بعد ستة أشهر على اندلاع العنف الطائفي، 115,000 نازح بحاجة للمساعدات في ميانمار
بعد ستة أشهر على اندلاع العنف الطائفي، 115,000 نازح بحاجة للمساعدات في ميانمار
يانغون، ميانمار، 7 ديسمبر/ كانون الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - بعد مرور ستة أشهر على اندلاع العنف الطائفي في ولاية راخين الواقعة غربي ميانمار، لا يزال ما يقرب من 115,000 نازح يواجهون ظروفاً معيشية صعبة. وقد صرح أدريان إدواردز، المتحدث باسم المفوضية يوم الجمعة قائلاً: "وزعت المفوضية إمدادات الإغاثة على ثلثي المجتمعات المتضررة تقريباً، ومع ذلك فإن قدر الاحتياجات لا يزال هائلاً".
لا يستطيع النازحون العودة إلى ديارهم جراء الدمار والتوتر المتواصل. وقد عقَّب إدواردز على ذلك قائلاً: "نتعاون مع سلطات ميانمار للتوعية حول المعايير الملائمة للعودة الطوعية الآمنة عندما تكون الظروف مواتية. إضافة إلى ذلك، نواصل دعم حق المواطنة في سبيل إيجاد حلٍّ للنازحين وعديمي الجنسية".
وقد قتل ما يزيد عن 100 شخص ودمرت آلاف المنازل خلال موجات الاضطراب التي اندلعت في يونيو/ حزيران، وأغسطس/ آب، وأواخر أكتوبر/ تشرين الأول. ويعيش النازحون الآن مع أسر مضيفة وفي مخيمات الإغاثة وفي مواقع مؤقتة.
وخلال الأسابيع الماضية تزايد انتشار الأكواخ المؤقتة على جانبي الطريق في سيتوي، عاصمة ولاية راخين. ويقول بعض ساكني الأكواخ إن الأسر المضيفة للنازحين لم تعد قادرة على إعالتهم، فيما يُعتقد أن آخرين قد وفدوا من مخيمات بعيدة على أمل الحصول على مساعدات.
وقد نصبت المفوضية هذا الأسبوع الخيام الممنوحة من وكالة التعاون الدولي الكورية لتوفير مأوى أفضل للوافدين مؤخراً. كما نقلت المفوضية نحو 5,000 شخص إلى أكواخ مستطيلة الشكل من القصب في ضواحي سيتوي. وفي ذلك صرح إدواردز: "تقيم المفوضية أيضاً أكواخاً إضافية لاستيعاب ما يزيد عن 12,000 شخص فضلاً عن 220 منزلاً دائماً في مونغداو للعائدين".
وتقود المفوضية جهود توفير الحماية والمأوى والمساعدات غير الغذائية، إلى جانب تنسيق مخيم النازحين وإدارته كجزء من استجابة الوكالات المعنية للوضع الطارئ في ولاية راخين. وتستهدف المساعدة المجتمعات المتضررة من كلا الجانبين لتلبية احتياجاتهم.
وقد وزَّعت المفوضية إلى الآن مواد إغاثة تتضمن أغطية بلاستيكية، وبطاطين، وأدوات مطبخ على 70,000 شخص تقريباً. ومن المنتظر وصول 3,500 خيمة إضافية من المفوضية بحراً إلى سيتوي بنهاية هذا الأسبوع لتوفير أماكن للإيواء الطارئ للنازحين خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول والذين يعيشون الآن في أماكن متفرقة.
وتتضافر جهود المفوضية والسلطات المعنية ووكالات إنسانية أخرى لضمان تحقيق المعايير الأساسية بمخيمات الإغاثة الكائنة بمحيط مدينة سيتوي. فعلى سبيل المثال، يجب أن تكون أماكن الإيواء على مسافات مناسبة لمنع الازدحام. كما تساند المفوضية أعمال توزيع المياه، وتقديم خدمات النظافة الصحية والرعاية الصحية، وطريقة إدارة المخيم بمشاركة أفراد المجتمعات النازحة.
ولا يزال الوصول إلى بعض المناطق في ولاية راخين أمراً صعباً لبعد مواقعها ولتواصل الاضطرابات فيها. ومع ذلك، قام موظفو المفوضية بتوزيع مواد الإغاثة الأساسية، كما أنهم يساندون الحكومة وشركاء المفوضية لتحسين تخطيط الموقع وتقديم الخدمات الأساسية فيه.
وقد أبدى موظفو بعض المنظمات غير الحكومية تردداً حيال الذهاب إلى مناطق معينة لا تزال التوترات الطائفية فيها شديدة. ومن جانبها قامت المفوضية بتوزيع المساعدات وتوفير وسائل النقل للأطباء في بلدة ميبون وذلك لتيسير الوصول إلى المرضى.
في الوقت ذاته، من المفترض أن تبدأ جهود تمهيد الطريق أمام العودة النهائية للنازحين بأمان وكرامة، حيث تحث المفوضية الحكومة على بذل المزيد من الجهد في القرى المتضررة لتعزيز التسامح والتعايش السلمي بين المجتمعين المتنازعين، وذلك بهدف تهيئة أجواء مساعدة على العودة.
وقد تلقت المفوضية أقل من 30 بالمائة من مبلغ 24,35 مليون دولار أمريكي تحتاجها لمساعدة النازحين في ولاية راخين منذ شهر يونيو/ حزيران.