لاجئة أفغانية في باكستان تستخدم الرسم لمواجهة اليأس
لاجئة أفغانية في باكستان تستخدم الرسم لمواجهة اليأس
إسلام آباد، 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، باكستان (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - كلّ حركة تقوم بها مانيزها بريشتها تروي حكايةً ما. فمن خلال فنّها، منحت مئات النساء فرصة التعبير عن آرائهن والتحدّث عن التجارب المروّعة التي مررن بها في حياتهن تحت حكم طالبان.
لكنّ كلّ لوحة تذكّر مانيزها، وهي لاجئة أفغانية تبلغ من العمر 26 عاماً، بمعاناتها الخاصة التي بدأت في عام 1997 عندما أُجبرَت هي وعائلتها على الفرار من كابول.
ما زالت تتذكّر حتى الآن كيف فرّت العائلة إلى الحدود في حالة من اليأس، وتقول: "في طريقنا إلى باكستان، أوقف بعض من حركة طالبان العربة التي كانت تقلّنا. وفتّشوا جميع أغراضنا وأخذوا كلّ صورنا العائلية وأحرقوها وقالوا بأنها ممنوعة. وما زالت تسري في جسدي قشعريرة باردة عندما أفكّر بتلك اللحظة وأتذكّر تلك الوجوه الغاضبة".
وبعد أن وجدت العائلة الأمان في باكستان، أُتيحت الفرصة لمانيزها، التي كانت في الثامنة من عمرها في ذلك الوقت، للذهاب إلى المدرسة للمرّة الأولى في حياتها. وسرعان ما أصبحت من بين التلاميذ المتفوقين في صفّها، حتى أنها بدأت بدفع تكاليف دراستها الخاصة.
ولكن مع مرور الأعوام، ازداد شعور اليأس الذي كان يلازم مانيزها في حياة الغربة، وتقول: "كنتُ أشعر بالغضب من الطريقة التي تُعامَل فيها النساء الأفغانيات. كما كنتُ أشعر بالحزن بسبب الحرب القائمة في وطني وراودتني أفكار كثيرة أردت أن أعبر عنها من خلال الكتابة. ولكن لم أكن أملك المال الكافي لقبولي في أحد برامج شهادات الماجستير الجامعية".
في النهاية، لجأت إلى الفن وقررت عوضاً عن ذلك أن تركز على دروس الرسم. وكانت لوحاتها جميلة للغاية إلى درجة أن أوّل لوحتَيْن لها بيعتا في اليوم الثاني من أحد المعارض، ما منحها ثقة بالمضي قدماً في عملها.
واليوم، تعمل مانيزها على سلسلة مؤلّفة من تسع لوحات أطلقت عليها إسم "القصة غير المحكية" وتتناول القمع الذي تتعرّض له النساء الأفغانيات تحت حكم طالبان. كما ترسم على الأقمشة بواسطة الطلاءات الزيتية والأكريليك والفحم النباتي. وتركّز كلّ لوحة على معاناة الشخصية الرئيسية فيها وتعتبر مانيزها أن هذه الطريقة قد تكون الطريقة الوحيدة للتعبير عنها.
وقال إندريكا راتواتي، ممثل المفوضية في باكستان: "عندما أقابل لاجئةً شابةً لامعةً كمانيزها، أشعر بأنّ مستقبل أفغانتسان سيكون واعداً بفضل أمثالها من الشباب".
وفي بلدٍ يمثّل فيه الأطفال والشباب حوالي 70 في المئة من اللاجئين الأفغان، يؤكد راتواتي على أهمية عمل مانيزها، ويقول: "بما أن أفغانستان تضم أعلى نسبة من الشباب في العالم والذين ينقسمون ما بين مُقيمين داخل أفغانستان وآخرين مقيمين خارجها، من الضروري الاستثمار في تمكين الشباب الأفغان من خلال التعليم والمهارات لضمان إعادة إدماجهم المستدام".
وكالعديد من اللاجئين الأفغان المُقيمين في باكستان، تحلم مانيزها بأن تعود يوماً ما إلى وطنها، وتأمل بأن تعرض عملها في أفغانستان وبأن تتشارك مهاراتها والتقنيات التي تعلّمتها في باكستان.
تقول بحماسة: "الفن الباكستاني مدهش ومتنوّع. فالفن أشبه بلغة تواصل عالمية تتحدّث فيها الألوان عنك والجميع يفهم ما تقوله. أريد أن أشجع السلام والتآلف من خلال عملي وأتمنى أن يتمكّن الفنانون الباكستانيون يوماً ما من الذهاب إلى أفغانستان وعرض أعمالهم فيها".
بقلم دنيا أسلام خان، إسلام آباد