اللاجئون والنازحون المتضررون من أزمة المناخ يدعون إلى مزيد من الإدماج
اللاجئون والنازحون المتضررون من أزمة المناخ يدعون إلى مزيد من الإدماج
في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ والذي عقد هذا العام في دبي، تحدث نشطاء المناخ من النازحين قسراً نيابة عن الملايين الآخرين من اللاجئين والنازحين داخلياً، والذين تطالهم تأثيرات مناخنا المتغير على نحوٍ غير متكافئ.
يعيش ما يقرب من 60 بالمائة من اللاجئين والنازحين في العالم في البلدان الأكثر عرضة لتغير المناخ. وبعد فرارهم من الحروب والاضطهاد، فإنهم يواجهون حالات كالجفاف والفيضانات ودرجات حرارة قصوى. وعلى الرغم من هذا العبء المزدوج وتجربتهم الحياتية، فقد كافحوا من أجل إسماع أصواتهم في مؤتمرات الأمم المتحدة السنوية لتغير المناخ.
نيال دينغ هو لاجئ من جنوب السودان ومدافع عن الشباب وناشط مجتمعي، وهو من بين أولئك الذين يحاولون تغيير ذلك في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ. وقال: "أزمة المناخ هي أزمة إنسانية، ونحن بحاجة إلى الاستماع إلى أصوات المجتمعات التي تعيش على الخطوط الأمامية. نحن بحاجة إلى رؤيتهم كخبراء".
كان دينغ يتحدث في إحدى الجلسات العديدة التي عقدت في الأيام الأخيرة والتي سلطت الضوء على العمل المناخي والحلول التي يقودها النازحون قسراً. وقد روى متحدثون من جنوب السودان والصومال واليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية قصصهم المتعلقة بالفرار أولاً من الصراعات ثم من الكوارث المناخية. كما تحدثوا عن العمل الذي يقومون به في مجتمعاتهم لعودة البيئة إلى ما كانت عليه والتكيف مع المناخ المتغير.
وقال أندرو هاربر، المستشار الخاص للمفوضية للعمل المناخي: "يحتاج صناع القرار في مؤتمر الأطراف الآن أكثر من أي وقت مضى إلى فهم وجهات نظر هذه المجتمعات التي تعيش على الخطوط الأمامية للمناخ، والاستماع إلى دعواتهم للتحرك".
"يعيش ملايين اللاجئين على أراضٍ غير صالحة للسكن على نحو متزايد، ويتعرضون لبعض من أخطر التأثيرات المناخية. يمكن لصناع القرار أن يتعلموا من أحلامهم وتطلعاتهم وحلولهم".
تقود اليمنية إيمان الحملي مجموعة مكونة من 10 نساء، جميعهن من النازحات داخلياً، حيث يدرن شبكة صغيرة للطاقة الشمسية توفر طاقة نظيفة وبأسعار معقولة للأسر في مديرية عبس الواقعة في محافظة حجة شمال غرب اليمن. إنها منطقة تأثرت بشدة بكل من الصراعات والظواهر المناخية القاسية، حيث تضررت سبل العيش التي تعتمد على الزراعة بشدة بسبب ندرة الأمطار على نحو متزايد.
وقد فتح نجاح المشروع الذي تقوده إيمان المجال لإنشاء 12 محطة إضافية للطاقة الشمسية تعود بالفائدة على أكثر من 44,000 شخص، ولكن لا تزال هناك تحديات. وقالت للمندوبين: "إننا نفتقر إلى التمويل لتلبية احتياجات المجتمع المتزايدة للطاقة المتجددة، بالإضافة إلى افتقارنا إلى موظفين مدربين في مجال الطاقة الشمسية والذين هم على دراية باستراتيجيات التخفيف من التأثيرات الناجمة عن تغير المناخ".
وقد أضاف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، صوته إلى الدعوات المطالبة بزيادة إدراج النازحين قسراً في مناقشات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين وفي خطط العمل الوطنية الخاصة بالمناخ، وقال: "إن إدراج الأشخاص الأكثر تضرراً أمر حيوي لمناقشاتنا وجهود استجابتنا. تستحق تجارب وحلول المجتمعات النازحة مكاناً مهماً في المناقشات الخاصة بالمناخ العالمي.
تدعو الشاعرة واللاجئة السابقة وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية إيمي محمود إلى رفع مستوى إدماج اللاجئين والنازحين في جهود الاستجابة لأزمة المناخ منذ أن حضرت مؤتمر الأطراف الأول لها في غلاسكو في عام 2021.
وفي إحدى فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، يوم الأحد، القت قصيدة لها بعنوان "أغنية الأرض" - وهي رثاء لكوكبنا المعتل، حيث تحمل أيضاً رسالة ملؤها الأمل حول إمكانية الوصول إلى مستقبل أكثر استدامة.
استلهمت مشاركتها في مؤتمر الأطراف من زيارتها الأخيرة إلى مخيم ميناواو للاجئين في منطقة أقصى شمال الكاميرون، حيث التقت بلاجئين نيجيريين قرروا التحرك من أجل المناخ، بما في ذلك زراعة آلاف الأشجار لإصلاح البيئة داخل المخيم وما حوله ومكافحة التصحر.
وقالت: "لقد تمكنت من رؤية العمل الحقيقي الذي يقوم به الجميع والابتكار الذي يحدث على أرض الواقع وبشكل فوري. اللاجئون لا يقفون على الخطوط الأمامية لتغير المناخ فحسب، بل إنهم في طليعة من يكافحون مسألة تغير المناخ".
"The climate crisis is a human crisis."