في إسبانيا، متطوعون يروون القصص عن بعد للأطفال اللاجئين
في إسبانيا، متطوعون يروون القصص عن بعد للأطفال اللاجئين
الحياة صعبة خلال فترة الإقفال، ولكن بالنسبة لروسالينا، وهي طالبة لجوء من فنزويلا، فإن الحياة صعبة للغاية. فهي تعيش مع أطفالها الثلاثة البالغة أعمارهم 8 و 12 و 14 عاماً في غرفة واحدة في مركز للاستقبال في مدريد، وتجد صعوبة في قضاء الوقت معهم وتسليتهم.
وقالت روسالينا، البالغة من العمر 35 عاماً: "ليس من السهل البقاء مع الأطفال محبوسين في غرفة واحدة، لكنهم يعرفون بأن الهدف من ذلك هو حماية صحتهم وصحة الآخرين".
ومع ذلك، تأتيها في كل مساء هدية تجعل حياتها أسهل. فهي تتلقى رسالة واتساب تحتوي على قصة من قصص الأطفال.
يسجل بعض المتطوعين مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يقرأون القصص الخيالية والقصص الأخرى ويقدمونها للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وبعد مراجعتها، تحيل المفوضية القصص إلى موظفي مراكز الاستقبال، والتي تؤوي مؤقتاً الآباء والأطفال من طالبي اللجوء.
منذ بدء المشروع في شهر مارس، سجل المتطوعون الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة إلى 87 عاماً أكثر من 100 قصة. قام البعض بتسجيل ومشاركة مقاطع الفيديو أيضاً، مع تضمين بعض الحيل السحرية وتعليم الأوريغامي والغناء والتمثيل كمهرجين.
جاءت الفكرة من العاملين في مركز الاستقبال في باييكاس، الواقعة على مشارف مدريد، بعدما تحدثوا عن ذلك للمفوضية لتنمو الفكرة بشكل عفوي وليشارك فيها المزيد والمزيد من الأشخاص.
"هذه القصص مثل الأصدقاء غير المرئيين لأطفالي"
تشعر روسالينا بالامتنان لهذه المبادرة خاصة وأن المكتبات وغرف التلفزيون في المركز الذي تقيم فيه، والذي تديره الوزارة بهدف دمج المهاجرين وتقديم الرعاية الاجتماعية، مغلقة مؤقتاً لضمان التباعد الجسدي أثناء الأزمة.
وقالت: "الأشخاص الذين يسجلون هذه القصص هم أصدقاء غير مرئيين بالنسبة لأطفالي. نقرأ قصة كل ليلة ويساعدهم ذلك على النوم”.
يقرأ مانويل، البالغ من العمر 22 عاماً، القصص كمتطوع للمشروع. يعيش في مدريد وقد درس إدارة الأعمال، على الرغم من أنه يحب التمثيل والمسرح. وعندما علم بالمشروع عن طريق صديق له في المفوضية، أراد المساهمة بشي.
- اقرأ أيضاً: إقليم الباسك الإسباني يفتح أبوابه لعائلة سورية
قرأت سونيا، البالغة من العمر 10 أعوام، بعض القصص، حيث اختارت من بين قصصها المفضلة الموضوعة على رف الكتب الخاص بها وسجلتها بمساعدة والديها. كما أقنعت أقارب لها وأصدقاء في المدرسة وكذلك الجيران على الانضمام إليها.
"أنا لا أعلم أي القصص قد يفضلونها أكثر لأنني لا أعرف هؤلاء الأطفال، لكني سعيدة لأنني أعتقد بأنهم متحمسون".
تعتبر القصص أكثر من مجرد ترفيه. كما أنها يساعدون الأطفال اللاجئين على فهم الثقافة الإسبانية وتعلم اللغة، مما يعزز أواصر التضامن التي قد تستمر لسنوات.
وقالت روسالينا: "عندما ينتهي هذا الوضع، ربما في يوم من الأيام يمكننا الالتقاء بهم وتوجيه الشكر لهم على الاهتمام الذي أولوه لنا".