غراندي يعبر عن "فزعه" من الدمار الذي شهده بعد زيارة لأوكرانيا استمرت ستة أيام
غراندي يعبر عن "فزعه" من الدمار الذي شهده بعد زيارة لأوكرانيا استمرت ستة أيام
المفوض السامي فيليبو غراندي (في الوسط)، جنباً إلى جنب مع ممثلي السلطات المحلية، يضعون الزهور أمام مبنى سكني تعرض للدمار خلال هجوم صاروخي في 14 يناير 2023، في مدينة دنيبرو الأوكرانية.
كييف - اختتم اليوم المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، زيارة له إلى أوكرانيا التي تعصف بها الحرب استمرت ستة أيام، وهي ثالث زيارة له منذ الغزو الروسي، حيث دعا المانحين لمواصلة المسار ودعم الأشخاص الذين يعانون الأمرّين.
وقد سافر عبر جنوب وشرق البلاد، وشاهد الدمار والخراب، والتقى بسبعة من رؤساء المناطق، والعديد من رؤساء البلديات والمدنيين المتضررين من الحرب في أوديسا وميكولايف وزابوريزهزيا ودنيبرو وخاركيف وكييف. كما كان في استقباله الرئيس زيلينسكي ونائب رئيس الوزراء أولكسندر كوبراكوف ووزير الخارجية دميترو كوليبا.
وقال غراندي في ختام زيارته: "لقد ذُهلت بمستوى الدمار الذي رأيته نتيجة القصف والصواريخ الروسية. لقد تضررت البنية التحتية المدنية مثل محطات الطاقة وأنظمة المياه ورياض الأطفال والمباني السكنية، أو أنها تعرضت للدمار. لقد قُتل مدنيون، من ضمنهم أطفال وكبار السن، أو فروا من منازلهم، مما أدى إلى تزعزع حياتهم بأكملها بسبب هذه الهجمات التي لا معنى لها".
بفضل شبكتها من الشركاء الأوكرانيين - وخاصة المنظمات غير الحكومية المحلية والمنظمات المجتمعية - وبقيادة وتوجيه الحكومة الأوكرانية، عززت المفوضية جهود استجابتها في البلاد على نحو كبير منذ فبراير من العام الماضي، وذلك كجزء من استجابة الوكالات المشتركة تحت إشراف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وتشمل الاستجابة توسيع نطاق العمليات في الشرق والجنوب إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها والتي بات يمكن الوصول إليها مؤخراً، وتقديم المساعدة النقدية والعينية للمدنيين المتضررين من الحرب، والترميم العاجل للمأوى لمن تضررت منازلهم، وإجراء إصلاحات على المساكن، وتقديم الدعم القانوني والإرشاد النفسي لمن يعانون من صدمات الحرب. وقد تم دعم أكثر من 4.3 مليون أوكراني من قبل المفوضية من خلال هذه الخدمات والمساعدات وغيرها منذ بداية الغزو.
كما ساهمت المفوضية في شبكة "نقاط المناعة" الحكومية – وهي عبارة عن مآوٍ عامة مجهزة بمولدات كهربائية ومدافئ وشبكة واي فاي حتى يتمكن السكان من درء أسوأ درجات الحرارة خلال الشتاء، وشحن بطارياتهم والحصول على الإضاءة والاتصال بالشبكة من أجل العمل والدراسة.
وشاهد غراندي أيضاً مسؤولين أوكرانيين ومواطنين وهم يعملون على إصلاح وترميم البنية التحتية المتضررة. وأضاف: "بينما تعرضت المباني للدمار، لم تنكسر معنويات الشعب الأوكراني. لقد ألهمتني قوتهم وعزيمتهم. الأمر عائد لنا جميعاً - المجتمع الدولي - لدعمهم وهم يشرعون في تعافيهم. أدعو الدول والمؤسسات المالية الدولية وغيرها إلى المساهمة في هذه المهمة – وعلى وجه السرعة".
لتسهيل التنسيق، أطلقت وزارة المجتمعات والأقاليم وتطوير البنية التحتية، مع مفوضية اللاجئين، منصة "أوكرانيا هي الوطن" الرقمية، وذلك لمطابقة العرض والطلب على المساعدة في إصلاح المساكن وإعادة بنائها. وتهدف المنصة إلى توفير نظام شفاف وفعال للعمل الإنساني والتعافي والتنمية والقطاع الخاص والشركاء الآخرين لجمع الأموال وتوفير الدعم المادي لمساعدة السكان، بما في ذلك اللاجئين والنازحين داخلياً، وترميم منازلهم المتضررة حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم.
في حين أن كل ذلك يُعد ضرورياً، حذر غراندي أيضاً من أن الاحتياجات الإنسانية لا تزال ملحة، لا سيما في مناطق الخطوط الأمامية في البلاد. لذلك، من الواجب الحفاظ على التمويل الإنساني وتوسيعه. ويعتبر ذلك أمراً أساسياً لتحقيق الاستقرار للسكان وتمكين المتضررين من الحرب من المساهمة في إنعاش بلدهم واقتصادهم. وفي معرض إشارته إلى أن نداءات الأمم المتحدة لكل من داخل أوكرانيا والاستجابة للاجئين الأوكرانيين ستنطلق في جنيف في 15 فبراير، أضاف غراندي: "لقد كان المانحون - الحكومات والشركات والأفراد - كرماء بشكل هائل خلال العام الماضي. يجب أن يستمر هذا إذا أردنا تزويد السكان بالدعم الذي يحتاجون إليه بشكل عاجل اليوم وفي العام المقبل. آمل أن يستمر جميع المانحين لدينا في تمكين جهود الاستجابة لهذه الاحتياجات الإنسانية".
كما أكد غراندي أن المفوضية وافقت على التعاون مع وزارة الخارجية والشركاء الآخرين في مجال تعزيز قدرات البنية التحتية القنصلية الأوكرانية، وذلك من أجل حماية ومساعدة الأوكرانيين في الخارج بشكل أفضل، بما في ذلك أولئك الذين يخططون للعودة إلى ديارهم.
وناقشت المفوضية أيضاً مع السلطات وضع الأطفال الأوكرانيين غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم داخل الاتحاد الروسي. وقال غراندي إن المفوضية ستسعى رفقة شركاء دوليين آخرين للحصول على مزيد من فرص الوصول إليهم والدعوة لإيجاد حلول تلبي مصلحتهم الفضلى، ولا سيما لم شمل الأسرة. وكرر أيضاً أنه في أوضاع النزاعات، يعتبر منح الجنسية وفتح السبل للتبني الرسمي للأطفال انتهاكاً للأعراف والممارسات الدولية.
للمزيد من المعلومات:
- في جنيف، ماثيو سولتمارش: [email protected] 9936 967 79 41+
- في جنيف، لويز دونوفان: [email protected] 58 30 217 79 41+
- في أوكرانيا، ساورليث ني بروين: [email protected] 4485 489 50 380+
- في نيويورك، كاثرين ماهوني: [email protected] 7646 443 347 1+