قصة مصورة حول التمويل المقدم من دولة الكويت لدعم المساعدات النقدية للاجئين السوريين في لبنان
قصة مصورة حول التمويل المقدم من دولة الكويت لدعم المساعدات النقدية للاجئين السوريين في لبنان
منذ عام مضى، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال حفل تكريمي أقيم في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك أن دولة الكويت أصبحت مركزاً للعمل الإنساني، ومنح صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، لقب قائد العمل الإنساني، مؤكداً على الدور الإيجابي والقيادي الذي تقوم به الكويت في مجال المساعدات الإنسانية الدولية.
ومنذ العام 2013، أثبتت دولة الكويت قيادتها في مجال الاستجابة للأزمة الإنسانية في سوريا. وإلى جانب استضافتها ثلاثة مؤتمرات لمانحي سوريا، وفرت الكويت الدعم الذي ساهم في إنقاذ حياة الأشخاص المحتاجين. وبفضل المساعدة السخية المقدمة من دولة الكويت والتزامها المستمر، تمكنت المفوضية من توفير الرعاية الصحية والمأوى والمياه والصحة العامة والمساعدات النقدية المتعددة الأغراض والخاصة بفصل الشتاء فضلاً عن خدمات الحماية لمئات آلاف العائلات اللاجئة. وفي لبنان، وبما أن اللاجئين ينتشرون في أكثر من 1700 موقع جغرافيّ، غالباً ما يصعب عليهم تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وتظهر نتائج "تقييم مستوى الفقر لدى اللاجئين السوريين لعام 2015" أن 70% على الأقل من العائلات اللاجئة في لبنان تعيش دون خط الفقر بمعدل 3.84 دولاراً أميركياً للشخص الواحد في اليوم. ويلجأ عدد متزايد من الأشخاص إلى وسائل تأقلم صارمة للبقاء على قيد الحياة. ويزداد ضعف اللاجئين مع امتداد أمد تهجرهم. وبالنسبة للغالبية منهم، فقد استنزفوا مدخراتهم جراء سنوات من الصعوبات الاقتصادية ونزوح لمرات متعددة داخل سوريا. وقد وصل الكثيرون إلى لبنان ولم يكن بجعبتهم سوى ملابسهم.
تمكّن المساعدات النقدية المتعددة الأغراض 7% من اللاجئين الأكثر فقراً في لبنان من البقاء على قيد الحياة، وتتيح لهم إعطاء الأولوية لاحتياجاتهم الأساسية من خلال منحهم إمكانية الاختيار، وتخفف من لجوئهم إلى آليات التعامل السلبية كالتسوّل أو عمالة الأطفال، كما تدعم الاقتصاد المحلي، بما أن شراء المواد التي يحتاجون إليها يتمّ محلياً.
فيما يلي مزيد من المعلومات المصورة للتمويل الإنساني الذي قدمته دولة الكويت إلى اللاجئين السوريين عبر المفوضية، لا سيما المساعدات النقدية المتعددة الأغراض التي تضمن حصول العائلات على احتياجاتها الأساسية.
وصل محمد وزوجته شمس إلى لبنان مع أبنائهما الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و16 عاماً منذ أكثر من عام. في سوريا، كان محمد يملك قطيعاً تركه وراءه عندما فرّ من الحرب. زار بلال، المساعد الميداني في المفوضية، محمد وعائلته الذين يعيشون حالياً في مزرعة مهجورة للدواجن في شمال لبنان، وذلك في إطار الزيارات المنزلية المنتظمة التي تجريها المفوضية لتحديد احتياجات العائلات وتزويدها بالمعلومات حول الخدمات المتوفرة.
من خلال الزيارات المنزلية التي تقوم بها المفوضية، تم تقييم مستوى فقر العائلات السورية اللاجئة من بينها عائلة محمد لتحديد ما إذا كانت تعيش بأقل من الحدّ الأدنى للقيمة الشهرية اللازمة للبقاء على قيد الحياة. واتضح فيما بعد أن محمّد وعائلته تستوفي هذا الشرط وتحتاج إلى تلقي المساعدة النقدية المتعددة الأغراض. وما يزيد من صعوبة الظروف التي تعيشها معاناة اثنين من الأبناء - خالد البالغ من العمر 16 عاماً وعلي البالغ من العمر 6 أعوام- من صمم حاد.
لا تحتوي الغرفة سوى على ثلاجة فارغة وُضعت في إحدى زواياها. تقول شمس بأن تخفيض المساعدات الغذائية مؤخراً كان له أثرٌ سلبيّ على أفراد عائلتها. ووفرت المفوضية لشمس وعائلتها المساعدات الخاصة بفصل الشتاء والمساهمة النقدية لمساعدتهم على البقاء على قيد الحياة. وتقول: "نستخدم جزءاً من المساعدات النقدية لشراء الطعام. لكن احتياجاتنا كثيرة ولا يمكننا تلبيتها جميعها بالمبلغ الذي نحصل عليه".
خلال زيارة المفوضية لشمس وعائلتها، كان خالد، ابنها الأكبر، مريضاً ويعاني من حرارة مرتفعة وألم في الحنجرة. وقالت شمس: "لولا بطاقة الصراف الآلي كنت سأعتمد على الآخرين وأقترض المال". فالطريقة الوحيدة لشراء الأدوية اللازمة لخالد كانت من خلال المساعدة النقدية المقدمة من خلال المفوضية.
وتتابع شمس قائلة: "إنّ الحفاظ على صحة ابني هو الأهم بالنسبة إليّ، سواء من ناحية تأمين الدواء أو الطعام أو الملابس أو المأوى. فقد اضطررت إلى إنفاق جزء من المال لشراء الدواء له". خلال الأشهر الماضية، استخدمت العائلة المساعدة النقدية لأغراض متعددة بما في ذلك، لدفع الإيجار ورسوم الكهرباء فضلاً عن شراء الطعام. وأضافت شمس: "إنه الشهر الثالث الذي نحصل فيه على المساعدة النقدية. وفي كل مرة ننفقها وفقاً لاحتياجاتنا".
باستثناء بعض الملابس والألعاب التي تمكنوا من إحضارها من سوريا، لا يملك محمد وزوجته شيئاً، والمكان الذي يقيمان فيه حالياً كان خالياً تماماً. حصلت عائلة محمد على البطانيات والفرش التي قدّمتها المفوضية خلال فصل الشتاء الماضي وقد كان قاسياً وحمل معه رياحاً قوية وحرارة متدنية في شمال لبنان. إلا أنّ المساعدة الشتويّة مكّنت محمد وزوجته وأطفاله من الحصول على الدفء في الطقس البارد.
هذه الغرفة الفارغة هي المكان الوحيد الذي يمكن فيه لأبناء محمد اللعب معاً. يعاني اثنان من أصل خمسة من أطفاله من صعوبات حادة في السمع. في سوريا، كان الأخوان يذهبان إلى مدرسة خاصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، ولكن الدخول إلى المدرسة في لبنان يعتبر تحدياً كبيراً. وقال محمد: "يشكل التنقل عائقاً كبيراً بالنسبة إلينا. فالمدارس بعيدة عن المكان الذي نعيش فيه، لا سيما تلك الخاصة بالأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ولا يمكنني تحمل نفقات المواصلات".
تستخدم العائلة جزءاً من المساعدة النقدية المقدمة من المفوضية لدفع إيجار غرفتين في المبنى. إنّ أحد الغرفتَين مخصص للنوم في حين أن الغرفة الأخرى تستخدم للطهي والاستحمام على حد سواء.
تقدّم المفوضية إلى العائلات السورية اللاجئة الأكثر فقراً في شمال لبنان المساعدات النقدية المتعددة الأغراض ما يسمح لها بالاستجابة لاحتياجاتها الأساسية. وسمح التمويل المقدم من دولة الكويت خلال عام 2015 بحصول أكثر من 6,700 عائلة تعيش على كافة الأراضي اللبنانية على المساعدات النقدية الشهرية على مدى ستة أشهر.
بالإضافة إلى دعمها الكبير لقطاعَي الصحة والحماية والمساعدات الشتويّة، قدمت دولة الكويت 7.1 مليون دولار أميركي في عام 2015 لدعم برنامج المساعدات النقدية المتعددة الأغراض الذي تديره المفوضية. ويتم توفير النقد شهرياً من خلال بطاقات الصراف الآلي لـ7% فقط من العائلات اللاجئة الأكثر ضعفاً كمحمد وشمس وأطفالهما الخمسة، لتمكينها من الاستجابة لاحتياجاتها الأساسية والملحّة.
في عام 2015، تسمح مساهمة دولة الكويت في الاستجابة الإنسانية للمفوضية في لبنان، لحوالي 500,000 لاجئ سوري بالحصول على الرعاية الصحية الثانوية والإستشفاء وعلى الحماية والمساعدات النقدية الخاصة بفصل الشتاء والمساعدات النقدية المتعددة الأغراض، في جميع أنحاء لبنان.