كيغالي تدعم رواد الأعمال من اللاجئين على أراضيها
كيغالي تدعم رواد الأعمال من اللاجئين على أراضيها
عند تقاطع طرق مكتظ في وسط المدينة في كيغالي، تجري أنيك إيريواكو بدقة عملية جرد لمتجرها، حيث تدير اللاجئة البوروندية متجراً صغيراً لتوزيع الغاز النفطي المسال مع أخيها الأصغر. بدأ عملها بالازدهار الآن ولكن الأمور لم تكن جيدة جداً عندما وصلت إلى عاصمة رواندا منذ ثلاثة أعوام.
تقول الأم لثلاثة أطفال والبالغة من العمر 33 عاماً: "المجيء إلى هنا لم يكن سهلاً لأنه عندما تصل إلى مكان لا تعرفه تواجه الكثير من الصعوبات".
في عام 2015، فرت أنيك من الاضطرابات في بلدها مع زوجها وأطفالها وقد وجدت اللجوء في كيغالي التي تُعرف بأنها المدينة الأكثر نظافةً ونضرة في إفريقيا. ونظراً لأنها كانت مستقلة مادياً في بلدها، سرعان ما وجدت طرقاً لكسب العيش.
تعرف كيغالي بنظافتها وتحول البلاد إلى استخدام الطاقة النظيفة، لذلك قررت أنيك أن تبدأ ببيع الغاز النفطي المسال، وتقول: "فكرت في ذلك وأدركت رؤية رواندا وكيف أنها نظيفة. لذا قررت أن أبيع الغاز. يتطلب ذلك رأس مال كبير ولكنني قررت المحاولة".
"منحوني القوة والأمل للاستمرار لأنني بدأت أستسلم"
أرسلها أحد أقربائها إلى إينكوموكو، وهي شركة محلية للاستشارات في مجال الأعمال وتعمل مع المفوضية لتدريب ودعم رواد الأعمال اللاجئين، وتقول أنيك: "منحوني القوة والأمل للاستمرار لأنني بدأت أستسلم".
اقرأ أيضاً: مدينة إربيل تمنح فرص عمل غير محدودة للاجئين
حصلت على إرشادات من إينكوموكو حول كيفية تسجيل متجرها ودفع الضرائب وإدارة متجرها. وقامت بالتسجيل لدى المجلس الإنمائي في رواندا وحصلت على رقم يتيح لها دفع الضرائب. وقد طورت عملها وهي الآن توظف لديها خمسة أشخاص.
تقول ليديا إيرامبونا، وهي مديرة برنامج اللاجئين التابع لإينكوموكو، بأن منهجهم مصمم لمساعدة اللاجئين كأنيك في بناء مشاريعهم على أسس صلبة. وتشرح قائلةً: "هدفنا الأساسي هو مساعدتهم في زيادة دخلهم والحصول على المزيد من الزبائن وفهم كيفية إدارة المشاريع هنا".
بالإضافة إلى مساعدة اللاجئين على الاستقلال مادياً، ساهم البرنامج أيضاً في تعزيز الاقتصاد المحلي. ومنذ بداية البرنامج في عام 2016، دربوا 809 أشخاص من رواد الأعمال اللاجئين في المدن والمخيمات مما أدى إلى توفير 2,600 وظيفة جديدة في البلاد.
تقول إيرامبونا: "لاحظنا وجود فارق كبير في الثقة والشعور بأنهم يعيشون حياة كريمة وواقع أنهم قادرين على خلق الوظائف".
لقد أثبتت الشراكات الاستراتيجية مع المفوضية وشركات القطاع الخاص كإينكوموكو جدواها، وترى إيرامبونا أن هناك مجال للمزيد من شركات القطاع الخاص في المدينة لدعم اللاجئين داعيةً ذلك حالة من "الفوز للجميع". وتقول: "يأتي اللاجئون إلى البلاد ولديهم المعرفة والمهارات وثقافة أخرى يمكن أن تشكل قيمة مضافة".
حتى أكتوبر 2018، استضافت البلاد أكثر من 150,000 لاجئ وغالبيتهم (79%) يعيشون في ست مخيمات في البلاد في حين أن الباقي يعيشون في مناطق حضرية. هناك حوالي 13,000 لاجئ مسجل في مراكز حضرية كبرى ككيغالي وهوي.
حوالي 60% من اللاجئين في العالم والبالغ عددهم 25.4 مليون شخص لا يعيشون في المخيمات بل في المدن والمناطق الحضرية في الأمريكيتين وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا. ويقف رؤساء البلديات والسلطات المحلية والمؤسسات الاجتماعية ومجموعات المدنيين في الخطوط الأمامية للاستجابة العالمية للاجئين وهم يعززون التماسك الاجتماعي وحماية ومساعدة الرجال والنساء والأطفال النازحين قسراً.
وتعتبر كيغالي جزءاً من شبكة عالمية متنامية للبلديات التي تختار الاهتمام باللاجئين وبالفرص التي يجلبونها معهم. من ساو باولو إلى فيينا، تمنح مدن الأضواء الأمل للأشخاص من الفئات الأشد ضعفاً في العالم من خلال توفير مأوى لهم وفرصة ليصبحوا جزءاً من النسيج الاجتماعي.
في ديسمبر، استضاف المفوض السامي فيليبو غراندي الحوار الـ 11 للمفوض السامي في جنيف الذي يركز هذا العام على دور المدن في حماية النازحين في المدن الحضرية.
تشجع حكومة رواندا من خلال وزارتها المسؤولة عن إدارة الطوارئ اندماج اللاجئين في المناطق الحضرية بطرق مختلفة.
تشرح فينيراندا إينغابيري، وهي كبيرة مدراء وحدة المشاريع الخاصة في وزارة إدارة الطوارئ قائلةً: "إن حكومة رواندا حريصة جداً على الاستمرار في دعم اللاجئين من خلال المساعدة المستهدفة التي تشمل إدماجهم الاقتصادي والاجتماعي".
"من ميزات التواجد في المدينة هو أنه لديك الفرصة في العمل"
وتضيف قائلةً بأن هذه المساعدة تتماشى مع الالتزامات الأربعة التي قدمها رئيس رواندا بول كاغامي خلال قمة القادة حول اللاجئين لعام 2016 والنهج الشامل المعتمد رسمياً من قبل حكومة رواندا في فبراير 2018.
تشمل استراتيجية الحكومة إجراءات عملية كإصدار بطاقات الهوية لجميع اللاجئين الذين تم التحقق منهم ووثائق سفر يمكن قراءتها آلياً وتعزيز المساعدة في مجال سبل كسب العيش وتوفير الوصول إلى أنظمة التأمين الصحي والتعليم الوطنية.
وتقول إنيغابيري: "نحن فخورون جداً بمساعدة إخوتنا وأخواتنا من جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي نظراً لأن العديد من بيننا كانوا لاجئين منذ فترة ليست ببعيدة. سنبقى منفتحين لتحديد حلول تساعدهم في تحسين رفاههم في رواندا".
وبالنسبة لأنيك، فإن الدعم الذي حصلت عليه أتاح لها إعالة نفسها ورعاية عائلتها وساعدها على أن تشعر بأنه جزء من المدينة التي تبنتها، وتقول: "إن من ميزات التواجد في المدينة هو أنه لديك الفرصة في العمل. يمكنك إيجاد الفرص واستخدام يديك وتسويق أعمالك".