المفوض السامي للمنظمات الإنسانية غير الحكومية: حانت لحظة الحقيقة
المفوض السامي للمنظمات الإنسانية غير الحكومية: حانت لحظة الحقيقة
جنيف، 1 يوليو/تموز (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - أوجز المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس يوم الأربعاء التحديات الأساسية التي تواجهها المفوضية والمجتمع الإنساني بكامله وحذر من أنّ "لحظة الحقيقة قد حانت" نظراً لحجم التحديات العالمية الحالية.
وقال غوتيريس أثناء المشاورات السنوية بين المفوضية والمنظمات غير الحكومية في جنيف إنّ النظام الإنساني الحالي، الذي يواجه أكبر عدد من النازحين قسراً هو "مُنهكٌ ولكنّه ليس منحلاً".
وقال في الجلسة الافتتاحية إن "المشاكل الكبيرة التي تواجهها مناطق متعدّدة يقابلها تراجع في الدعم؛ ففي عام 2010، كان هناك 11,000 مهجر جديدٍ يومياً؛ وفي عام 2011 بلغ هذا العدد 14,000 مهجر؛ وفي عام 2012 وصل إلى 23,000 شخص؛ وفي عام 2013 فقد بلغ 32,000 شخص؛ حتى وصل في عام 2014 إلى 42,500 شخص يومياً." وأضاف أنّ الشراكات الاستراتيجية هي الأهم في مثل هذه الظروف.
وإذ شدّد على أنّ المجتمع الإنساني يحتاج إلى التحقق من فعالية الاستجابات للأزمة الحالية من حيث التكلفة، قال غوتيريس إنّه يتعيّن على الجهات الفاعلة في مجال التنمية بذل الجهد لدعم البلدان والمجتمعات التي انهارت جهود التنمية فيها بسبب الضغوطات الناتجة عن استضافة أعداد هائلة من اللاجئين.
وأفاد تقرير الاتجاهات العالمية: العالم في خضم الحروب، الذي أصدرته المفوضية الشهر الماضي إنّ عدد الأشخاص الذين نزحوا قسراً في نهاية عام 2014 نتيجة الحرب والصراع والاضطهاد ارتفع بشكل كبير مسجلاً 59.5 مليون شخص مقارنةً بـ51.2 مليون قبل عام و37.5 مليون منذ عقد واحد.
وأكّد غوتيريس لجمع المنظمات غير الحكومية قائلاً: "يرتفع حجم احتياجات اللاجئين بصورة هائلة ولكنّ ذلك لا ينطبق على حجم الموارد،" وحضها على الاستمرار في العمل مع المفوضية "عندما تدعو الحاجة".
وقال: "تعتمد المفوضية على المنظمات غير الحكومية للمساعدة". ولكنّه أشار أيضاً إلى أنّ لاجئَيْن من أصل ثلاثة يأتون اليوم من بلدان مُسلمة بينما لا يزال النظام غربي التوجه. ودعا إلى بذل المزيد من الجهود للتأكّد من ارتكاز النظام على الحقوق.
وعلى مدى العقدَيْن الأخيرَيْن، جمعت المشاورات السنوية مع المنظمات غير الحكومية المفوضية والكثير من المنظمات الشريكة لها البالغ عددها 600 منظمة حول العالم. ويحمل موضوع هذا العام عنوان "بحثاً عن الحلول".
وفي كلمته الترحيبية، كتب غوتيريس: "ستتيح لنا الأيام الثلاثة المقبلة فرصة التقدم في أفكارنا نحو الحلول... وعندما نقول الحلول، لا نعني فقط الحلول الكلاسيكية الدائمة كالإعادة الطوعية وإعادة التوطين والإدماج المحلي إنّما نشير أيضاً إلى المعنى الأوسع نطاقاً الذي يمكّن اللاجئين والأشخاص الآخرين الذين تعنى بهم المفوضية من تحسين نوعية حياتهم والتمتّع بحقوق الإنسان".
وتعتبر المنظمات غير الحكومية شريكاً حيوياً للمفوضية وهي تنفّذ البرامج المعنية باللاجئين والنازحين داخلياً في بعض أبعد المناطق وأصعبها حول العالم.