إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

نساء كفيفات يبصرن الأمل في شرق أفغانستان

قصص

نساء كفيفات يبصرن الأمل في شرق أفغانستان

بفضل دعم مخصص من المفوضية وشركائها، تكتسب الشابات الكفيفات في شرق أفغانستان التعليم والمهارات والثقة لبناء مستقبل أكثر إشراقاً واستقلالية.
2 يوليو 2024 متوفر أيضاً باللغات:
هيلاي نوري، 20 عاماً، تقرأ بطريقة برايل خلال فصل دراسي في مركز تابع للمفوضية في سمرخايل بإقليم نانغارهار في أفغانستان.

هيلاي نوري، 20 عاماً، تقرأ بطريقة برايل خلال فصل دراسي في مركز تابع للمفوضية في سمرخايل بإقليم نانغارهار في أفغانستان.

داخل أحد الصفوف الدراسية الصغيرة المؤقتة في واحدة من قرى مقاطعة ننكرهار في شرق أفغانستان، أتت مجموعة من الشابات الكفيفات لتلقي درس في مجال التواصل. تعتبر النساء من ذوت الإعاقة البصرية في أفغانستان معزولات اجتماعياً وكثيراً ما يتعرضن للعنف الجسدي والنفسي، ويقضين معظم حياتهن خلف أبواب مغلقة، ويُحرمن من فرصة ارتياد المدرسة، أو تعلم المهارات الحياتية، أو تكوين أسرة.

ولكن في هذا الصف الدراسي - وغيره من الصفوف الدراسية المشابهة التي أنشأتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشريكتها جمعية الرعاية لتنمية أفغانستان "وادان"، في مقاطعتين متجاورتين - تجتمع النساء معاً وتتواصل اجتماعياً وتستمع إلى تجارب بعضهن البعض، وتتعلم مهارات جديدة تساعدهن على التعرف على العالم والنجاح واكتساب الثقة بالنفس والشعور بالاستقلالية.

وقالت أريزو، البالغة من العمر 22 عاماً، والتي تعيش في جلال أباد، عاصمة الإقليم، وتحضر برنامج دعم النساء من ذوات الإعاقة البصرية في سمارخال: "لقد واجهت الكثير من الصعوبات كوني كفيفة. وبينما كان بإمكان الآخرين المبصرين الالتحاق بالمدرسة، إلا أنني بقيت في الخلف". وها هي أخيراً تلحق بالركب.

أريزو هي واحدة من 90 طالبة من ذوات الإعاقة البصرية واللواتي التحقن بالبرنامج في أواخر عام 2022، وتعلمن منذ ذلك الحين القراءة باتباع طريقة برايل، ومبادئ الحساب، واستخدام عصا للتجول بأمان، والقيام بواجبات منزلية مثل الطبخ والغسيل، مما يمكنهن من المساهمة في الحياة الأسرية. ويعني نجاح البرنامج أنه سيتم توسيعه هذا الشهر ليصل إلى 200 امرأة أخرى، على أمل أن يساعد التمويل الإضافي في أن يستفيد منه أيضاً الرجال والفتيات والفتيان في المستقبل.

نساء كفيفات يبصرن الأمل في أفغانستان

مهارات عملية ودعم نفسي

بالإضافة إلى المهارات العملية اليومية، يتضمن برنامج التدريب أيضاً استشارات نفسية واجتماعية وجلسات حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، وذلك لتهيئة النساء على تدبر أمورهن في مجتمع كثيراً ما تُقابل فيه النساء من ذوات الإعاقة البصرية بالوصم والعداء.

وتتعلم بعض النساء، مثل أريزو، مهارات في مجال التواصل أيضاً، على أمل أن يؤدي ذلك إلى توفر فرص عمل لم تكن متاحة من قبل. بالنسبة لأريزو، فإن تلك هي فرصة نادرة لمواصلة التعلم وتحسين مهارات القراءة والكتابة لديها. وقالت: "لقد تعلمنا المهارات الأساسية للتفاعل الناجح، بما في ذلك كيفية التواصل مع الآخرين، ونقل المعلومات بدقة، وحتى إلقاء ندوات مؤثرة".

أريزو طاون، 22 عاماً، تشارك في أحد الصفوف المخصصة للنساء من ذوات الإعاقة البصرية في سمرخال.

أريزو طاون، 22 عاماً، تشارك في أحد الصفوف المخصصة للنساء من ذوات الإعاقة البصرية في سمرخال.

أريزو هي من الطالبات اللواتي يتمتعن بالحماس والحافز، ولديها إيمان ورغبة في مساعدة المكفوفين وضعاف البصر. وقد كتبت جزءًا من القرآن الكريم بطريقة برايل، باستخدام أنماط التنقيط البارز على الصفحة لتدل على الرموز، مما يجعل النصوص الدينية في متناول المكفوفين. وقالت: "لقد كان من أكبر أحلامي أن أتمكن من الكتابة".

من بين سكان أفغانستان البالغ عددهم 43 مليون نسمة، هناك أكثر من 400 ألف من المكفوفين، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فيما هناك 1.5 مليون شخص آخرين يعانون من ضعف البصر، و60 بالمائة من حالات العمى ناجمة عن إعتام عدسة العين، وهي حالة يمكن علاجها بإجراء عملية جراحية بسيطة للعين إذا توفرت المرافق الطبية.

"أستطيع أن أتخيل مستقبلاً أفضل"

بالنسبة لأريزو وزميلاتها المشاركين، فقد فتح البرنامج لهن آفاقاً جديدة.

فقدت هيلاي بصرها بعد مواجهة أليمة مع مسلحين، وذلك عندما لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها، وعانت لسنوات من الشعور بالعزلة والعجز الذي أعقب ذلك. وتشرح هيلاي، البالغة من العمر الآن 20 عاماً، قائلة: "واجهت الكثير من المشاكل لأنني كنت أستطيع الرؤية في السابق. لم أستطع الذهاب إلى المدرسة بعد ذلك وفقدت كل الأمل الذي كان في قلبي، وقد تدهورت صحتي النفسية".

ساعدت فرصة الخروج من المنزل والالتقاء بنساء من ذوات الإعاقة البصرية والتعلم معهن إلى تغيير نظرة هيلاي للحياة. تقول: "كنت أجلس في المنزل ولا أستطيع الذهاب إلى أي مكان، ولكن يمكنني الآن القيام بمهامي الخاصة والذهاب إلى أي مكان دون مرافق. لقد جعلني المجيء إلى هنا أشعر بالأمل مرة أخرى".

لقد كان من أكبر أحلامي أن أتمكن من الكتابة

أريزو

 

تعيش أمينة، البالغة من العمر 20 عاماً، وهي شابة كفيفة أخرى، في جلال آباد مع والديها وتسعة أشقاء، خمسة منهم يعانون أيضاً من ضعف البصر. قبل انضمامها إلى مبادرة المفوضية وجمعية "وادان"، بدا حلمها في أن تصبح معلمة للنساء الكفيفات مستحيلاً، ولكن المهارات التي تعلمتها ساعدتها في تحقيق حلمها في يوم من الأيام.

وقالت أمينة: "في السابق، كنت أشعر بالدونية مقارنة بالمبصرين، إذ لم أكن أجيد القراءة والكتابة. ​​وفي حين كان بإمكان المبصرين ارتياد المدرسة والدراسة، كنا لا نزال في المنزل وتراودنا أفكار سلبية طوال الوقت".

وأضافت: "الآن أعرف القراءة بطريقة برايل وأتمنى أن أصبح معلمة للآخرين. أستطيع أن أتخيل مستقبلاً أفضل. لقد أصبحت متفائلة للغاية، وأرى حياتي بطريقة أفضل".

"الآن أعرف القراءة بطريقة برايل... وأستطيع أن أتخيل مستقبلاً أفضل"

أمينة