وغيرهم من النازحين قسراً الذين يعيشون على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ العالمية رسالة واضحة للقادة والمندوبين الذين حضروا قمة المناخ العالمية في أذربيجان هذا الأسبوع: إنهم بحاجة إلى المزيد من التمويل والدعم من أجل البقاء والتكيف في وقت تجعل فيه أزمة المناخ حياتهم أكثر خطورة.
كان لدى اللاجئين وغيرهم من النازحين قسراً الذين يعيشون على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ العالمية رسالة واضحة للقادة والمندوبين الذين حضروا قمة المناخ العالمية في أذربيجان هذا الأسبوع: إنهم بحاجة إلى المزيد من التمويل والدعم من أجل البقاء والتكيف في وقت تجعل فيه أزمة المناخ حياتهم أكثر خطورة.
وقالت غريس دورونغ، اللاجئة السابقة من جنوب السودان والتي أسست منظمة "جذور الأجيال" غير حكومية: "بغض النظر عن مدى جهدنا لبناء الحياة التي نريدها لأنفسنا، فإن القتال يزداد صعوبة مع كل يوم يمر بسبب تغير المناخ".
وقد عددت المخاطر الكثيرة التي تواجهها بلادها، بما في ذلك الجفاف والفيضانات، فضلاً عن الصراع في السودان المجاور الذي دفع ما يقرب من 850 ألف لاجئ وعائد نحو الحدود. ووصفت محنتهم الآن بأنها " كالمستجير من الرمضاء بالنار".
وأضافت: "لا مفر أمام اللاجئين، حيث إنك تفر باتجاه واحد وتواجهك المخاطر. تهرب في اتجاه آخر لتواجهك مخاطر أخرى. أزمة المناخ تؤثر بشكل كبير على حياتنا".
كانت دورونغ تتحدث أمام المندوبين في حفل إطلاق تقرير جديد أصدرته المفوضية يوم الثلاثاء، والذي يسلط الضوء على الروابط المعقدة بين أزمة المناخ والصراعات والنزوح القسري. وقد وجد التقرير، الذي تم إعداده بالتعاون مع 13 منظمة متخصصة ومؤسسة بحثية ومجموعات يقودها اللاجئون، أن ثلاثة من كل أربعة من أصل 123 مليون شخص ممن نزحوا بسبب الصراعات يكافحون أيضاً لمواجهة الآثار الكارثية والمتنامية لتغير المناخ، وذلك لأن غالبية النازحين قسراً موجودون في مناطق من العالم معرضة بشدة لمخاطر المناخ.
مع اشتداد مدى الظواهر المناخية، يضطر اللاجئون والنازحون على نحوٍ متزايد للانتقال مراراً وتكراراً، مع تضاؤل الأمل في العودة إلى ديارهم، حيث أصبحت أجزاء أخرى من العالم غير صالحة للسكن.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الذي تحدث أيضاً في حفل إطلاق التقرير: "نرى على أرض الواقع التأثير البشري الذي يطال الأشخاص الأكثر ضعفاً لما يتم مناقشته هنا في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين. بالنسبة لأشخاص مثل غريس، فهذا الأمر ليس نظرياً، بل هو واقع يومي يؤثر بشكل كبير على حياتهم".
فجوات في تمويل المناخ
على الرغم من كونهم من بين الأكثر تضرراً من تأثيرات تغير المناخ، فإن اللاجئين والمجتمعات المضيفة في البلدان الهشة والمتأثرة بالصراعات لا يصلهم التمويل الموجه للمناخ والذي يمكن أن يساعدهم على التكيف. ويشير التقرير إلى أن 90 بالمائة من التمويل المناخي يذهب إلى البلدان ذات الدخل المتوسط والعالية الانبعاثات، بينما يذهب 2 بالمائة فقط إلى البلدان شديدة الضعف.
وقال غراندي: "إنها حالة من الإجحاف الشديد. من المهم للغاية أن يوسع الفاعلون في مجال التنمية عملهم والحرص على أن يشمل العمل المناخي الأجزاء الأكثر هشاشة في العالم".
وفي خطوة إيجابية نحو تحسين تدفق التمويل المناخي إلى المجتمعات النازحة، وقعت المفوضية مذكرة تفاهم هذا الأسبوع مع صندوق المناخ الأخضر، وهو أكبر صندوق للمناخ في العالم. وتهدف المذكرة إلى ربط معرفة المفوضية وخبرتها في العمل في البيئات الهشة والمتأثرة بالصراعات بأهداف صندوق المناخ الأخضر المتمثلة في توسيع نطاق تقديم التمويل المناخي إلى البلدان النامية.
وعلى هامش محادثات هذا الأسبوع، عقدت المفوضية ندوة مشتركة مع المنظمة الدولية للهجرة حول أهمية إشراك اللاجئين والمهاجرين في صناعة القرار بشأن التمويل المناخي. وأشار أوبيرا بوسكو أوكوت، وهو لاجئ وناشط مناخي من جنوب السودان يبلغ من العمر 28 عاماً، إلى أن المنظمات التي يقودها اللاجئون قادرة على جذب جهود الاستجابة المناخية الجوهرية لمجتمعاتها، لكنها تحتاج إلى الدعم في مجال بناء القدرات والتكيف.
وقال: "كان التمويل الموجه للمناخ والذي وصل إلى المجتمعات النازحة محدوداً"، مضيفاً أن المنظمات القليلة جداً التي يقودها اللاجئون، كانت تتلقى تمويلاً مقيداً وقصير الأجل، مما أثر على استدامتها.
شبكة جديدة من النشطاء اللاجئين
تعتبر أوكوت جزءًا من تحالف جديد من اللاجئين والنازحين الناشطين في مجال المناخ من جميع أنحاء العالم، والذين يوحدون جهودهم كجزء من تحالف جديد يدعى "اللاجئون من أجل العمل المناخي" والذي تم إطلاقه في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين يوم الخميس.
ستوفر الشبكة، التي دعت إليها المفوضية، منصة للرسائل العاجلة التي يتعين على أعضائها تبادلها حول حقيقة كيف أن أزمة المناخ جعلت الحياة أكثر خطورة بالنسبة للأشخاص المجبرين على الفرار. بالإضافة إلى أوكوت، تضم الشبكة ثمانية أعضاء هم محمد أنور، وهو لاجئ من الروهينغا من ميانمار يعيش في بنغلاديش؛ وإرمانو بريفوار، وهو لاجئ هايتي وناشط بيئي يعيش في البرازيل؛ وإيمان الهمالي، التي تقود مجموعة من النساء النازحات داخلياً في اليمن ويدرن محطة صغيرة للطاقة الشمسية؛ وجين موهيموندو، وهي ناشطة مناخية وبيئية رواندية تعيش في مخيم للاجئين في زيمبابوي.
وفي حفل الإطلاق يوم الخميس، انضم إلى أوكوت الممثل وسفير النوايا الحسنة للمفوضية ثيو جيمس.
في الشهر الماضي، سافر جيمس مع المفوضية إلى موريتانيا، وهي دولة قاحلة شهدت ظواهر مناخية قاسية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الفيضانات الموسمية والجفاف الشديد والحرارة الشديدة. والتقى بلاجئين فروا من الصراع في مالي في السنوات الأخيرة ويستضيفهم مخيم أمبرة في منطقة حوض شرقي الجنوبية الشرقية.
وقال جيمس في حفل الإطلاق: "لقد أخبروني كيف أصبحت الحياة غير محتملة في الصحراء. لقد فروا من الحرب لخوض معركة أخرى مع الآثار التي يتركها تغير المناخ. إنهم يواجهون أزمة غذائية، وأزمة مياه، وأزمة مأوى، وفي النهاية أزمة بقاء".
وحث أوكوت وجيمس المندوبين في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين على ضمان إدراج اللاجئين في المناقشات الدائرة حول المناخ وتمويل المناخ.
وقال أوكوت: "نحن ملتزمون بالدفاع عن الأصوات التي غالباً ما لا يتم الإصغاء إليها وتجاهلها. نحن ندافع عن كوكبنا، ونطالب بمكاننا على الطاولة، ليس فقط للتحدث، بل وللدفاع عن العدالة المناخية".
شاركت في كتابة التقرير كريستي سيغفريد