اللاجئون النيجيريون ينتقلون من المنطقة الحدودية المضطربة في الكاميرون
اللاجئون النيجيريون ينتقلون من المنطقة الحدودية المضطربة في الكاميرون
جنيف، 21 يوليو/تموز (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - أفادت المفوضية يوم الثلاثاء (21 يوليو/تموز) بأن العنف وانعدام الأمن يستمران في التأثير على تحركات السكان في شمال نيجيريا والبلدان المجاورة.
وفي منطقة أقصى شمال الكاميرون النائية، يتدفق اللاجئون النيجيريون بأعداد ثابتة من المنطقة الحدودية المضطربة بين نيجيريا والكاميرون بحثاً عن المأوى في مخيم ميناواو الذي يقع على بعد 100 كيلومتر داخل الكاميرون وتديره المفوضية وشركاؤها.
وقال الموظفون الميدانيون في المفوضية إنه يتم تسجيل ما يقارب 100 شخص يومياً كمعدّل، في المخيم الذي تم افتتاحه في يوليو/تموز 2013. وقد ارتفع عدد سكان المخيم من حوالي 30,000 شخص في أواخر العام الماضي إلى حوالي 44,000 شخص حالياً.
وصرّح ليو دوبز، المتحدث باسم المفوضية في مؤتمر صحفي في جنيف قائلاً إن "معظم الوافدين إلى المخيم هم نيجيريون كانوا قد فروا في وقت سابق إلى الكاميرون هرباً من العنف في شمال شرق نيجيريا لكنهم فضلوا البقاء على مقربة من الحدود - آملين في العودة بسرعة إلى الوطن. وقال اللاجئون إنهم فروا من هجمات المسلحين في ولاية بورنو في نيجيريا".
في الأسابيع الأخيرة، دارت هجمات واشتباكات على الحدود من جهة الكاميرون بما في ذلك أول هجوم انتحاري في الكاميرون في 12 يوليو/تموز في بلدة فوتوكول في أقصى شمال الكاميرون. وكجزء من استجابتها لهذا الاضطراب، بدأت حكومة الكاميرون بتسجيل اللاجئين النيجيريين في المنطقة الحدودية.
وقال دوبز إن "الموظفين الميدانيين في المفوضية أفادوا بأن عملية التسجيل هذه أثارت خوف بعض اللاجئين من أن تتم إعادتهم قسراً إلى نيجيريا". وأضاف أن المفوضية والحكومة تتشاوران مع اللاجئين في المنطقة الحدودية حول المكان الذي يرغبون في التوجه إليه: "قد يفضّل البعض العودة إلى المناطق الآمنة في نيجيريا في حين قد يرغب آخرون في الانتقال إلى مخيم ميناواو. وستسمر هذه العملية على مدى الأيام والأسابيع القادمة".
وقال بعض القادمين إلى المخيم إن الطعام نفد منهم عندما كانوا بالقرب من الحدود وكانوا يرغبون في الاستفادة من التوزيعات الغذائية في ميناواو. ويتم إيواء العديد من الوافدين الجدد مؤقتاً في خيام من القماش المشمع في مدرسة مقفلة حالياً للعطلة الصيفية.
يقع المخيم في منطقة قاحلة نسبياً؛ ويجب نقل الخشب لبناء المآوي من المناطق المشجّرة الواقعة في جنوب الكاميرون والتي تبعد مسافة يومين على الأقل بالشاحنة. وقال أحد مدراء المخيم: "لطالما واجهنا مشكلة في إمدادات الخشب. وعندما نحصل على الخشب نواجه أحياناً نقصاً في المسامير لبناء المآوي". ويتواجد مخيم ميناواو على مقربة من سلسلة جبال المندرة الكبيرة التي ترتفع عند الحدود بين الكاميرون ونيجيريا.
وقال أحد اللاجئين الذين يعرفون المنطقة إن الجبال هي إحدى المناطق التي يُعتقد بأن المتمردين النيجيريين يختبئون فيها. وقد قام جنود من القوات العسكرية الإقليمية المتحالفة - لا سيما من جيش نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون- بتنفيذ عمليات مشتركة ضد المتمردين على مدى عدّة أشهر.
وتجري هذه الأعمال عبر مناطق واسعة في غرب إفريقيا ووسطها. وأفيد بأن العمليات العسكرية قد فرقت بعض المتمردين، ولكنها لم توقف نشاطهم المتمرد.
ولأسباب أمنية، كانت إمكانية دخول المفوضية إلى منطقة أقصى شمال الكاميرون محدودة لكنها تقدّر أن عدد اللاجئين غير المسجلين في المنطقة بلغ حوالي 12,000 شخص. وتقول السلطات في الكاميرون إن العدد قد يكون أكثر من 17,000. وفي تطور مستقل في منطقة ديفا في جنوب النيجر، تفيد السلطات عن وصول حوالي 2,500 شخص من نيجيريا بعد هجوم شنّه المسلحون على بلدة داماساك النيجيرية الأسبوع الماضي.
إن معظم الوافدين الجدد هم من النساء والأطفال والمسنين. وقد وصلوا إلى بلدتي شتيماري وغاغاماري الحدوديتين اللتين تقعان على بعد 20 كيلومتراً من داماساك. ووفقاً للسلطات في النيجر فإن حوالي 80 في المئة من هؤلاء الوافدين هم لاجئون نيجيريون والـ20 في المئة المتبقية هم عائدون إلى النيجر.
فرّ بعض الوافدين الجدد من منازلهم العام الماضي بعد أول هجوم على داماساك ولم يعودوا إلا مؤخراً. ويبقى بعض اللاجئين مع العائلات المضيفة نفسها التي عاشوا معها العام الماضي في حين أن الآخرين ينامون في العراء أو في المآوي المؤقتة.
وقال معظم الوافدين الجدد إنهم يفضلون البقاء في شتيماري وغاغاماري بدلاً من في مخيم سايام فوراج للاجئين داخل البلد.
وقال دوبز: "إنهم يأملون في العودة إلى نيجيريا في أقرب وقت ممكن. وقد تشارك المواطنون المحليون معهم مواردهم الشحيحة بما في ذلك المياه والطعام. ولأسباب أمنية، لا تستطيع فرق المفوضية الوصول إلى المناطق الحدودية".
وفر أكثر من 100,000 شخص من نيجيريا ولجأو في النيجر منذ منتصف العام 2013. وقد أدى انعدام الأمن أيضاً إلى نزوح 18,400 نيجيري إلى تشاد، وترك 1.5 مليون نازح على الأقل داخل نيجيريا لا سيما في ولايات أداماوا وبورنو ويوبي.