برنامج للتوثيق يوفر مساعدة حيوية للسكان الأصليين في الفلبين بدعم من المفوضية
برنامج للتوثيق يوفر مساعدة حيوية للسكان الأصليين في الفلبين بدعم من المفوضية
كفتاة صغيرة، عاشت وانيتا أراجاني حياة تقليدية من الترحال كجزء من مجتمعها والذي يتنقل من الفلبين إلى ماليزيا وإندونيسيا على متن قوارب، ويقتات من البحر. القليل منهم يرتادون المدرسة أو يعرفون القراءة والكتابة، أو حاصلين على الجنسية.
تشرح وانيتا، وهي الآن جدة في السبعينيات من عمرها، بينما تجلس خارج منزلها الخشبي شرق مدينة زامبوانغا في الفلبين حيث تعيش عائلتها الآن: "في السابق، لم تكن شهادة الميلاد ذات صلة أو أولوية".
في عام 2013، تغيرت تلك الحياة فجأة، عندما اندلع الصراع في زامبوانغا بعد أن حاول مسلحون فرض الحكم الذاتي. دفعت الاشتباكات التي تلت ذلك عائلتها وآلاف آخرين إلى البحث عن مأوى في مراكز الإجلاء التي تديرها الحكومة.
شجع المعلمون في مراكز الإجلاء العائلات على إرسال أطفالهم إلى المدارس القريبة. عندها فقط علمت وانيتا بأن حفيدتها بحاجة لشهادة ميلاد لتتمكن من التقدم عبر نظام التعليم.
كما اكتشفت بأن الوثائق ستكون حيوية لأفراد الأسرة لتجنب الاعتقال أثناء عمليات الاجتياح الأمني، والسماح للمجتمع المهمش منذ فترة طويلة بالحصول على الرعاية الصحية والسكن في الفلبين.
" كان من الصعب علينا الوصول إلى الخدمات وكنا دائماً نخشى التمييز"
تقول وانيتا: "لقد كان من الصعب علينا الوصول إلى الخدمات وكنا دائماً نخشى التمييز، لأننا من شعب سما باجاو. لكن عندما نحصل على شهادة ميلاد، سنشعر بمزيد من الاحترام وسنكون قادرين على عيش حياة كريمة وسوف أشعر بقيمتي كمواطنة".
الفلبين هي الدولة الوحيدة في جنوب شرق آسيا التي اعتمدت خطة عمل وطنية لإنهاء حالات انعدام الجنسية. وقد حددت سما باجاو باعتبارها واحدة من خمس مجموعات سكانية معرضة للخطر. من المعتقد أن يكون هناك ما بين 10,000 إلى 15,000 من سكان سما باجاو ممن يعيشون في زامبوانغا وحدها، حوالي 85% منهم لا يحملون شهادات ميلاد.
كجزء من جهد منسق لحل أوضاعهم، عملت المفوضية عن كثب مع المجتمع والسلطات الحكومية المحلية واللجنة الوطنية للشعوب الأصلية منذ عام 2016.
يسعى مشروع رائد تدعمه المفوضية واليونيسيف، والذي يبدأ في أكتوبر، إلى تسجيل 1,500 شخص في المجتمع. الهدف من ذلك هو إصدار وثائق للعائلات بحلول منتصف ديسمبر، وذلك من خلال العمل بشكل وثيق مع السلطات الحكومية، بما في ذلك وحدة متنقلة تابعة لمكتب السجل المدني.
تقول مريام بالما، موظفة الحماية في المفوضية والتي تعمل في قضايا انعدام الجنسية: "عندما يحصلون على وثائق الهوية الخاصة بهم، فإن ذلك سيمنحهم فرصاً أفضل، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالحصول على التعليم وتعلم القراءة والكتابة".
وتضيف قائلة: "إنها أداة مهمة بالنسبة لهم ليكونوا قادرين على تأكيد حقوقهم كقبيلة وكشعب".
قبل بدء الحملة، كانت وانيتا قد نجحت في الحصول على شهادة ميلاد لحفيدتها بيرينا البالغة من العمر 15 عاماً، والتي كانت بحاجة لها لتتيح لها التخرج من المدرسة الابتدائية والتحضير للمدرسة الإعدادية.
تقول بيرينا، التي علقت صورة تخرجها بفخر على جدار منزل العائلة: "أنا الوحيدة في العائلة التي أكملت الدراسة الابتدائية".
تحب بيرينا المدرسة – كما تقول - لأنها تحب التعليم، ولأن المعلمين طيبون وجيدون معها. وتصف أيضاً كيف أن حصولها على شهادة ميلاد سيساعدها في المستقبل: "سيكون من السهل الحصول على فرصة التقديم على الوظائف والعثور على عمل".
تقول لها جدتها: "أنت أمل عائلتنا. لأنني أمية، فإننا نتشبث بك لمساعدتنا".
يبدو الحماس على وانيتا أيضاً لكون بقية أفراد أسرتها ستستفيد قريباً من المشروع التجريبي.
"المستقبل أكثر وضوحاً وإشراقاً. يبدو الأمر كأنك تعطينا الكيروسين ليضيء طريقنا"
تقول: "انا سعيد للغاية وسأنعم براحة البال. على الرغم من أن الوقت قد فات بالنسبة لأبنائي وبناتي، إلا أنني سأركز على محاولة الحرص على أن يتمكن جميع أحفادي وحفيداتي من الذهاب إلى المدرسة. أشعر أن ذلك هو أملهم الجديد في عيش حياة أفضل. سأبذل قصارى جهدي لإرسالهم إلى المدرسة طالما أنا على قيد الحياة".
يعتبر شعب سما باجاو بأن البحر موطنهم وأن العيش بعيداً عنه لم يكن خيارهم. اضطروا للانضواء تحت "قانون نظام المناطق المحمية الوطني والمتكامل"، والذي أعلن المناطق المحمية، بما في ذلك الساحل الذي يعيشون فيه كمناطق غير صالحة للبناء. لكن امتلاك الحقوق في الأراضي الجافة أمر حيوي بالنسبة لهم.
وتقول بابتسامة عريضة: "المستقبل أكثر وضوحاً وإشراقاً الآن. يبدو الأمر كأنك تعطينا الكيروسين ليضيء طريقنا ويمنحنا الأمل".
هناك الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم مثل وانيتا ممن هم معرضون لخطر انعدام الجنسية وهناك ملايين آخرون غير معترف بهم من قبل أي بلد كمواطنين وهم من عديمي الجنسية. قد يعني هذا أن الأشياء الأساسية التي يعتبرها معظم الناس أمراً مفروغاً منه، كحرية الحركة أو الحصول على العلاج الطبي أو التعليم أو البحث عن وظيفة أو حتى شراء بطاقة للهاتف المحمول، يمكن أن تكون عناءًا يومياً.
لمعرفة المزيد حول كيفية إحداث فارق في حياة أشخاص مثلها، انضم إلى حملة #أنا_أنتمي لإنهاء حالات انعدام الجنسية للمفوضية في غضون 10 سنوات.