المسارات الإنسانية
المسارات الإنسانية
غالباً ما تكون هذه البرامج بمثابة عملية مسرّعة تستخدم للأشخاص الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة. ويُتاح للأفراد المقبولين في بعض الأحيان فرصة تقديم طلبات اللجوء بعد الوصول، بما في ذلك الإجراءات المعجلة والتأشيرات الإنسانية. وفي حالات أخرى، قد توفر البرامج صفة الحماية عند الوصول.
وسواء كانت على شكل تأشيرات إنسانية أو برامج القبول لدواعٍ إنسانية، يمكن أن تكون المسارات الإنسانية بمثابة أداة قيمة في حالات النزوح الجماعي، حيث تكون هناك حاجة كبيرة لتوفير الحماية الفعالة لعدد كبير من الأشخاص في غضون فترة زمنية قصيرة.
التأشيرات الإنسانية
يمكن أن تسمح التأشيرات الإنسانية للأشخاص المحتاجين إلى الحماية الدولية بدخول بلد جديد قد يتمكنون فيه في بعض الأحيان من تقديم طلبات للجوء، بما في ذلك من خلال الإجراءات المعجلة. هذه التأشيرات منصوص عليها في تشريعات بعض البلدان، بما في ذلك الأرجنتين والبرازيل وفرنسا وسويسرا وإيطاليا، وهي ليست حصرية للأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية الدولية، وعادة ما تكون محدودة العدد ويتم إصدارها وفقاً لتقدير كل دولة. بالإضافة إلى كونها مساراً مختلفاً عن غيره لدخول البلدان، قد تكون التأشيرات الإنسانية أيضاً بمثابة أداة لتسهيل الدخول باستخدام مسارات أخرى، مثل برامج الرعاية الخاصة أو المنح الدراسية.
تم أيضاً إصدار تأشيرات إنسانية لتسهيل قبول أفراد الأسرة غير المؤهلين للم شمل الأسرة وكذلك للاجئين من الفئات الضعيفة الذين لا يستطيعون الوصول إلى سبل الحماية الفعالة في بلدان اللجوء الأولى و/أو برامج إعادة التوطين.
برامج القبول الإنساني
لا يوجد تعريف متفق عليه بشكل عام لـ"برامج القبول الإنساني". ومع ذلك، فإنه يتم استخدام المصطلح عموماً كشكل من أشكال العمليات المعجلة التي يمكن من خلالها مساعدة أعداد كبيرة من اللاجئين على المغادرة بسرعة إلى بلد مستقبل آمن لأسباب إنسانية. وتعتبر هذه البرامج مساراً تكميلياً إضافياً ومنفصلاً عن برامج إعادة التوطين الحالية واستحقاقات لم شمل الأسرة، على الرغم من أنها قد تشترك بالعديد من العناصر أو الخصائص لمثل هذه الخطط. يتم إعداد مثل هذه البرامج لفترة زمنية محددة باستخدام عمليات سريعة و/أو مبسطة مماثلة لبرامج إعادة التوطين المدعومة من المفوضية.
يمكن أن تكون برامج القبول الإنساني أداة ثمينة في حالات النزوح الجماعي حيث تكون هناك حاجة كبيرة لحماية السكان من ذوي الاحتياجات المحددة خلال فترة زمنية قصيرة. على سبيل المثال، لتلبية الاحتياجات الكبيرة لجهود المساعدة الإنسانية في سوريا، أنشأت بعض البلدان مثل ألمانيا والنمسا وفرنسا برامج للقبول الإنساني للاجئين السوريين بالتعاون الوثيق مع المفوضية.
من الضروري التأكيد على أن القبول الإنساني لا يقصد به أن يحل محل إجراءات اللجوء المعتادة، ولكنه قد يكملها في حالات الطوارئ. أيضاً، وعلى عكس التأشيرات الإنسانية، فإنه غالباً ما يتم تحديد الوضع القانوني الفردي في حالة برامج القبول الإنساني قبل الوصول إلى البلد الجديد.
القبول الإنساني وإعادة التوطين
تشترك برامج القبول الإنساني في العديد من السمات مع برامج إعادة التوطين التي تتم بمساعدة المفوضية، وتتضمن عموماً اعتبارات وضمانات حماية مماثلة في إجراءاتها. ومع ذلك، يمكن لهذه البرامج استخدام معايير للأهلية تكون إضافية أو أوسع، كالاحتياجات الإنسانية العامة أو الروابط الحالية مع بلد إعادة التوطين. من خلال برامج القبول الإنساني، قد يتم منح الأشخاص المعرضين للخطر وضع الحماية المؤقتة أو صفة أخرى من الحماية عند وصولهم، وبالتالي، قد لا يكون لديهم إمكانية الوصول الفوري إلى حل دائم فعال بالكامل.
Text and media 19
قصة طوني
بفضل تاشيرة إنسانية، تمكن اللاجئ السوري طوني من الانتقال إلى الأرجنتين بعد فراره من الصراع، وهو يتولى الآن إدارة مطعمٍ للوجبات الشرق أوسطية الجاهزة في مدينة قرطبة.