جائزة نانسن للاجئ لعام 2020 تسلط الضوء على الأطفال الناجين من الاستغلال الجنسي
جائزة نانسن للاجئ لعام 2020 تسلط الضوء على الأطفال الناجين من الاستغلال الجنسي
تسلمت سيدة كولومبية قضت عقوداً في العمل على علاج الأطفال والمراهقين الناجين من العنف والاستغلال الجنسيين جائزة نانسن للاجئ لعام 2020 في حفل خاص، واصفة الجائزة بأنها "تقدير لقوتهم وشجاعتهم وقدرتهم على التحمل".
كمنسقة لإحدى دور إعادة التأهيل في شمال شرق كولومبيا للأطفال الذين تم انتشالهم من الحانات أو بيوت الدعارة أو الشوارع أو من تم إبعادهم عن منازل يتعرضون فيها للإساءة، تعمل مايرلين فيرغارا بيريز ليس فقط مع الأطفال المولودين في كولومبيا بل أيضاً مع بنات وبنين من فنزويلا والذين تم إجبارهم على الوقوع في براثن الاستغلال الجنسي أثناء فرارهم من الأزمة الدائرة في وطنهم.
وفي كلمة لها عبر رابط للفيديو من كولومبيا، أهدت فيرغارا بيريز الجائزة لكل من تقدم لهم المساعدة، قائلة بأن جائزة نانسن للاجئ "تخص أيضاً الأطفال والمراهقين الذين تلهمنا قدرتهم على أن يحلموا باستمرار بأنه من الممكن بناء مجتمع خالٍ من الاتجار بالبشر".
وقالت: "هذه الجائزة هي تقدير لقوتهم وشجاعتهم وقدرتهم على التحمل". وأضافت: "لقد كان لي شرف مرافقة المئات منهم في طريقهم نحو التعافي العاطفي". وبينما يتم عادة تقديم جائزة نانسن للاجئ في حفل بهي يقام في جنيف، حيث تتخذ المفوضية مقراً لها، فقد أقيم حفل هذا العام عبر الإنترنت بسبب فيروس كورونا، حيث تفاعل المشاركون عبر عدة قارات عن طريق الإنترنت.
"تعمل مايا ليلاً ونهاراً لإنقاذ الأطفال من أيدي المسيئين عديمي الضمائر"
وقد دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الفائزة فيرغارا بيريز، والتي يطلق عليها اسم مايا، بـ"الراعية الملاك".
وقال غراندي: "تعمل مايا ليلاً ونهاراً لإنقاذ الأطفال من أيدي المسيئين عديمي الضمائر والذين يستغلون براءتهم ونقاط ضعفهم. إن جهودها الدؤوبة على مدى عقود للبحث عن ضحايا الاستغلال من الصغار وإنقاذهم وكسب ثقتهم منحت الأمان للمئات حيث بات لديهم فرصة ليعيشوا طفولتهم مجدداً ويعيدوا بناء حياتهم".
وتحدثت شخصيات بارزة، مثل المبعوثة الخاصة للمفوضية أنجلينا جولي والروائية التشيلية الشهيرة إيزابيل أليندي، مع الحائزة على جائزة هذا العام من خلال رسائل بالفيديو، إضافة إلى النجم الكولومبي خوانيس، والذي قدم أغنية "Pasarán" (سيعبرون) حول الهجرة والنزوح. كما شارك في حفل تسليم الجائزة الممثل المكسيكي ألفونسو هيرويرا، الذي تم تعيينه مؤخراً سفيراً للنوايا الحسنة للمفوضية، حيث قام بدور مقدم الحفل.
في كلمتها أثناء تلقيها الجائزة، أكدت فيرغارا بيريز أن الاستغلال الجنسي "مأساة خفية"، مضيفة: "نعلم أن الإحصائيات الرسمية ليست سوى جزء صغير مما يحدث".
يزدهر الاتجار والاستغلال وسط حالات النزاع وانعدام الأمن والنزوح، ويجد الأشخاص الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم أنفسهم معرضين لكلا الخطرين.
وفي حين أن الطبيعة المبطنة للاتجار والاستغلال الجنسي تجعل من الصعب فهم النطاق الكامل لهذه الظاهرة بين السكان المهجرين، فمن الواضح أن كليهما يمثلان قضيتين رئيسيتين تواجهان الكثير من الفنزويليين البالغ عددهم خمسة ملايين شخص ممن اضطروا للفرار بسبب نقص الغذاء والدواء والتضخم وانتشار حالة انعدام الأمن في السنوات الأخيرة.
"نعلم أن الإحصائيات الرسمية ليست سوى جزء صغير مما يحدث"
وقد أشارت كولومبيا، والتي تستضيف حوالي 1.7 مليون لاجئ فنزويلي، إلى ارتفاع في حالات التهريب التي يُعتقد بأنها مرتبطة بتدفق اللاجئين من الدولة المجاورة. وشهدت الأشهر الأربعة الأولى من عام 2020 زيادة بنسبة 20 في المائة في عدد ضحايا الاتجار غير الكولومبيين، مقارنةً بعام 2019 بأكمله، وذلك وفقاً لبيانات الحكومة الكولومبية.
في عام 2018، ذهبت فيرغارا بيريز وأعضاء آخرون من فريق "مؤسسة النهضة" في مهمة استطلاعية استمرت أسابيع إلى منطقة لاغواخيرا في كولومبيا، الواقعة على طول الحدود الشرقية مع فنزويلا، وقد أصابهم الفزع مما رأوه: مئات الأطفال والمراهقين ممن كانوا إما يتعرضون للاستغلال الجنسي أو كانو معرضين لخطر الوقوع فيه إلى حد كبير. وكان حوالي نصفهم من اللاجئين والمهاجرين الفنزويليين. أدرك الفريق بأنه كان عليهم فعل شيء حيال ذلك.
تطوعت فيرغارا بيريز لقيادة فكرة تأسيس مأوى لإعادة التأهيل في المنطقة – وهو واحد من ثلاثة مآوٍ فقط من هذا القبيل في كولومبيا. ومنذ أن فتح المأوى أبوابه قبل حوالي عام ونصف، قدم خدماته لأكثر من 75 ناجٍ من الاستغلال الجنسي - بعضهم لم يتجاوز السابعة من العمر.
في رسالة التهنئة، قالت أنجلينا جولي بأنها تأثرت بشدة بفيرغارا بيريز عندما زارت مآوى "مؤسسة النهضة" في لاغواخيرا وذلك في إطار مهمة عمل قامت بها إلى أمريكا اللاتينية العام الماضي.
وقالت جولي، والتي تشغل منصب المبعوثة الخاصة للمفوضية منذ عام 2012: "لقد رأيت الفارق المطلق الذي أحدثته في حياتهم من خلال إيجاد طرق لتحريرهم، ومساعدتهم على التغلب على صدماتهم وآلامهم وتقديرهم لأنهم يستحقون التقدير ومنحهم الأمل في المستقبل".
فيرغارا بيريز هي واحدة من سلسلة طويلة من الأبطال اليوميين والذين يتم تكريمهم بهذه الجائزة السنوية، والتي سميت تيمناً باسم المفوض السامي الأول لشؤون اللاجئين، المستكشف النرويجي فريدجوف نانسن. يتوفر حفل تسليم الجائزة على قناة المفوضية لموقع يوتيوب.