المفوض السامي: إيران تحتاج للمزيد من المساعدة لدعم اللاجئين الأفغان
المفوض السامي: إيران تحتاج للمزيد من المساعدة لدعم اللاجئين الأفغان
قال المفوض السامي خلال زيارة امتدت لثلاثة أيام بأن إيران لا تزال تشكل نموذجاً عالمياً من خلال سياساتها التقدمية والشاملة للاجئين ولكن البلاد، بحسب غراندي، تحتاج للمزيد من الدعم نظراً لاستضافتها أحد أكبر تجمعات اللاجئين في العالم.
تستضيف إيران حوالي مليون لاجئ مسجل، غالبيتهم من أفغانستان. وقد أقر المفوض السامي بسياسات إيران السخية الموجهة نحو شمل اللاجئين في الخدمات الوطنية والاقتصاد بما في ذلك من خلال إمكانية الوصول إلى البرنامج الوطني للتأمين الصحي والترخيص للعمل في مجموعة من المجالات والتوثيق. وفي خطوة رائدة، أُتيح لجميع الأطفال الأفغان منذ عام 2015 الالتحاق بالتعليم الابتدائي والثانوي بغض النظر عن وضعهم.
وقد التقى غراندي في طهران بمسؤولين حكوميين من بينهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف ووزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي والمدير العام لدائرة الرعايا الأجانب والمهاجرين أحمد محمدي فر، وأعرب غراندي عن التزام المفوضية بدعم جهود إيران في توفير الحماية والبحث عن حلول للاجئين الأفغان داعياً إلى تقديم دعم دولي أكبر. وتعتبر زيارة المفوض السامي إلى إيران الأولى في جولة تضم ثلاثة بلدان هي إيران وأفغانستان وباكستان من أجل معالجة وضع اللاجئين الأفغان.
في ضواحي طهران، التقى المفوض السامي أفراداً من مجتمع اللاجئين الأفغاني خلال زيارة إلى مركز إدارة اللاجئين الذي يوفر خدمات التوثيق للاجئين. وزار غراندي أيضاً مدينة مشهد التي تستضيف أكبر تجمع من اللاجئين الأفغان في إيران للقاء الحاكم وزيارة معد للتدريب المهني للاجئين ومستشفى خيري ممول من الحكومة يوفر خدمات كغسيل الكلى للأفغان الذين يملكون الوثائق وأولئك الذين لا يملكونها.
وتقدر المفوضية أن يكون هناك حوالي 1.5 إلى 2 مليون أفغاني ممن لا يملكون وثائق في البلاد إلى جانب اللاجئين المسجلين الذين يحملون بطاقة "أمايش". في العام الماضي، تم اتخاذ خطوات مهمة في اتجاه تحديد هذه المجموعة وتسجيل وجودها أولاً من خلال الإحصاء. وفي إيران أيضاً عدد متزايد من حاملي جوازات السفر الأفغانية الذين يحملون تراخيص عمل إيرانية، يبلغ حوالي نصف مليون شخص.
وبعد الاجتماع مع أعضاء السلك الدبلوماسي في طهران، قال غراندي بأن الأشخاص من الفئات الأشد ضعفاً ومن بينهم اللاجئون يحتاجون للمزيد من الدعم في فترة تواجه فيها إيران ضغوطات اقتصادية. ومن خلال استضافتها حوالي مليون لاجئ والعمل من أجل معالجة أوضاع الأشخاص الذين لا يملكون وثائق، تساهم الحكومة الإيرانية بشكل كبير في إدارة تحركات السكان في المنطقة وخارجها ويجب دعمها في ذلك.
وفي حين أن الوضع الأمني المتقلب الراهن في أفغانستان لا يشجع على العودة بأعداد كبيرة من إيران، يطلب بعض اللاجئين الدعم في العثور على الوظائف أو إنشاء المشاريع عند العودة إلى أفغانستان. وقال غراندي: "يشير ذلك إلى أن الأشخاص يتطلعون إلى مستقبلهم على المدى الطويل بأمل. علينا ألا ننسى أن الحل يكمن في أفغانستان ويعتمد على الاستقرار والأمن والازدهار فيها".
وتُعتبر حالة اللجوء الأفغانية إحدى أكبر وأطول حالات اللجوء أمداً في العالم حيث أن الكثيرين متواجدون في البلاد منذ 40 عاماً مما يعني أن الكثير من اللاجئين الشباب هم من الجيل الثالث أو حتى الرابع الذين وُلدوا ونشأوا في إيران. وعلى الرغم من إدراكهم المؤلم لانعدام الأمن المتزايد في بلادهم، إلا أنهم لا يزالون يحلمون بالعودة يوماً ما إلى جذورهم.
وقال غراندي: "إنه مجتمع لاجئين منذ زمن طويل، البعض منهم موجودون هنا منذ عقود وبعضهم ولدوا هنا. هناك الكثير من القدرات الريادية في هذا المجتمع".
وفي نقاش مع رياديي الأعمال من اللاجئين الذين يديرون مشاريع في جميع أنحاء البلاد يعمل فيها إيرانيون وأفغان، استمع غراندي إلى ما قالته سمية غازنافي البالغة من العمر 27 عاماً والتي تدير مشروعاً للخياطة في طهران: "أشعر براحة كبيرة بالعمل لحسابي ولكنني أحتاج للدعم لكي أستمر. لقد فقدت كل شيء في ما مضى ولكنني أحاول العمل من جديد. ما زلت آمل أن أحقق نجاحاً أكبر وأتمكن من إدارة حياتي".
"أشعر براحة كبيرة بالعمل لحسابي ولكنني أحتاج للدعم لكي أستمر"
أطلقت مشروعها بعد إنهائها برنامجاً تدريبياً على المهارات التجارية تديره منظمة "إيليا"، وهي شريكة للمفوضية، وتوظف اليوم أربع خياطات لصنع زي موحد لموظفي مطعم شعبي في طهران وتعيل أسرتها. وتقول سمية التي وُلدت ونشأت في طهران بأن نجاحها كان بفضل مركز "إيليا" الذي لم يوفر لها التدريب فحسب، بل أمن لها أيضاً مرفقاً لمشروعها. وقال غراندي: "لقد شجعتهم على استخدام قدراتهم الريادية بدلاً من الاعتماد على الإعانات وعلى تحقيق الاعتماد على الذات. وقد تمكن رياديو الأعمال الصغار ولكن الناجحون هؤلاء من رد الجميل ليس من خلال العمل الخيري أو الإغاثة بل من خلال توظيف لاجئين آخرين وإيرانيين".
وقال غراندي بأن التحدي يكمن في ضمان حصول إيران على الدعم والتمويل من المجتمع الدولي حتى تتمكن من الاستمرار في هذا المسار مضيفاً أن "إيران شهدت وضع اللجوء منذ 39 عاماً، أي منذ أن بدأت تستقبل أفغانيين في عام 1979".
وفي طهران، أشار غراندي أيضاً إلى الميثاق العالمي الجديد بشأن اللاجئين الذي سيتم اعتماده من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا العام والذي يشكل مخططاً لكيفية عمل المجتمع الدولي مع بلدان تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين كإيران.
وقال غراندي: "يُعتبر ذلك تنفيذاً للميثاق العالمي بشأن اللاجئين. لقد بدأت إيران تطبق الكثير من المسؤوليات وتساهم في الخير العام المشترك وفي رفاه اللاجئين. آمل أن تتبع بلدان أخرى المثال الإيراني الذي سيحصل على الدعم الذي يستحقه".