السباحة السورية يسرى مارديني تغوص للدفاع عن اللاجئين
السباحة السورية يسرى مارديني تغوص للدفاع عن اللاجئين
غير هذا العام حياة السباحة السورية الشابة يسرى مارديني. وبعد ظهورها الرفيع المستوى في ريو كعضو في الفريق الأولمبي للاجئين، تحدّثت باسم اللاجئين في الأمم المتحدة في نيويورك خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وفيما يخص مسيرتها في السباحة، تركز يسرى حالياً على المشاركة في ألعاب عام 2020 التي ستقام في طوكيو كما أنها تدرس بجدّ لتعويض ما فاتها بعد أن توقفت عن التعليم جراء الحرب. ومع ذلك، لا تزال تجد الوقت لتدافع عن قضية اللاجئين.
وتحدثت يسرى التي تبلغ من العمر 18 عاماً المفوضية في برلين قائلةً: "أتابع 10 دورات تدريبية للسباحة في الأسبوع وهذا هو أهم ما أفعله حالياً. ولكنني أفكر بأمور كثيرة أيضاً عن اللاجئين ومساعدة الناس وأريد أن أغير نظرة الأشخاص إلى اللاجئين".
وقالت يُسرى بأن تجربتها في الفرار جعلتها عازمة على إبقاء قضية اللاجئين بين أهم أولويات العالم، وهي حريصة على تطوير مهاراتها كمتحدثة تحفيزية، من خلال الظهور في مناسبات مهمة كقمة الأمم المتحدة للاجئين والمهاجرين التي عقدت في نيويورك في سبتمبر الماضي والتي ألقت فيها خطاباً.
وهذا الشهر، تحدثت خلال اجتماع جانبي رفيع المستوى في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، حيث قدّمها اللاعب الأولمبي الأميركي السابق مايكل جونسون كـ"واحدة من أكثر النساء شجاعةً".
"أريد تغيير نظرة الناس للاجئين".
وقبل كل شيء، تريد أن توصل صوتها لتُظهر للعالم أن اللاجئين هم أشخاص عاديون يعيشون في ظروف استثنائية، أجبروا على الفرار من الموت والدمار في بلادهم. وهي حريصة على التحدث عن المفاهيم الخاطئة مثل فكرة كون اللاجئين غير متعلمين أو يتنقلون إلى مواقع أخرى لتحقيق مكاسب مالية.
وقالت: "يعتقد الأشخاص بأن اللاجئين لا يملكون شيئاً أو لا يعرفون شيئاً أو أنهم أتوا لأخذ شيء ما فقط. لكن الكثير من اللاجئين هم أطباء والكثيرون منهم مهندسون. اضطررنا للفرار من بلادنا وأتينا إلى هنا لأننا أردنا السلام ولأننا لم نعد نحتمل الحرب".
كتبت في مدونة إلكترونية بالتزامن مع الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي وناشدت نظراءها اللاجئين قائلةً: "هذه هي دعوتي لنا جميعاً للوقوف معاً الآن تحت اسم "لاجئ" الذي نتشاركه. أنا يُسرى، أنا لاجئة وأفتخر بالدفاع عن السلام والأخلاق والكرامة لجميع الفارين من العنف".
عرّضت يُسرى حياتها للخطر عندما فرت العام الماضي إلى أوروبا للهرب من الصراع في سوريا. بالنسبة لنا، تعين علينا "إما أن نذهب أو نموت ربما على الطريق أو نبقى هنا ونموت كل يوم".
وقالت يُسرى بأن قصتها كانت مثالاً عن واقع حياة العديد من اللاجئين في شرق أوروبا. ربما يعرفها الكثيرون بأنها الفتاة التي قفزت في بحر إيجه من القارب الذي غرق مع شقيقتها سارة التي تبلغ من العمر 21 عاماً وساعدت في سحبه مع المسافرين العشرين اليائسين الذين كانوا على متنه إلى بر الأمان.
أن تكون لاجئاً لا يقتصر على أن تقوم برحلات عبور خطيرة وتفر فقط؛ فالكثيرون من الوافدين الجدد إلى أوروبا ينتظرون القرار بشأن طلب اللجوء ويخوضون معركة محبطة للم شمل عائلاتهم أو يناضلون من أجل الحصول على التعليم أو البحث عن عمل.
ولا تختلف يُسرى عنهم بشيء؛ فهي تأخذ دروساً يومية في اللغة الألمانية بينما تدرس في برلين، محاولةً إنهاء تعليمها الثانوي بلغة أجنبية. وكالكثير من اللاجئين الآخرين في سنها، غادرت قبل أن تنهي تعليمها الثانوي ولا تستطيع الذهاب إلى الجامعة قبل أن تنهي تعليمها الثانوي في بلدها المضيف.
وقالت بأن اللغة تشكل حاجزاً أكبر لوالديها اللذين يعيشان في برلين أيضاً. فقد عمل الاثنان جاهدين في سوريا ولم يعتادا على البقاء قسراً دون عمل.
وأثنت على قرار ألمانيا بفتح أبوابها أمام اللاجئين، لكنها أضافت أن البلاد لا تعرف ما تفعله بهم بعد وصولهم.
"أفتخر بالدفاع عن السلام والأخلاق والكرامة لجميع الفارين من العنف".
مع ذلك، فالانتظار دون القيام بأي شيء لا يُقارن بالصعوبات التي واجهها معظم اللاجئين في أنحاء العالم. وهي تخاف على أصدقائها وأفراد عائلتها الآخرين الذين تركتهم في سوريا.
وقالت: "أريد أن أخبر العالم عما يحدث في سوريا وعن الأشخاص العالقين هناك. وأنا أشاهد العديد من أشرطة الفيديو السيئة وأفكر: "لماذا أصبحت في أمان في حين أن الشعب السوري يُقتل في حلب وأماكن أخرى؟ ربما كنت أنا أو والدتي أو شقيقتي مكانهم وتعرضنا للقتل أيضاً".
ومع ازدياد الأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم، تدرك يُسرى أن هناك عملاً كثيراً يجب القيام به لتحسين أوضاع العديد من الذين أجبروا على الفرار. وقالت بأنها تعتقد أن العالم جاهزٌ للاستماع إلى وجهة نظرهم.
وقالت: "علينا لفت الانتباه. وأريد التكلم عن الموضوع. أخبروني ما لديكم ضد اللاجئين ويمكنني أن أشرح لكم وحتى أن أبرهن لكم كيف ولماذا أنتم مخطئون".