المفوض السامي يدعو لتقديم الدعم للسودان لاستضافته اللاجئين الإثيوبيين
المفوض السامي يدعو لتقديم الدعم للسودان لاستضافته اللاجئين الإثيوبيين
دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي يوم الأحد إلى تقديم دعم دولي للسودان، في وقت تستقبل فيه البلاد أكثر من 43,000 لاجئ ممن فروا من القتال في إثيوبيا المجاورة في الأسابيع الأخيرة.
وقال غراندي أن قرار حكومة الخرطوم استقبال اللاجئين، والذي يشكل الأطفال نصفهم تقريباً، كان نموذجياً للمجتمع الدولي، لكن البلاد بحاجة إلى المساعدة لتحمل المسؤولية الإضافية.
وقد اضطر سكان منطقة تيغراي شمال إثيوبيا للفرار إلى نقطة الحمداييت الحدودية شرق السودان، بالإضافة إلى نقطتين حدوديتين أخريين، واحدة في ولاية كسلا والأخرى في لوجدي بولاية القضارف.
"أبقت الحكومة السودانية حدود البلاد مفتوحة في أبهى صور تقاليد الضيافة الإفريقية والسودانية"
لكن حكومة الخرطوم حددت موقع أم راكوبة، وهو على بعد حوالي 70 كيلومتراً غربي الحدود، كموقع يتيح للاجئين تلقي المساعدة بدرجة أكبر من الأمان. وقد تم حتى الآن نقل حوالي 10,000 لاجئ إلى هناك.
وقال غراندي: "لقد أبقت الحكومة السودانية حدود البلاد مفتوحة في أبهى صور تقاليد الضيافة الإفريقية والسودانية، وأود أن أثني عليها كقدوة للمجتمع الدولي. لكن حكومة السودان بحاجة إلى الكثير من المساعدة.
وناشد غراندي بتقديم 147 مليون دولار أمريكي على مدى الأشهر الستة المقبلة للمفوضية والأمم المتحدة والمجتمع الإنساني لمساعدة السودان في إدارة الأزمة، قائلاً: "أنا هنا أيضاً للمساعدة في حشد المساعدة من أجل توفير المواد الغذائية والمياه والأدوية والمأوى".
وكان غراندي يتحدث في الحمداييت خلال زيارة للبلاد استغرقت أربعة أيام، التقى خلالها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ومسؤولين حكوميين آخرين في الخرطوم. كما تحدث إلى اللاجئين على الحدود الحارة والترابية مع إثيوبيا حيث يعبر اللاجئون. وقال الكثيرون أنهم يريدون العودة إلى ديارهم بمجرد أن يصبح الوضع آمناً.
وكانت المفوضية قد باشرت بتسيير رحلات إغاثية من مخازنها العالمية في دبي إلى السودان لتوصيل البطانيات والمصابيح الشمسية والناموسيات والأغطية البلاستيكية والخيام والبيوت المسبقة الصنع للاجئين.
"إنها سنة مرهقة للغاية"
ودعا غراندي إلى التوسط لإنهاء الصراع، مكرراً نداءات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والاتحاد الإفريقي. وعبر عن قلقه بشأن الوضع الذي يواجهه ما يقرب من 100 ألف لاجئ إريتري تستضيفهم إثيوبيا في منطقة تيغراي: "إثيوبيا بلد مضياف للغاية للاجئين، لكنهم الآن عالقين في هذا الصراع، ولا يمكننا الوصول إليهم".
وقال اللاجئون أنهم فروا من الصراع ولكنهم يخشون أيضاً من العنف القبلي.
فقد فر برهان، البالغ من العمر 31 عاماً، من منزله في بلدة حميرة الواقعة في تيغراي الأسبوع الماضي ووصل إلى السودان. وقال مدرس الجغرافيا أن هذا العام كان صعباً حتى قبل بدء القتال لأن مدرسته أغلقت أبوابها بسبب وباء فيروس كورونا.
فقدت زوجته وظيفتها، والتي تعمل كمعلمة أيضاً، عندما أغلقت المدارس أبوابها عندما كانت في زيارة لعائلتها خارج المنطقة، ليفقد الاتصال بها الآن. وقالت ابنتهما أنها تفتقد والدتها لكنها تأمل في أن يلتئم شمل الأسرة.
بكت كوروس، والدة برهان، وهي تصف لحظات الفرار بعد أن سمعت طلقات نارية وأصوات قنابل في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال برهان: "إنها سنة مرهقة للغاية نظراً للتأثير الخاص لفيروس كورونا على حياتنا اليومية وعلى اقتصادنا وصحتنا النفسية، لتندلع هذه الحرب أيضاً. لذا فإن هذه الأشياء المختلطة معاً تجعلنا أكثر توتراً".
هذا وقد تم إنشاء خدمات البحث عن أفراد الأسرة المفقودين وقد تمكنت هذه الخدمات حتى الآن من لم شمل العديد من اللاجئين المنفصلين عن ذويهم.