إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

تقريرٌ للمفوضية: تفاقم مخاطر المناخ أمام الأشخاص المضطرين للفرار من الحروب

بيانات صحفية

تقريرٌ للمفوضية: تفاقم مخاطر المناخ أمام الأشخاص المضطرين للفرار من الحروب

11 نوفمبر 2024 متوفر أيضاً باللغات:
جنوب السودان.. سنوات من الفيضانات تتسبب في نزوح الآلاف بشكل دائم في مدينة بانتيو.

باكو – حذّر تقرير جديد بأن الأشخاص المضطرين للفرار من الحروب والعنف والاضطهاد يجدون أنفسهم بشكلٍ متزايد على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ العالمية، الأمر الذي يعرضهم لمزيجٍ فتاكٍ من المخاطر، دون أن يتوفر لهم التمويل والدعم للتكيف معها.  

وقد أصدرت التقرير اليوم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي أعدته بالتعاون مع 13 منظمةً متخصصة ومؤسسةً بحثية ومجموعةً من المجموعات التي يقودها اللاجئون، وهو يستند إلى أحدث البيانات ليبيّن كيفية تفاعل الصدمات المناخية مع الصراعات بصورة تؤدي إلى تردي الظروف التي يعيشها الأشخاص المعرضون أصلاً للمخاطر.  

يعيش أكثر من ثلاثة أرباع النازحين قسراً حول العالم – الذين يزيد تعدادهم عن 120 مليون شخصٍ – في بلدانٍ تطالها تأثيرات تغير المناخ بشكلٍ كبير، بينما نصفهم في أماكن تجتمع فيها الصراعات مع المخاطر المناخية الحادة، مثل إثيوبيا وهايتي وميانمار والصومال والسودان وسوريا.  

وبحسب ما أورده التقرير – الذي يحمل عنوان: "لا مفر: على الخطوط الأمامية لتغير المناخ والصراعات والنزوح القسري" – فإن التوقعات تشير إلى أن عدد البلدان التي تواجه درجة شديدة القسوة من المخاطر المرتبطة بالمناخ سيرتفع بحلول عام 2040 من 3 دول إلى 65 دولةً، تستضيف غالبيتها العظمى أشخاصاً من النازحين قسراً. وبالمثل، فإنه من المتوقع أن تواجه مخيمات اللاجئين الرسمية والعشوائية ضِعف عدد أيام الحر الشديد بحلول عام 2050.  

وفي هذا الصدد، قال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "بالنسبة للأشخاص الأكثر ضعفاً حول العالم، تمثل مسألة تغير المناخ واقعاً قاسياً تطال تأثيراتها حياتهم بشكلٍ كبير. وتتسبب أزمة المناخ في حدوث موجات من النزوح في مناطق تستضيف أصلاً أعداداً كبيرةً من الأشخاص المضطرين للفرار نتيجة الصراعات وانعدام الأمن، مما يفاقم محنتهم، ويتركهم دون مكانٍ آمنٍ يقصدونه".  

على سبيل المثال، أجبر الصراع الكارثي في السودان ملايين الأشخاص على الفرار، بما في ذلك 700,000 شخصٍ ممن عبروا الحدود إلى تشاد، وهي دولة تستضيف لاجئين منذ عقود، وهي إحدى البلدان الأكثر عرضةً لمخاطر تغير المناخ. في الوقت نفسه، يتعرض الكثيرون ممن فروا نتيجة الصراع وبقوا داخل السودان لمخاطر النزوح المتكرر، وذلك نتيجة الفيضانات القاسية التي ألحقت أضراراً واسعةً في البلاد.  

وعلى نحوٍ مماثل، فقد نشد 72 بالمائة من لاجئي ميانمار الأمان في بنغلاديش، حيث تُصنف مخاطر الكوارث الطبيعية كالأعاصير والفيضانات بأنها حادة.  

وقالت الناشطة المناخية واللاجئة السابقة في جنوب السودان غريس دورونغ: "في منطقتنا التي نزح فيها الكثير من الأشخاص على مدى سنواتٍ عدة، فإننا نرى تأثيرات تغير المناخ بأعيننا.. وأنا آمل أن تساعد أصوات الأشخاص المذكورين في هذا التقرير صنّاع القرار على إدراك حقيقة أن الوضع سيزداد سوءاً ما لم يتم التصدي للنزوح القسري والتأثيرات المتفاقمة لتغير المناخ. لكن، إن أصغوا إلينا، فإنه بإمكاننا أن نكون جزءاً من الحل أيضاً". 

يسلط التقرير الضوء أيضاً على عجز التمويل المناخي عن الوصول إلى اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم وسواهم من الأشخاص في البلدان الضعيفة التي عصفت بها الحروب، ولذلك فإن قدرتهم على التكيف مع تأثيرات تغير المناخ تنهار بسرعة.   

تتلقى الدول شديدة الضعف حالياً مبلغاً لا يتجاوز 2 دولار للشخص من التمويل السنوي المخصص للتكيف مع المناخ، وهو ما يمثل فجوةً هائلة بالمقارنة مع التمويل المخصص في الدول غير الضعيفة والذي يبلغ 161 دولاراً للشخص الواحد. وعندما تصل الاستثمارات إلى تلك الدول الضعيفة في نهاية المطاف، فإن أكثر من 90 بالمائة من قيمتها يوجّه إلى العواصم، بينما تندر استفادة المناطق الأخرى منها.  

جرى نشر نتائج التقرير أثناء فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة التاسع والعشرين لتغير المناخ (مؤتمر الأطراف التاسع والعشرون) المنعقد في مدينة باكو، عاصمة أذربيجان، حيث تدعو المفوضية إلى زيادة التمويل المناخي الذي يصل إلى الأشخاص الأشد حاجةً إليه، وتناشد الدول لحماية النازحين قسراً ممن يواجهون مخاطر إضافية بفعل الكوارث المناخية، ولتمكينهم – إلى جانب المجتمعات المضيفة لهم – من المشاركة في صناعة القرارات السياسية وتلك المتعلقة بالتمويل.  

وأضاف غراندي: "تمثل حالة الطوارئ المناخية واقعاً من الظلم المتجذر، حيث إن الأشخاص المجبرين على الفرار والمجتمعات المضيفة لهم يتحملون أدنى المسؤولية عن الانبعاثات الكربونية، لكنهم يدفعون أبهظ الأثمان. فلا تصلهم مليارات الدولارات المخصصة للتمويل المناخي إطلاقاً، ولا يمكن للمساعدات الإنسانية أن تغطي بشكلٍ كافٍ هذه الفجوة المستمرة بالتوسع. الحلول بمتناول اليد، لكننا بحاجة إلى التحرك الفوري، إذ أنه من دون توفر الموارد والدعم المناسب، فسوف يجد الأشخاص المتأثرون أنفسهم عالقين في مأزق". 

ملاحظات للمحررين:  

يمكن لهيئات البث والمؤسسات الأخبارية وسواهم من الإعلاميين تنزيل الصور ومقاطع الفيديو عبر الرابط هنا.  

رابط التقرير البصري 

سيتم إطلاق تقرير "لا مفر: على الخطوط الأمامية لتغير المناخ والصراعات والنزوح القسري" رسمياً أثناء فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة التاسع والعشرين لتغير المناخ (مؤتمر الأطراف التاسع والعشرون) في مدينة باكو في 12 نوفمبر خلال مؤتمر صحافي سيعقد مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، واللاجئة والناشطة في مجال العمل المناخي غريس دورونغ.  

يستكشف هذا التقرير – وهو أول تقرير مناخي تصدره المفوضية – أوجه التقاطع ما بين المناخ والنزوح القسري، والفجوات القائمة في التمويل المناخي، ومستقبل الحماية القانونية للأشخاص الذين تطالهم تأثيرات أزمة المناخ، فضلاً عن الحاجة إلى الاستثمار في مشاريع تعزيز القدرة على الصمود في السياقات التي تتسم بالضعف والتأثر بالصراعات. ولإعداد هذا التقرير، عملنا عن كثب مع 13 منظمةً متخصصة ومؤسسةً بحثية ومجموعةً من المجموعات التي يقودها اللاجئون.  

يمثل المفوضية فريق رفيع المستوى أثناء فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة التاسع والعشرين لتغير المناخ في باكو، وذلك لضمان إدراج أزمة النازحين قسراً وحاجتهم إلى الحماية والتمويل والدعم في الحوارات والقرارات التي يشهدها المؤتمر.  

للمزيد من المعلومات: