المفوضية تطلق نداءً عاجلاً لمساعدة اللاجئين البورونديين
المفوضية تطلق نداءً عاجلاً لمساعدة اللاجئين البورونديين
بعد فرارهم من العنف في بوروندي، شعرت تشارلين ناتيت بالراحة مع زوجها جان-ماري وطفليهما، أليس ذات الأعوام السبعة، وفيستين البالغ من العمر أربعة أعوام، عندما وصلوا أخيراً إلى مخيم ماهاما للاجئين في المقاطعة الشرقية لرواندا. ولكن همومهم لم تنته بعد، فكل ما يملكون موجود في حقيبة واحدة فقط.
قبل مغادرتهم مركز استقبال نيانزا في جنوب رواندا قبل يوم، جمعت تشارلين الحطب ولوازم أُخرى لمنزلهم الجديد. تقول: "جلبنا فقط بعض الملابس معنا. لم يكن باستطاعتنا حمل الكثير".
اندلع العنف في بوروندي في عام 2015 بعد أن أعلن الرئيس بيار نكورونزيزا أنه يسعى إلى البقاء في منصبه لولاية ثالثة. وقد أجبرت التهديدات المستمرة وعدم القدرة على تلبية مطالب الميليشيات للمال الأسرة على الفرار في ليلة باردة من شهر يونيو هذا العام.
وأصبحت تشارلين وأسرتها الآن من بين أكثر من 400,000 بوروندي نازح يعيشون في كافة أنحاء المنطقة، في رواندا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية مذ بدأت الأزمة في عام 2015.
"لم نجلب معنا سوى بعض الملابس."
وقد أطلقت المفوضية والوكالات الشريكة اليوم (29 سبتمبر) نداءً عاجلاً للحصول على 429 مليون دولار أميركي للمساعدة في تلبية احتياجات اللاجئين مثل تشارلين في المنطقة. ومن المبلغ المطلوب، لم يرد سوى 12% من التمويل، مما يجعل من حالة بوروندي إحدى أقل أزمات اللاجئين تمويلاً في العالم.
وقالت كاثرين ويزنر، المنسقة الإقليمية لشوؤن اللاجئين التابعة للمفوضية، عند إطلاق خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين المحدثة والمشتركة بين الوكالات في نيروبي، كينيا: "إنَّ النقص المستمر في تمويل حالة اللاجئين في بوروندي قد عرقل بشدة قدرات الاستقبال ونوعية الحماية".
ولا يزال اللاجئون يعيشون في مخيمات مزدحمة ومكتظة، يواجهون انعدام الأمن، وتدهور حالة المآوي الطارئة، ونقص المياه والغذاء، والخدمات الصحية والتعليمية التي ازداد الطلب عليها بشكل مفرط. وأضافت ويزنر: "إن العديد من المناطق التي تستضيف اللاجئين معرضة لخطر تفشي الأمراض المعدية، بما في ذلك الملاريا والإسهال المائي الحاد".
وفي ماهاما، يتضح أثر الفجوة الهائلة في التمويل حيث تصارع المفوضية والوكالات التي تقدم المعونة من أجل استيفاء المعايير الدنيا للاجئين.
وتقول جانيت بيما، مسؤولة شؤون الحماية التابعة للمفوضية في ماهاما: "يشكّل التمويل تحدياً كبيراً من حيث القدرة على بناء المآوي والاستجابة لكل احتياجات اللاجئين البورونديين. ولأننا نستمر في استقبال الوافدين الجدد، فإن ذلك يعني أنَّ الاحتياجات تتزايد كل يوم".
وفي رواندا، يعيش أكثر من 85,000 لاجئ في المدن مثل كيغالي وفي ماهاما. وبالنسبة لبلد صغير مثل رواندا، فإن هذه الأرقام تفرض ضغوطاً هائلة على الموارد، كما أنَّ مخيم ماهاما وصل إلى حافة الانهيار.
وتضيف بيما: "لدينا حوالي 54,000 لاجئ في المخيم والأماكن المتوافرة شغلتها المآوي شبه الدائمة. لم يعد لدينا متسع، وذلك يشكل التحدي الرئيسي أمامنا الآن. لن نتمكن من نقل أي وافدين جدد إلى أن يتم توسيع المخيم".
"لم يعد لدينا متسعاً من المساحة".
يتعين على الوافدين الجدد الانتظار لأسابيع، وأحياناً أشهر، قبل أن يتنسى نقلهم.
وتتفاوض المفوضية مع الحكومة الرواندية والمجتمعات المحلية التي تملك أراضٍ حول المخيم. وعلى الرغم من ذلك، فمع كل لاجئ يدخل إلى البلد، يضاف المزيد من الضغوط على الموارد الشحيحة أصلاً.
وفي تنزانيا التي تستضيف أغلبية اللاجئين البورونديين، باشر عدد قليل من اللاجئين العودة إلى وطنهم تلقائياً. وقد عُقِد اجتماع ثلاثي بين المفوضية وحكومتي بوروندي وتنزانيا في نهاية أغسطس 2017. ومنذ ذلك الحين، وُضعت خطط لمساعدة ما يقدر بحوالي 12,000 لاجئ بوروندي على العودة إلى ديارهم في الربع الأخير من العام.
ولكنْ، غالبية اللاجئين البورونديين مثل تشارلين وأسرتها لا يخططون للعودة بعد. وفي الوقت الحاضر، فإن الانتقال إلى ماهاما موضع ترحيب ويوفر فرصة للبدء من جديد. لقد تم تسجيل الأسرة، وخُصصت بالمأوى والغذاء واللوازم الأُخرى، مما يعطي أفرادها أملاً في إمكانية استئناف حياة طبيعية. تقول تشارلين: "أعتقد أننا سوف نعتاد على الأمور هنا حيث أننا نراها تسير على ما يرام".
تواصل المفوضية العمل مع الحكومة والوكالات الشريكة لاستقبال الوافدين الجدد ورعايتهم على الرغم من التحديات، لكنّ الحاجة إلى مزيد من الدعم أمر أساسي.
وتقول بيما: "إذا لم تتوفر لنا الأماكن قريباً، سيكتظ اللاجئون في المآوي أو سيضطرون إلى البقاء في مراكز الاستقبال لفترة طويلة. إننا نناشد تقديم المزيد من التمويل لمساعدة اللاجئين البورونديين".