المفوضية تعلن عن عمليات إغاثية للاجئين استعداداً لفصل الشتاء
المفوضية تعلن عن عمليات إغاثية للاجئين استعداداً لفصل الشتاء
جنيف، 23 أكتوبر/تشرين الأوّل (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم أنّها بدأت بتوزيع المعاطف الواقية من المطر والبطانيات وغيرها من مستلزمات الإغاثة على عشرات الآلاف اللاجئين الذين عانوا من عواصف الشتاء الأولى التي ضربت الكثير من مناطق وسط وجنوب شرق أوروبا إلى جانب انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات متدنية جدّاً.
وستُوزَّع الحزم على اللاجئين الأكثر ضعفاً حتى شهر فبراير/شباط 2016. وستختلف محتوياتها باختلاف الاحتياجات والظروف، ولكنّ الحزم النموذجية تشمل أكياسَ نوم وبطانيات حراريةً ومعاطفَ واقيةً من المطر وجواربَ وملابسَ وأحذيةً.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمنغ في مؤتمر صحفي في جنيف: "تشمل خططنا الشتوية أيضاً تقديم المأوى الطارئ بما في ذلك الخيام العائلية ووحدات إيواء اللاجئين ومرافق الاستقبال في حالات الطوارئ ودعم جهود تحسين مناطق الاستقبال والانتظار وتجهيزها أو تكييفها مع أحوال الشتاء".
وأضافت: "نحن نحدّد أيضاً الأشخاص الذين قد يكونون أكثر ضعفاً أمام الصقيع والعناصر الطبيعية بما في ذلك كبار السن والأطفال غير المصحوبين بذويهم أو الذين يسافرون مع عائلاتهم على حدّ سواء لإحالتهم إلى المرافق التي يستطيعون الحصول فيها على الرعاية التي يحتاجون إليها".
وحتّى هذا الوقت من هذا العام، وصل ما يزيد عن 644,000 لاجئٍ ومهاجرٍ إلى أوروبا عن طريق البحر. وقد تعرّض آلاف الأشخاص الذين انطلقوا في الرحلات سيراً على الأقدام أو على متن الحافلات والقطارات إلى البرد والمطر عند المعابر المتواترة الخاضعة للرقابة في بلدان العبور.
وتستعدّ المفوضية أيضاً لمساعدة حوالي 15 مليون نازحٍ في البقاء على قيد الحياة خلال فصل الشتاء القادم في جميع أنحاء الشرق الأوسط وفي بلدان متعدّدة على غرار الأردن ولبنان ومصر والعراق وسوريا حيث غالباً ما تنخفض درجات الحرارة في بعض المناطق إلى ما دون الصفر وتشيع العواصف الثلجية. وسيحصل النازحون داخلياً الضعفاء في العراق وسوريا على المساعدات أيضاً.
وقد بدأت المفوضية بتنفيذ أحد برامج المساعدة بكلفة 236 مليون دولارٍ أميركي يهدف إلى مساعدة 2.5 مليون سوري و700,000 عراقي مُعرّضين بصورة خاصّة إلى أحوال الشتاء. وهو يشمل مزيجاً من الأموال النقدية الإضافية والبطانيات العالية الحرارة والمشمّعات البلاستيكية وغيرها من المواد العازلة للمأوى التي تتراوح ما بين بطانات الخيام وألواح العزل البوليستيرينية والحصائر الأرضية العازلة.
وفي لبنان الذي يعيش فيه ما يزيد عن نصف اللاجئين البالغ عددهم أكثر من مليون لاجئ في ملاجئ دون المستوى، تجري الاستعدادات على قدم وساق لحماية العائلات الأكثر ضعفاً من العواصف الشتوية المحتملة. وقد ضاعفت المفوضية عددَ الأشخاص الذين يحصلون على المساعدات النقدية لفصل الشتاء في لبنان هذا العام بسبب هذا الضعف المتزايد بين اللاجئين.
وستقدّم المفوضية المنحَ النقدية على مدى أربعة أشهر متتالية إلى ما يزيد عن 151,000 عائلةٍ (750,000 شخصٍ) بدءاً من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وهذا ما سيسمح للاجئين بشراء المستلزمات على مراحل على غرار الوقود للتدفئة. ومن بين هذه العائلات، ستحصل 75,000 عائلةٍ سوريةٍ تعيش على ارتفاع يفوق الـ 500 مترٍ على 147 دولاراً أميركياً في الشهر، بينما ستحصل 76,000 عائلةٍ تعيش على ارتفاع يقلّ عن الـ 500 مترٍ على 100 دولارٍ أميركي شهرياً.
وقد وصل فصل الشتاء الأخير باكراً إلى لبنان في شهر نوفمبر/تشرين الثاني واستمر حتى أواخر شهر مارس/آذار، حيث شهدت قرى متعدّدة موجات من تساقط الثلوج والرياح القوية والأمطار الغزيرة التي صعّبت الوصول إليها لاسيما في المواقع التي ترتفع عن 1,600 مترٍ.
وفي الوقت عينه، ستدعم خطة المفوضية لفصل الشتاء في البلد المجاور الأردن 229,400 سوري من الضعفاء مما يمثّل 37 في المئة من السكان، من خلال المساعدات النقدية وتقديم مستلزمات الإغاثة وتحسين المآوي. وبالنسبة إلى اللاجئين الحضريين، ستقدّم هذه الخطة المنح النقدية للسماح للاجئين بشراء مواد التدفئة والبطانيات والملابس والأحذية وغيرها من المستلزمات.
وفي سوريا نفسها، حيث تدنّت درجات الحرارة إلى 13 درجةً مئويةً تحت الصفر في العديد من مناطق البلاد خلال الشتاء الماضي، يهدف برنامج المساعدات الخاص بالمفوضية إلى مساعدة حوالي مليون لاجئٍ من خلال توزيع رزم المستلزمات التي تشمل البطانيات الحراريةَ والأغطية البلاستيكية الإضافية والملابس الشتوية.
وفي مصر التي لجأ إليها 128,000 لاجئٍ سوري، ستقدّم المفوضية منحةً نقديةً لمرّة واحدة بقيمة 28 دولاراً أميركياً إلى 48,000 شخصٍ من بين اللاجئين السوريين الأكثر ضعفاً الذين يعيشون بصورة أساسية في القاهرة الكبرى والاسكندرية ودمياط لمساعدتهم على البقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء.
وتُوزّع هذه المنح من خلال نظام مكتب البريد في جميع أنحاء مصر، ويُنفق اللاجئون عادةً المال على شراء الملابس الشتوية أو البطانيات أو المدافئ الكهربائية.