اللاجئون السودانيون في مصر يتوقون للمزيد من الدعم لتلبية احتياجاتهم
اللاجئون السودانيون في مصر يتوقون للمزيد من الدعم لتلبية احتياجاتهم
وبينما يرتاد حالياً أكثر من 30,000 طفل سوداني لاجئ المدارس العامة والخاصة في مصر، يرى سراج أن التعليم لا يزال بعيد المنال. ونظراً لعدم قدرتها على تحمل الرسوم التي تفرضها المدرسة المحلية وخوفها من السماح لابنها التوجه بمفرده إلى المدارس العامة البعيدة، لم يعد لدى شيرين في الوقت الحالي أي خيار لمساعدة ابنها على مواصلة التعليم.
وأوضحت شيرين، الذي بدا عليها القنوط، قائلة: "إذا لم يكن لدى سراج طموحات أو تعليم، فلن ينعم بحياته أو مستقبله".
على الرغم من الوصول إلى مكان آمن، فإن التكيف مع حياتهم الجديدة كلاجئين في مصر يمثل صراعاً يومياً. يعاني والدها البالغ من العمر 79 عاماً من السكري ومن مرض في الكلى، ويحتاج إلى أدوية ورعاية لا يستطيع تحمل تكاليفها.
وقالت شيرين: "والدي رجل عجوز ومريض للغاية، وكل يوم هو عبارة عن مقايضة بين شراء الدواء له ووضع لقمة طعام على المائدة، حيث نفدت مواردنا".
إنها نفس المعضلة بالنسبة للعديد من اللاجئين السودانيين البالغ عددهم 317,000 لاجئ والذين اضطروا للفرار إلى مصر منذ اندلاع النزاع المسلح قبل ستة أشهر. استقبلت مصر ثاني أكبر عدد من اللاجئين من السودان، وقد استنزف الكثيرون – مثل شيرين وعائلتها – مدخراتهم لدفع تكاليف رحلاتهم والوصول إلى بر الأمان. ومع الصعوبات التي تمر بها مصر أيضاً والمتمثلة بارتفاع معدلات التضخم وتكاليف المعيشة، يصارع اللاجئون من أجل تغطية حتى احتياجاتهم الأساسية.
وبعد وقت قصير من وصولهم إلى القاهرة، شرعت الأسرة بالتسجيل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وحصلت على دفعة نقدية طارئة لمرة واحدة للمساعدة في تغطية الإيجار والنفقات الأخرى. ولكن مع وجود حاجة مستمرة لتغطية نفقات الإيجار والغذاء والصحة، فقد نفدت هذه الأموال منذ فترة طويلة وليس من الواضح كيف سيقوون على إعالة أنفسهم.
تعمل المفوضية مع السلطات وشركائها المحليين لمساعدة الوافدين الجدد من السودان، ولكن مع تلبية 31% فقط من احتياجاتها التمويلية الإجمالية لهذا العام حتى الآن، فإن الفجوة بين الاحتياجات الإجمالية والمساعدات المتاحة تتسع بشكل كبير.
وقالت حنان حمدان، ممثلة المفوضية في مصر: "وصل أكثر من 317,000 لاجئ من السودان إلى مصر خلال الأشهر الستة الماضية، كما تواصَل أكثر من 100,000 شخص مع مكاتب التسجيل التابعة لنا في القاهرة والإسكندرية، معظمهم من النساء والأطفال والأسر التي تعيلها نساء وهم بحاجة للمساعدة. هناك حاجة ماسة إلى مزيد من التمويل لتمكيننا من مواصلة برامج المساعدة التي نقدمها".
أحلام معلقة
إن الوضع بالنسبة لشيرين وعائلتها بعيد كل البعد عن الحياة المريحة التي عاشوها في الخرطوم. فقد كانت شيرين، وهي خريجة علوم الكمبيوتر، تعمل في مجال الموارد البشرية في إحدى شركات التسويق، بينما كان والدها – وهو مهندس طيران متقاعد – يحصل على معاش تقاعدي ثابت، فيما كان تأجير بعض الممتلكات يدر لهم دخلاً إضافياً.
أما الآن، فقد تعثرت أحلام سراج في التخرج وأن يصبح ربان طائرة ويخشى جده مما قد يحدث إذا تدهورت صحته.
وقال: "أنا أقترب من النهاية، وخوفي الوحيد هو أن تعاني ابنتي وحفيدي بعد رحيلي. أمنيتي أن ينعما بمستقبل مشرق".
وبينما تبحث شيرين بشدة عن حل لاحتياجاتهم العاجلة، لا يتوفر سوى حل واحد طويل الأمد تتوق إليه: "رسالتي إلى العالم هي المساعدة في وقف الحرب ومساعدة السودان ومساعدة السودانيين على العودة إلى ديارهم".