مفوضية اللاجئين تحذر من "أزمة لجوء وشيكة" في الأمريكيتين
مفوضية اللاجئين تحذر من "أزمة لجوء وشيكة" في الأمريكيتين
أكتوبر/تشرين الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- في أواخر العام 2014، اختطف أربعة أفراد من عصابة شوارع نورما* واقتادوها إلى مقبرةٍ قرب منزلها في السلفادور، حيث تعرضت للاغتصاب من قبل ثلاثة منهم. وتظن نورما أنها كانت مستهدفة لأنَّها متزوجة من ضابط في الشرطة.
وقالت نورما: "تناوبوا على اغتصابي... قيدوا يدي، وربطوا فمي كي لا أصرخ". وحين انتهى الأمر، قالت: "رموني في المهملات".
على الرغم من أن زوجها ضابط في الشرطة وأنَّ الزوجين قدما تقريراً رسمياً، إلا أن خوفها من أن لا تتم حمايتها من العصابة، وهي جماعة مسلحة وقوية وعابرة للحدود ومنتشرة في كل أنحاء المنطقة، قد ازداد".
وكان أفراد العصابة قد أجبروها على دفع "مبلغ" كل أسبوعين مقابل حمايتها وهددوا أطفالها. بعد الاغتصاب، عاشت في خوف دائم من احتمال تعرض أطفالها لخطر وشيك. وقالت: "قد يقتلوني... العصابات لا ترحم... إن لم يلحقوا بي الضرر، سيلحقون الضرر بأطفالي".
حاولت نورما أن تجد الأمان من خلال الانتقال للعيش مع عمتها وزوجها في جزء آخر من السلفادور. وغيرت رقم هاتفها ولازمت المنزل. وعلى الرغم من ذلك، استمرت العصابة بتهديدها هي وعائلتها. وأمام عدم توفر خيار آخر، قررت وزوجها أنَّه يجب عليهم مغادرة البلاد. هربت نورما عبر المكسيك مع مهرب بشر، قبل أن تعبر أخيراً إلى الولايات المتحدة حيث طلبت اللجوء.
قبل فرارها، أرادت نورما أن تسحب تقرير الشرطة "كي لا يتعرض باقي أفراد الأسرة لأي مكروه". وعلى الرغم من ذلك، تقول نورما بأن أطفالها الذين يعيشون مع زوجها في وطنهم في أميركا الوسطى "ما زالوا يتعرضون للتهديد".
نورما هي واحدة من بين آلاف النساء اللواتي يهربن بأعداد متزايدة من السلفادور وهندوراس وغواتيمالا وأجزاء من المكسيك بسبب ازدياد أعمال عنف العصابات غير المراقبة في أوطانهن. وقد حذرت المفوضية يوم الأربعاء من أنَّ النزوح الجماعي المستمر من المنطقة- التي تسجل أعلى معدلات جرائم القتل في العالم، لا سيما قتل النساء- يزيد أزمة اللجوء القريبة في الأميركيتين.
وصرح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، في مؤتمر صحفي في واشنطن بمناسبة إطلاق تقرير حول الوضع تحت عنوان "نساء هاربات" قائلاً: "أصبحت أعمال العنف التي تركتبها الجماعات الإجرامية المنظمة العابرة للحدود في السلفادور وغواتيمالا وهندوراس وبعض أجزاء المكسيك أكثر انتشاراً. وأزمات اللجوء المأساوية التي نشهدها في العالم اليوم لا تنحصر في منطقة الشرق الأوسط أو إفريقيا... فنحن نشهد حالة لجوء أُخرى تظهر في الأمريكيتين".
ويستند تقرير المفوضية الجديد إلى مقابلات أجريت مع 160 امرأة تحدثن عن تجاربهن المروعة إثر تعرضن للاغتصاب والاعتداء والابتزاز والتهديد من قبل أفراد عصابات الشوارع الإجرامية. وتحدثن عن أسرهن التي تقاوم الاشتباكات المسلحة، وحالات الاختفاء، والتهديد بالقتل. ووصفن كيف شاهدن أفراد أسرهن يقتلون أو يخطفون وكيف تم تجنيد أطفالهن قسرًا من قِبَل تلك الجماعات.
واعتبر غوتيريس الدراسة "إنذاراً مبكراً للتوعية حول التحديات التي تواجهها النساء اللاجئات ودعوةً للاستجابة على المستوى الإقليمي لأزمة اللجوء القريبة".
واستجابةً للأزمة، تدعو المفوضية كافة البلدان في أميركا الوسطى والشمالية إلى الاعتراف بوضع اللجوء المتزايد في المنطقة، وتوفير القدرات اللازمة على الحدود لضمان تحديد الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية الدولية.
في حين أنَّ بعض النساء يهربن إلى الولايات المتحدة بحثاً عن الأمان، يهرب عدد كبير إلى البلدان المجاورة في أميركا الوسطى والمكسيك حيث تضاعف عدد طلبات اللجوء المقدمة من قبل الأشخاص الفارين من السلفادور وغواتيمالا وهندوراس وأجزاء من المكسيك إلى ثلاثة عشر ضعفاً منذ العام 2008.
ووفقاً لإحصاءات الحكومة الأميركية، تبيَّن أنَّ 82 في المئة من نساء هذه البلدان اللواتي تم إجراء مقابلات معهن في العام الماضي من قبل السلطات الأميركية والبالغ عددهن 16,077 امرأة، لديهن خوف مبرر من التعرض للاضطهاد أو التعذيب، وعليه سُمح لهن بمتابعة طلباتهن للحصول على اللجوء في الولايات المتحدة.
*تم تغيير إسم نورما لحمايتها.