استقبال حار للاجئين في النمسا بعد رحلة شاقة عبر أوروبا
استقبال حار للاجئين في النمسا بعد رحلة شاقة عبر أوروبا
نيكيلسدورف، النمسا، 25 سبتمبر/أيلول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- يمشون ويتعثرون أحياناً على الحدود النمساوية، متجهين إلى بلدة نيكيلسدورف التي تجد صورها على البطاقات البريدية. بينهم نساء وأطفال، يسافر كثيرون منهم منذ أيام أو أسابيع أو حتى شهور. فروا من بلدانهم التي مزقتها الحرب وسافروا عبر تركيا واليونان والبلقان.
والآن، شارفت رحلة آخرى لـ 400 لاجئ آخر على الانتهاء.
يتم استقبال القادمين الجدد استقبالاً حاراً في نيكيلسدورف، حيث يحصلون على المياه والوجبات الخفيفة على الحدود من قبل متطوعين محليين. وبعد أن يتجمعوا في مرآب للسيارات في انتظار القطارات المتوجهة إلى فيينا، يحصلون على الثياب والطعام والإسعافات الأولية التي يقدمها الصليب الأحمر. يلعب الأطفال والرضع تحت أشعة الشمس. هناك جرح على خد نور البالغة من العمر ثلاثة أعوام والآتية من سوريا. وتشرح أختها الأكبر سناً قائلة: "لقد سقطت" بينما تزيل حذائها الموحل.
يبتسم لي ناهد، وهو طالب من دمشق في السادسة عشرة من العمر، ابتسامة دافئة فيما تبحث والدته في الصناديق عن معطف. يقول لي: "أريد أن أصبح طبيب أسنان." يتجه الإثنان إلى هولندا حيث يأملان أن يتم استقبال باقي أفراد عائلتهما ليتمكنوا من إعادة بناء حياتهم.
يرتدي أحد الفتية الصغار قميصاً رُسم عليه ميكي ماوس في مشهد مفرح ويتعارض بصورة كبيرة مع عالمه حيث تجلس والدته متنهدةً بجانبه على الرصيف. انفصلت عن زوجها لدى العبور. وعلى الرغم من أنهم سيجتمعون مجدداً في وقت لاحق، فإن مشهد هذه العواطف الجياشة يتكرر مراراً.
بالنسبة للاجئين الذين يستطيعون جمع ما يكفي من المال، ثمة سيارات أجرة لنقلهم إلى وسط فيينا. أما الآخرون، فليسوا محظوظين إلى هذا الحد ويتعين عليهم انتظار وصول القطار على الطريق الإسفلتي. يبدو عمر، وأستاذ اللغة العربية وزوجته إيمان وأطفالهم الأربعة متعبين. باعوا كل شيء للوصول إلى هنا وما بقي لهم يمكن أن يتسع في كيسين صغيرين. وعندما أسأل عمر عن الحياة في سوريا، يهز رأسه بحزن ويقول: "جميع ذكرياتي احترقت."وحتى إن وجدت العائلة الأمان في أوروبا، فإن قلقه لا ينتهي هنا. ويقول: "أنا قلق بشأن المستقبل، قلق على أولادي."
يعمل السكان المحليون في نيكيلسدورف معاً لمساعدة اللاجئين منذ اندلاع الأزمة في 4 سبتمبر/أيلول. وتجمع إرمترود البالغة من العمر 66 عاماً، والتي ولدت وعاشت هنا، وحوالي 100 متطوع محلي آخر، ويوزعون الملابس والهبات الغذائية. وكأم ومدرسة سابقة، تقول إن رؤية العائلات اللاجئة تفطر قلبها وتدعو القادة الأوروبيين إلى إيجاد حل. وتقول بنبرة حازمة: "يجب أن ينظروا في عيون الأطفال ويفتحوا قلوبهم بشكل أسرع."
في الأسابيع الأخيرة، وصل أكثر من 120,000 لاجئ ومهاجر إلى حدود النمسا وعبر معظمهم من هنغاريا. وهناك أكثر من 15,000 مكان للمأوى الطارئ في أنحاء البلاد.
وتعبر روث شوفل، وهي مسؤولة إعلامية في مكتب المفوضية في النمسا، عن إعجابها بالاستجابة، وتقول: "تعمل السلطات والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني معاً لمساعدة اللاجئين والمهاجرين الواصلين إلى الحدود. هذا التعاون وخصوصاً تكريس آلاف المتطوعين أنفسهم، سمح للاجئين بإيجاد ملاذ آمن والحصول على وجبة ساخنة وعلى سقف يحميهم وكلمة تريحهم."
يمكن للاجئين الذين وصلوا الآن إلى نيكلسدورف أن يتنفسوا الصعداء. أما عن المستقبل، فلا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به لتخفيف حدة محنتهم.
بقلم كيت بوند في نيكيلسدورف