المفوضية تنقل اللاجئين السودانيين في تشاد إلى أماكن آمنة بعيداً عن الحدود
المفوضية تنقل اللاجئين السودانيين في تشاد إلى أماكن آمنة بعيداً عن الحدود
وقد بدأت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عملية نقل لآلاف اللاجئين السودانيين إلى مخيم يبعد 130 كيلومتراً. تنقل الشاحنات معظم اللاجئين ومواشيهم بينما تأخذ المركبات الصغيرة الأشخاص الأكثر ضعفاً، بما في ذلك المرضى وكبار السن وذوي الإعاقة.
ولكن حتى مع بدء عمليات النقل، يستمر وصول المزيد من الأشخاص إلى غونغور بعد فرارهم من القتال الدائر في السودان. وأدت أعمال العنف التي اندلعت في العاصمة الخرطوم في منتصف أبريل إلى تأجيج الصراعات الطائفية في إقليم دارفور غرب السودان على الحدود مع تشاد.
فرت قسمة بشير، البالغة من العمر 27 عاماً، من قريتها مستيري غرب دارفور والواقعة على بعد 35 كيلومتراً من الحدود، وأمضت 11 يوماً في غونغور. وقالت: "تعرضنا للضرب على يد رجال مسلحين عندما ذهبنا لجلب الحطب، ولم يسمحوا لنا بالتوجه إلى حقولنا. لهذا السبب أتيت إلى هنا. وضعت الأطفال على ظهور الحمير، وسرت لمدة يوم قبل عبور الحدود التشادية.
كما فرت كلتومة آدم خميس من مستيري مع مجموعة من المراهقين لكنها اضطرت إلى ترك زوجها ورائها. وقالت: "غادرنا قريتنا بسبب الحرب، ونبحث عن مكان نعيش فيه بسلام. كان هناك قتال في الجنينة [عاصمة غرب دارفور] وكنا نخشى أن يصل إلى قرانا. اضطررنا للفرار والقدوم إلى هنا لإنقاذ أطفالنا وحياتنا".
عمليات النقل تخفف الضغط
في حين أبقت تشاد حدودها مفتوحة، فإن وصول أكثر من 115,000 لاجئ في غضون شهرين قد فرض ضغوطاً هائلة على الخدمات والموارد العامة المستنزفة أصلاً. في المواقع التي يصل إليها اللاجئون - معظمهم من النساء والأطفال - هناك حاجة ملحة لمزيد من المياه والغذاء والمأوى والحصول على الرعاية الصحية والحماية. عندما يبدأ موسم الأمطار في غضون أسابيع، سيصبح إيصال المساعدات إلى غونغور أكثر صعوبة.
ولضمان حصول اللاجئين على المزيد من المساعدات ومن أجل ضمان سلامتهم، تقوم المفوضية بمساعدة شركائها والحكومة التشادية بنقلهم بعيداً عن الحدود إلى مخيم غاغا، والذي يستضيف 28,000 لاجئ سوداني منذ عام 2005.
تستعد قسمة للمغادرة وهي محاطة بأطفالها الستة وكل ما تملكه. وقالت: "ما أود أن أجده في غاغا هو الطعام والصابون والتعليم لأولادي. إذا ذهبت إلى غاغا ووجدت السلام والاستقرار، فإنني سأبحث عن عمل لإعالة أطفالي".
وقد وفرت الحكومة التشادية مزيداً من الأراضي لتوسيع مخيم غاغا، بحيث يمكن بناء المآوي والمراحيض للوافدين الجدد. كما تم توسيع المخيمات الأخرى، وتم حتى الآن إنشاء أكثر من 2,500 مأوى لاستيعاب ما يقرب من 14,000 لاجئ ممن تم نقلهم من الحدود في الأسابيع الأخيرة.
وقال تيمون تشانغبيل، مسؤول الحماية في المفوضية في مخيم غاغا للاجئين: "لدينا رعاية صحية، لدينا مدارس ومياه، ولدينا أيضاً شركاء، لا سيما الحكومة ... وهم هناك لتقديم الدعم حتى يتمكن هؤلاء اللاجئون من إعادة بناء حياتهم".
بعد رحلة استغرقت 12 ساعة على طريق وعر ومغبر، وصلت قسمة وعائلتها بأمان إلى مخيم غاغا، وانتقلوا إلى مأوى شبه دائم في الملحق الجديد للمخيم. وقالت: "شعرت براحة شديدة عندما وصلت. يمكننا الآن إحضار مياه الشرب في مكان ليس بعيداً عن المنزل الجديد، وكانت هناك وجبة ساخنة للأطفال عندما وصلنا، لذلك فإن كل شيء على ما يرام".
"نشعر بالسلام"
كما اختارت مواطنتها كلتومة آدم خميس الانتقال. وقالت: "منذ وصولنا إلى هنا، فإننا نشعر بالسلام، حيث لا يوجد صخب الأسلحة. المشكلة هي أن زوجي لم يستطع أن يتبعني، لكنه سينضم إلي في أقرب وقت ممكن. هنا، في غاغا، لا يوجد رجال مسلحون، ولا توجد مشاكل. أريد البقاء هنا".
قبل الأزمة الحالية، كانت تشاد تتجه نحو مزيد من الاستقلال الذاتي للاجئين - بدعم من المؤسسات المالية الدولية - من خلال برامج كسب العيش والمشاريع الزراعية.
وفي زيارة إلى مخيم غاغا في 21 مايو، قال مساعد المفوض السامي للعمليات، رؤوف مازو، إن هذه الجهود يجب أن تستمر: "نحن بحاجة إلى التأكد في أسرع وقت ممكن من أننا ننتقل من الاعتماد على المساعدات الإنسانية إلى الاعتماد على الذات. وبالتالي، علينا أن نجعل الجهات الفاعلة في التنمية في الصورة بأسرع ما يمكن".
أطلقت المفوضية، بالتعاون مع الشركاء في المجال الإنساني، نداءً للحصول على تمويل بمبلغ 470.4 مليون دولار لدعم أكثر من مليون شخص، بما في ذلك اللاجئون والعائدون ورعايا البلدان الثالثة ممن طالتهم تأثيرات الأزمة في السودان.