المفوضية تستعد لموجة نزوح جديدة مع اشتداد الصراع في اليمن
المفوضية تستعد لموجة نزوح جديدة مع اشتداد الصراع في اليمن
عدن، اليمن- منذ أن أجبرتها القنابل والقصف على الخروج من منزلها في العام الماضي، تقيم الجدة اليمنية هادية في مبنى غير مكتمل في هذه المدينة الساحلية مع عائلتها المكونة من 15 ابن وحفيد.
وقالت عن طريقة عيشهم البائسة منذ فرارهم من محافظة تعز على البحر الأحمر: "حياتنا مدمرة. نريد فقط أن نعيش بأمان وكرامة. لا نريد شيئاً آخر".
ويبدو هذا الأمل بعيد المنال. فمع اشتداد الصراع على الساحل الغربي لليمن، تستعد المفوضية لنزوح حوالي نصف مليون شخص آخر مثل هادية وعائلتها.
ومنذ بداية العام، أدى القتال في تعز إلى نزوح حوالي 50,000 شخص؛ هذا بالإضافة إلى ثلاثة ملايين شخصٍ نزحوا منذ بداية الصراع في اليمن في عام 2015، ولا يزال مليونان منهم نازحين، بينما عاد مليون شخص مؤقتاً إلى ديارهم في ظروف غير مستقرة.
لكنّ المفوضية والوكالات الإنسانية الأخرى قلقة من إمكانية أن يؤدي التصعيد العسكري الأخير في محافظتي تعز والحديدة إلى نزوح ما يصل إلى نصف مليون شخص، مما سيزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية العميقة في اليمن.
وقال أيمن غرابية، ممثل المفوضية في اليمن: "لقد تصاعدت في اليمن حالة الفوضى والبؤس. فمع أقل من 10% من التمويل المتلقى للاستجابة الإنسانية، نواجه خياراتٍ صعبة، وعلينا أن نحدد أولوياتنا في مجالَي المساعدة والبرامج".
ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي تستعد فيه الأمم المتحدة لعقد مؤتمر تعهدات رفيع المستوى للأزمة الإنسانية في اليمن. ويُعقد المؤتمر يوم الثلاثاء في جنيف وتشارك في استضافته حكومتا سويسرا والسويد.
وتحذر المفوضية من أن اشتداد الصراع في الحديدة سيؤدي إلى نزوح واسع النطاق، مما سيزيد الاحتياجات ونقاط الضعف في منطقة تستضيف عدداً كبيراً من النازحين وتعاني من مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي.
إذا اشتد القتال في الحديدة، فإن المفوضية تستعد لنزوح ما بين 100,000 إلى نصف مليون شخص. وقد قدم هذه التقديرات فريق تقني، هو فريق العمل المعني بحركة السكان والذي تشارك المفوضية في قيادته مع المنظمة الدولية للهجرة في اليمن.
وتحسباً للنزوح الجديد، تقوم المفوضية مسبقاً بتوريد الإمدادات للاستجابة للسكان المتضررين. وفي حال حدوث نزوحٍ متوقع، ستساعد المفوضية في إنشاء مراكز خدمات متعددة القطاعات مع الشركاء على طول طرق النزوح الرئيسية.
ستوفر المراكز الراحة للأشخاص الذين يفرون من العنف، كما ستقدم المفوضية حزم الإغاثة الأساسية المتنقلة وخدمات الحماية الأساسية. وستقوم المفوضية أيضاً بتوفير المآوي للحالات الطارئة والمساعدات الأسرية في الوجهات النهائية للنازحين؛ على شكل مواد إيواء أو قسائم أو مساعدات مالية، أو إعانات نقدية للإيجار، حسب الاحتياجات.
تُعدّ كل هذه المساعدات حيوية للأسر النازحة، مثل عائلة هادية التي تمكنت من الفرار ولكن دون أي ممتلكات والتي لا ترى احتمالاً في العودة إلى ديارها مع زيادة حدة القتال.
وتقول هادية: "لا أستطيع العودة الآن إلى تعز بعد كل ما حصل. صارت عدن بيتي".