لاجئ إثيوبي يتجاوز آلامه ويدخل التاريخ في ماراثون طوكيو
لاجئ إثيوبي يتجاوز آلامه ويدخل التاريخ في ماراثون طوكيو
يجلس يوناس كيندي على الأرض بعد خط النهاية وهو يلهث محاولاً التقاط أنفاسه، ويضع حذاء الركض بجانبه بعد أن خلعه لإراحة قدميه المتورمتين من السباق. يبدو عليه التعب والألم، لكن لا شيء يمكنه إخفاء شعوره الهائل بالإنجاز الذي حققه، ليعطي بريقاً لعينيه البنيتين.
اليوم، حقق اللاجئ الإثيوبي البالغ من العمر 39 عاماً حلمه بعد إكماله ماراثون طوكيو بنجاح، ليصبح أول لاجئ في تاريخ الحدث يتنافس كعداء من عدائي النخبة.
وقال يوناس: "لطالما حلمت بالركض في طوكيو منذ أن كنت طفلاً. هذا المضمار مسطح بالطبع، وهو ما يساعد الرياضيين على تحقيق نتائج جيدة. إنه أحد أعظم سباقات الطرق في العالم". وأضاف: "ولكن الأهم من ذلك، هذه هي المدينة التي نجح فيها مثلي الأعلى العداء الإثيوبي أبي بيكيلا في الدفاع عن لقبه الأولمبي بنجاح في عام 1964".
أنهى يوناس السباق في زمن قدره ساعتين و 24 دقيقة و 34 ثانية - بعد حوالي 20 دقيقة من الفائز بالسباق – وكان قد حقق وقتاً مماثلاً خلال مشاركته في دورة الألعاب الأولمبية ريو 2016، وهي المنافسة الدولية الأكبر في مسيرته حتى الآن.
شارك يوناس في أولمبياد ريو 2016 كعضو في الفريق الأولمبي الأول للاجئين على الإطلاق والذي شكلته اللجنة الأولمبية الدولية.
يقول: "أردت أن أحطم رقمي الشخصي، لكن هذا لم يكن ممكناً اليوم، بعدما تباطأت حركتي بسبب تقلصات في معدتي بعد الكيلومتر الثلاثين. ما منحني القوة هو تشجيع الجمهور لي حيث وقفوا بجواري ورددوا اسمي في كل كيلومتر قائلين هيا يوناس، هيا يوناس. أثناء الركض، كانت أفكاري متركزة على المتضررين من تفشي فيروس كورونا، وعلى الأطفال اللاجئين في جميع أنحاء العالم، والذين يركضون عبر الحدود سعياً للأمان والسلام".
"لم يستسلم أبداً"
وقال مدرب يوناس في اليابان، نارويوشي كاراساوا، والذي يعمل لدى شريك المفوضية "اليابان لصالح المفوضية" لجمع تبرعات المفوضية في البلاد: "لقد وصل إلى خط النهاية ولم يكن الأمر سهلاً. اضطر للتوقف بعد الكيلومتر الخامس والثلاثين ليمدد عضلاته ويمشي، لكنه لم يستسلم أبداً".
عندما كان طفلاً، كانت عائلة يوناس تعيش في منطقة ريفية في إثيوبيا. وفي سن الـ 14 أو 15، أصبح مهتماً بالمنافسة في مسابقات الركض في المدرسة. وقد نصحه معلمه بالركض من المنزل إلى المدرسة والعودة من أجل الممارسة، حيث كانت المسافة عبارة عن 16 كيلومتراً يومياً، وهو الشيء الذي زاد إرادته قوة ليصبح عداء ماراثون.
يعيش يوناس الآن في لوكسمبورغ، وهو يتدرب كحاصل على إحدى المنح الرياضية للاجئين في اللجنة الأولمبية الدولية، على أمل اختياره للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020، وقال: "إذا تم اختياري، سأبذل قصارى جهدي. وإذا لم يتم اختياري، فأنا سعيد لأن هناك رياضيين آخرين سيمثلون اللاجئين في الفريق الأولمبي للاجئين. آمل أن يشجعهم الجميع، خاصة الشعب الياباني، كما لو كان فريقهم الوطني".