المفوض السامي يدعو إلى تقديم المزيد من المساعدات إلى الكاميرون
المفوض السامي يدعو إلى تقديم المزيد من المساعدات إلى الكاميرون
مخيم ميناواو، الكاميرون، 26 مارس/آذار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - دعا المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس إلى زيادة المساعدات الإنسانية والإنمائية المُقدّمة إلى الكاميرون بشكل كبير بعد تجوّله في مخيم يستضيف عشرات آلاف اللاجئين الفارّين من العنف في نيجيريا المجاورة.
وقال غوتيريس بعد الاستماع إلى تجارب اللاجئين المُقيمين في مخيم ميناواو الواقع في أقصى شمال الكاميرون يوم الأربعاء: "أظهرت الكاميرون سخاءً كبيراً بعد أن فتحت حدودها وأبوابها ومنازلها وقلوب أبنائها للاجئين الذين يزيد عددهم حالياً عن 350,000 لاجئ من نيجيريا وجمهورية إفريقيا الوسطى".
وقال: "لكنّ الكاميرون تعاني أيضاً من تأثيرات الوضع الأمني المتدهور في أقصى الشمال بسبب الأحداث الدائرة في نيجيريا". وتستضيف المنطقة حالياً ما يُقدّر بـ 74,000 لاجئٍ نيجيري تحقّقت المفوضية من هوية 42,000 منهم.
وقد افتُتح مخيم ميناواو في يوليو/تموز 2013 على بُعد 90 كيلومتراً تقريباً من الحدود الكاميرونية-النيجيرية التي تشهد أوضاعاً غير مستقرة. ويستضيف المخيم حالياً ما يزيد عن 33,000 لاجئٍ فرّوا من النزاع الدائر في شمال شرق نيجيريا. وقد رافق حاكم المنطقة شبه القاحلة باكاري ميدجيياوا المفوض السامي غوتيريس في زيارته إلى المخيم فضلاً عن بعض ممثلّي الوكالات البيئية ومجتمع الجهات المانحة.
وقال غوتيريس: "لا تعتبر الكاميرون اليوم مساحة في غاية الأهمية لتوفير الحماية للاجئين فحسب، بل هي تقف في خط الدفاع الأول للمجتمع الدولي".
وأضاف: "لذلك، تحتاج الكاميرون وتستحق تضامناً أقوى بكثير ليس فقط من وجهة نظر إنسانية وإنّما أيضاً من وجهة نظر إقتصادية وإنمائية. وآمل أن يكون المجتمع الدولي قادراً على فهم هذه الاحتياجات والاستجابة إلى السخاء الكبير الذي يظهره الشعب الكاميروني".
وقد روى اللاجئون للمفوّض السامي قصصاً عن معاناتهم من العنف المباشر أو مشاهدة الاعتداءات على أحبّائهم وأصدقائهم الذين اختُطف البعض منهم.
وقالت مريم وهي امرأة نيجيرية تبلغ 30 عاماً من العمر: "لقد هجموا على قريتي في ولاية بورنو ليلاً، وبدأوا يطلقون النار على الأفراد وحرقوا المنازل. وقد أُصيبَ أحد إخوتي وتوفي أثناء الهجوم".
وأضافت: "هربتُ من القرية برفقة زوجي وأطفالنا الثلاثة. ومشيْنا لمدّة 45 دقيقةً باتّجاه الكاميرون. وأقمنا في قرية واقعة على الحدود. ولكن بعد مضي بضعة أشهر، بدأوا بمهاجمة القرى في هذه المنطقة. لذا، انتقلنا إلى مخيم ميناواو".
وقالت دجوماي البالغة 60 عاماً من العمر غوتيريس إنّ المسلّحين وصلوا إلى قريتها وقتلوا الأشخاص الذين رفضوا اعتناق فكر جماعتهم. وقالت: "عندما أمسكوا بابني، بدأوا بضربه وتعذيبه. ومن ثمّ ربطوه بألواح خشبية. وهكذا فارق الحياة".
وقد شكرت السيدتان على حدّ سواء المفوضية على المساعدات التي تحصلان عليها في المخيم على الرغم من أنّ المفوضية تحاول سدّ الثغرات المتبقية. هذا ولا يزال الحصول على المياه يشكّل تحدياً خطيراً في ميناواو لاسيما وأنّ الموارد المائية محدودة تحت الأرض.
ويوفّر واحد وعشرون بئراً وشاحنات المياه التي تعمل يومياً 11 لتراً من المياه للشخص الواحد يومياً وهو أقلّ من المعيار الذي وضعته المفوضية للحالات غير الطارئة والذي يساوي 20 لتراً. ولكنّ المفوضية تقوم بحفر 10 آبار إضافية بالتعاون مع السلطات وتسعى إلى إيجاد موقع جديد لبناء مخيم ثالث للاجئين.
وتعمل المفوضية أيضاً على تعزيز المساعدات التي تقدّمها للنازحين داخلياً. فقد نزح 96,000 كاميروني على الأقلّ بعد الهجمات المنتظمة التي شنّها المسلّحون من نيجيريا. وقد التقى غوتيريس ببعض هؤلاء النازحين ووعدهم بالمساعدة.
وقد شدّد المفوض السامي على ضرورة أن يعزّز المجتمع الدولي دعمه للاجئين والنازحين والمجتمعات المضيفة التي تتشارك معهم كل ما تملك.
كما ناشد الجهات المانحة لتزيد دعمها، قائلاً إنّ مستويات التمويل الحالية لا تسمح بتقديم المساعدات الإنسانية الكافية. فالمفوضية لم تحصل سوى على تسعة في المئة من التمويل الذي تحتاج إليه للتصدّي للأزمة النيجيرية.
وقال غوتيريس: "أنا أتّفهم تركيز المجتمع الدولي حالياً على سوريا أو العراق. ولكنّ هذه المشكلة هي من النوع نفسه وتتطلّب نفس الالتزام والدعم من المجتمع الدولي الذي آمل أن يكون قادراً على إظهار هذا الدعم".
وقد زار غوتيريس تشاد يوم الخميس لمعرفة المزيد حول وضع اللاجئين النيجيريين الذين وجدوا الأمان في منطقة بحيرة تشاد والبالغ عددهم 18,000 لاجئٍ. وقد فرّ غالبية هؤلاء اللاجئين من الهجمات الدموية التي شُنّت على بلدة باغا والمناطق المحيطة بها في أوائل شهر يناير/كانون الثاني.
بقلم هيلين كو في مخيم ميناواو