المفوضية تستعد لنزوح جديد من الموصل مع انتقال المعارك نحو الغرب
المفوضية تستعد لنزوح جديد من الموصل مع انتقال المعارك نحو الغرب
حسن شام، العراق- عندما علمت عائلة أحمد* أمس بأن الحكومة العراقية أطلقت عملية عسكرية تتركز على غرب الموصل حيث لا تزال عالقة تحت سيطرة المجموعات المسلحة، خاطر أفرادها بحياتهم بالصعود إلى سطح منزلهم للحصول على التغطية الهاتفية والتمكن من الاتصال به.
وقال أحمد البالغ من العمر 25 عاماً من مخيم حسن شام الذي تديره المفوضية والواقع على بعد 40 كلم شرق الموصل حيث فر الشهر الماضي: "عائلتي سعيدة بمعرفة أخبار العملية ولكنها قلقة جداً لأنها ستكون وسط منطقة الصراع ولن تتمكن من الخروج."
خلال الاتصال الهاتفي أمس، أخبره أقاربه المقيمون في الغرب بأن أعضاء المجموعة المتطرفة التي تسيطر على غرب الموصل يمشون في الشوارع ويدعون عبر مكبرات الصوت السكان المحليين إلى القتال معهم.
وأضاف: "يقولون:’إن لم تخرجوا وتقاتلوا معنا، فسنعتدي على نسائكم ونقتل رجالكم ونذلكم.‘ وقد يواجه من يُعثر عليهم وهم يستخدمون الهواتف الخلوية في المناطق التي تسطير عليها الجماعات المسلحة عقاباً قاسياً وربما الموت.
"عائلتي... ستكون وسط منطقة الصراع ولن تتمكن من الخروج."
ويتوقع أن ينزح ما يصل إلى 250,000 شخص بسبب القتال للسيطرة على غرب المدينة المكتظة بالسكان. وقد فر حوالي 217,000 شخص منذ بدء الهجوم على الموصل في 17 أكتوبر وما زال حوالي 160,000 شخص نازحين فيما عاد الباقون إلى منازلهم في المناطق المحررة حديثاً في شرق الموصل.
وتركز المفوضية جهودها على بناء المخيمات لاستيعاب أي حركات نزوح جديدة. ولديها حالياً ثمانية مخيمات مفتوحة أو مكتملة ومخيم واحد آخر قيد الإنشاء وهي تنخطط لبدء العمل في موقع جديد (حمام العليل) في جنوب غرب الموصل. وحالياً، هناك قدرة على استيعاب أكثر من 27,000 شخص في المخيمات القائمة والتي تديرها المفوضية أو تدعمها في شرق الموصل.
وقال المتحدث باسم المفوضية ماثيو سوالتمارش في مؤتمر صحفي في جنيف يوم الثلاثاء (21 فبراير): "مع النزوح المتوقع لما يصل إلى ربع مليون شخص، سيكون من المستحيل إيواء هذه الأعداد الكبيرة على الأرض المتاحة. وقد قمنا بتحديد أراضٍ أخرى يمكن استعمالها لبناء المخيمات عندما تتغير خطوط الجبهة.
وحذر سولتمارش من أن الظروف في غرب المدينة المكتظة بالسكان تتدهور وسط تقارير تفيد بحصول نقص في المواد الغذائية والمياه والوقود والأدوية. كما حذر من أن الأوضاع ستتدهور أكثر إن لم يتمكن المدنيون من "الفرار من القتال."
وقال أحمد الذي كان يدير مقهى صغيراً قبل الفرار من أعمال العنف التي شهدها بينما كان يعيش في المناطق التي تسيطر عليها المجموعات المسلحة، بأن الفوز في الهجوم العسكري سيكون البداية فقط: "لم تعد الموصل كنزاً كما كانت من قبل. وإن تم تحريرها-وأنا متفائل بذلك- وحصلت على دعم الحكومة، فقد تتحسن الأمور. وآمل أن أستطيع العودة وإعادة البناء. فبما أنني من الموصل، أريد أن أعيد بناء مدينتي."
وفرت نور* وهي من سكان مخيم حسن شام أيضاً من منزلها في حي الجديدة في غرب الموصل منذ شهر مع زوجها وأطفالها الأربعة. دفعوا المال للمهربين لعبور نهر دجلة بالقارب وأقاموا مع أقاربهم في شرق المدينة لمدة 20 يوماً قبل المغادرة سيراً على الأقدام بحثاً عن الأمان.
"نحن بأمان وهذا هو الأهم. لا أدري ما أتوقعه للمستقبل."
وقالت نور البالغة من العمر 35 عاماً بأنهم فروا من الغرب بسبب نقص المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء والوقود وبسبب القصف الجوي المستمر، وهي خائفة على سلامة أقاربها الذين بقوا في غرب المدينة.
وقالت: تكلمت معهم منذ يومين وقالوا لي بأن الأسعار ترتفع؛ فيبلغ سعر كيس من 50 كلغ من الطحين 150,000 دينار عراقي (127 دولاراً أميركياً) بينما كان سعره حوالي 20,000 دينار (17 دولاراً أميركياً). وكان سعر كيلوغرام البصل يبلغ 500 دينار (0.40 سنتاً) أما اليوم فيصل إلى 17,000 دينار (14 دولاراً أميركياً).
وأضافت نور: "بدأ الناس يتسولون للحصول على الطعام والعائلات تشعر بالجوع، فلا يستطيع إلا عدد قليل من الناس تحمل هذا الارتفاع في الأسعار. هم لا يتناولون جميع وجباتهم الغذائية اليومية ولا يأكلون سوى مرة واحدة في اليوم؛ ويستهلكون الخبز أحياناً والعدس أحياناً أخرى. أشكر الله لأننا وصلنا إلى هنا وهذا هو الأهم. لا أعلم ما أتوقعه للمستقبل. أدعو الله أن يحل السلام وآمل أن تنتهي هذه الفترة الأليمة قريباً فقد شهدنا مصاعب كثيرة."
* تم تغيير الأسماء لأسباب تتعلق بالحماية