مع تفشي فيروس كورونا حول العالم، شركة مكسيكية تنضم لجهود إنقاذ الأرواح
مع تفشي فيروس كورونا حول العالم، شركة مكسيكية تنضم لجهود إنقاذ الأرواح
دفع العنف الدموي خوسيه مانويل* للفرار من موطنه هندوراس. وبعدما وصل إلى بر الأمان في المكسيك، ها هو يعمل الآن في جهود إنقاذ الأرواح.
إنه جزء من فريق صناعة غسالات تجارية، تم تعديلها للقضاء على مسببات الأمراض بشكل أفضل ومن المقرر التبرع بها للمستشفيات والعيادات في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية لعلاج مرضى فيروس كورونا، وكذلك للمآوي التي تعنى باللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين.
الشركة التي يعمل لديها والتي تدعى "مابي"، تنتج أيضاً ما يسمى بـ "الأيروبوكس"، والذي يحول أغطية الثلاجة البلاستيكية إلى شاشات فاصلة للمساعدة في حماية الأطباء والممرضات والعاملين الآخرين في المجال الصحي ممن يتواجدون في الخطوط الأمامية أثناء عملية أخذ العينات الدقيقة للمرضى.
"سيساعد ذلك العائلات التي تعيش في المآوي كثيراً"
وقال خوسيه مانويل وهو أب لطفلين، خلال استراحة له من خط إنتاج المصنع الذي يديره في مدينة سالتيو، شمال المكسيك: "أنا فخور جداً بالمساهمة التي أقدمها في عملي وبمساعدة الآخرين أثناء الوباء. سيساعد ذلك العائلات التي تعيش في المآوي إلى حد كبير".
خوسيه مانويل هو من بين أكثر من 100 لاجئ وطالب لجوء ممن تم توظيفهم في الشركة التي تأسست قبل 74 عاماً من قبل اثنين من رواد الأعمال الفارين من الاضطرابات التي أعقبت الحرب الأهلية في إسبانيا. تعد الشركة الآن واحدة من أكبر الشركات المصنعة للأجهزة في العالم.
نزح خوسيه مانويل من دياره في أمريكا الوسطى جراء تلقيه تهديدات بالقتل من قبل أعضاء العصابات، ووصل إلى المكسيك في عام 2016 مع عائلته – ليختزلوا حياتهم في بضع حقائب فقط أثناء فرارهم.
اقرأ أيضاً: تفاقم أزمة النزوح في أمريكا الوسطى في ظل فيروس كورونا
بعد نقلهم من بلدة على الحدود الجنوبية للمكسيك إلى سالتيو، الواقعة على بعد بضع ساعات بالسيارة جنوب تكساس، بدأ خوسيه مانويل عمله في شركة "مابي" في عام 2016 وهو الآن رئيس خط إنتاج الغسالات.
ويهدف برنامج النقل الذي تديره المفوضية إلى نقل آلاف اللاجئين من نقاط الدخول المزدحمة في جنوب المكسيك إلى مراكز صناعية مزدهرة في وسط وشمال البلاد.
هناك، لديهم فرص أكبر للبحث عن وظائف ثابتة، وهو ما سوف يتيح لهم الاندماج بشكل أفضل في المجتمع المكسيكي. في عام 2019 وحده، نقلت المفوضية أكثر من 5,500 شخص، وقدمت لهم الدعم اللازم لمساعدتهم في الوقوف على أقدامهم في المدن المضيفة الجديدة.
"إنهم متعطشون للقيام بعمل جيد والاستفادة الكاملة من الفرصة التي أتيحت لهم"
وقال بابلو مورينو، رئيس شؤون الشركات في المصنع، أن أعداداً كبيرة من اللاجئين من هندوراس والسلفادور وغواتيمالا الذين تم توظيفهم في مابي ملتزمون للغاية بالشركة و"يتوقون للعمل بشكل جيد والاستفادة الكاملة من الفرصة التي أتيحت لهم".
تعد أمريكا اللاتينية حالياً واحدة من بؤر انتشار فيروس كورونا. وقد سجلت المكسيك، التي يبلغ عدد سكانها 130 مليون نسمة، رابع أعلى رقم للوفيات المرتبطة بالوباء حول العالم، وذلك بعد الولايات المتحدة والبرازيل والهند، وفقاً لإحصائيات جامعة جونز هوبكنز.
حتى الآن، قامت مابي بتصنيع أكثر من 30,000 قطعة من علب الأيروبوكس و 500 غسالة والتبرع بها للمستشفيات والعيادات والمآوي في جميع أنحاء المكسيك وبنما وكوستاريكا وهندوراس والسلفادور وغواتيمالا وجمهورية الدومينيكان، وهو أمر يجعل مورينو فخوراً بقواه العاملة من اللاجئين: "نحن سعداء حقاً لأن موظفينا من اللاجئين ويعملون في الخطوط الأمامية في جهود مكافحة فيروس كورونا".
* تم تغيير الاسم لأسباب تتعلق بالحماية.