تحديات أكبر تواجه اللاجئين السودانيين مع تزايد معدلات تدفققهم على الدول المجاورة
تحديات أكبر تواجه اللاجئين السودانيين مع تزايد معدلات تدفققهم على الدول المجاورة
فيما يلي موجز لما قاله المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، آندريه ماهيستش- والذي ينسب له النص المقتبس- في الإيجاز الصحفي الذي عقد في 11 مايو/أيار 2012، في قصر الأمم بجنيف.
تدفق آلاف الأشخاص من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في السودان إلى دول الجوار خلال الشهر الماضي، الأمر الذي أدَّى إلى زيادة الضغط على الإمدادات والخدمات الحالية.
فقد وصل إلى منطقة أسوسا غرب إثيوبيا في شهر مايو (إلى الآن) نحو 2,000 من اللاجئين السودانيين الفارِّين من ولاية النيل الأزرق. وذكر اللاجئون أن أسباب فرارهم تتمثل في تعرضهم للقتل أثناء الليل والاختطاف وحرق محاصيلهم الزراعية. ويتوافد الكثيرون على إثيوبيا حاملين أمتعتهم الثقيلة ومواشيهم. وقد أخبروا فريق عمل المفوضية الميداني بأن هناك المزيد من النازحين في طريقهم إلى هذه المنطقة التي تستوعب الآن حوالي 35,000 شخص معظمهم من اللاجئين السودانيين، لذلك تَعُدُّ المفوضية العدة تحسبًا لتدفق المزيد من الأشخاص.
وفي ولاية الوحدة الواقعة جنوب السودان، استقبلت مستوطنة ييدا أكثر من 3,200 وافد من جبال النوبة إلى الآن منذ مطلع الشهر، بمعدل 550 لاجئًا في اليوم الواحد، أي ما يَقْرُب من ضعف معدل اللاجئين في شهر أبريل/نيسان وستة أضعاف معدل اللاجئين في شهر مارس/آذار. ويضم المخيم الحدودي حاليًا نحو 30,000 لاجئ.
وقد ضاعفت المفوضية من وجودها في ييدا وعجَّلت بتسجيل الوافدين الجدد. ومازالت تشهد وصول أعداد متزايدة من اللاجئين الذين يعانون من حالات سوء التغذية جراء نقص الغذاء في أجزاء من جنوب كردفان. وقد سُجِّل كل الوافدين الجدد على الفور ومُنحوا مساعدة غذائية تحتوي على بسكويت ذي سعرات حرارية مرتفعة، للحالات التي تحتاج لقدر كبير من الطاقة. تعمل الوكالات المشاركة مثل منظمة أطباء بلا حدود الفرنسية ومنظمة سامريتان بيرس على علاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية على وجه السرعة من خلال تنفيذ برنامج علاجي للتغذية وبرنامج غذائي تكميلي لهم. ويقدم برنامج الغذاء العالمي طعامًا وفيرًا وكافيًا لسكان مخيم ييدا جميعًا، بما فيهم الوافدون الجدد. كما أنه يستعد بمخزون غذائي لموسم المطر القادم حيث يقطع الفيضان طرق الوصول إلى ييدا.
ومع اقتراب موسم المطر، تقوم المفوضية بتوزيع إمدادات إضافية للإغاثة على ساكني المخيم مثل الأغطية البلاستيكية والناموسيات. وتستمر استفادة الوافدين الجدد واللاجئين الأكثر ضعفًا مثل الأطفال النازحين دون ذويهم وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من توزيع المساعدات المستهدفة.
وعلى الرغم من أن تصاعد الأعمال العدائية مؤخرًا بين جنوب السودان والسودان لم يؤثر مباشرة على مناطق إيواء اللاجئين في ولاية الوحدة، إلا أن المفوضية لا تزال قلقة للغاية بشأن أمن اللاجئين هناك، نظرًا لقرب منطقة ييدا من منطقة النزاع الحدودية في جاو. ويبقى الحفاظ على الصفة المدنية لمواقع إيواء اللاجئين من الأولويات الأساسية في كل المناطق المضيفة للاجئين. ولذلك، نعمل دائمًا على دعوة اللاجئين في ييدا للانتقال إلى مخيمات أخرى في مناطق أكثر أمانًا من تلك المناطق الحدودية.
وبينما يتواصل نزوح اللاجئين من ولاية النيل الأزرق السودانية وعبورهم للحدود للانتقال إلى ولاية أعالي النيل، مع تواصل جهود توزيعهم في مناطق برية آمنة، قامت المفوضية هذا الأسبوع بإتمام تسجيل اللاجئين في مخيمي دورو والجمام والتحقق من هويتهم، وقد أكَّدت على وجود 70,000 لاجئ.
في الجمام، تبذل وكالات المعونة قصارى جهدها لزيادة إمدادات المياه والحد من مخاطر الأمراض التي تنقلها المياه مثل الكوليرا. ويقوم شركاؤنا بنقل المياه وتوزيعها في مواقع اللاجئين ومعالجة المياه الراكدة أينما كانت.
ولتقليل الطلب في الأماكن التي تَنْدُر بها مصادر المياه، بدأت المفوضية بنقل أول 15,000 لاجئ من مخيم الجمام إلى مخيمي دورو 1 و2. كما ستتواصل جهود المفوضية مع شركائها لحفر آبار مياه في الجمام لباقي اللاجئين ولخدمة المجتمعات المحلية أيضًا.
ويجري العمل على قدم وساق لنقل حفارة آبار أكبر بكثير من تلك الموجودة بالموقع لحفر بئر للمياه، لاستكشاف مصادر أعمق للمياه. ويمثل نقل هذه المعدات الثقيلة إلى ذلك الموقع النائي من البلاد تحديًا لوجستيًا كبيرًا أمام المفوضية.
وفي سياق متصل، وضعت الجهات الطبية والإنسانية الأخرى خططًا للطوارئ للاستجابة لأي تفشٍ عارض لمرض ما. ووفرت كمًّا كبيرًا من الإمدادات الطبية وأقامت الوحدات العلاجية.
يقدر العدد الإجمالي للاجئين السودانيين الذين هربوا إلى جنوب السودان منذ منتصف العام الماضي بأكثر من 100,000 لاجئ. وقد تلقت المفوضية إلى الآن 31 بالمائة من إجمالي المبلغ المطلوب وقدره 145 مليون دولار أمريكي والذي تحتاجه لرعاية اللاجئين السودانيين في جنوب السودان وإثيوبيا. وتعد المفوضية الآن في أَمَسِّ الحاجة إلى المساهمات مع الإسراع في عملية إعداد المخيمات قبل انقطاع الاتصال بها بحلول موسم المطر.