قصة رهف .. نازحة رضيعة تجد ملاذاً آمناً في أحدث مخيم في العراق
قصة رهف .. نازحة رضيعة تجد ملاذاً آمناً في أحدث مخيم في العراق
قرية خانكي، العراق، 3 أيلول/سبتمبر (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - أمضت رهف البالغة من العمر شهراً واحداً القسم الأكبر من حياتها القصيرة في التنقل. فبعد مرور أسبوعين على ولادتها، انضم والداها إلى آلاف العائلات الأخرى التابعة للأقلية اليزيدية العرقية التي فرت من منازلها بعدما استولت مجموعات مسلحة على مدينة سنجار الواقعة في شمال العراق في أوائل شهر آب/أغسطس.
تنام الطفلة رهف بسلام في مهد خشبي مكسور ملفوفةً بغطاء للرأس، وهي غير مدركة للتجربة القاسية التي تمر بها عائلتها. ولكن بينما كانت شينار والدة الطفلة تراقبها وتروي قصة هروبهم، كان الإرهاق الذي عانت منه في الأسابيع الفائتة بادياً عليها.
تقول شينار لزوار من المفوضية وهي جالسة على أرضية من الخرسانة لمبنى قديم تقيم فيه عائلتها منذ منتصف شهر آب/أغسطس: "لقد بدأوا بالهجوم على قريتنا عند الساعة الثانية صباحاً، لذا فررنا. غادرنا منازلنا وانتهى بنا الأمر في هذا المكان."
شينار وزوجها نايف هما من بين آخر من وجدوا مأوىً لهم في إقليم كردستان الواقع شمال العراق. وسينتقلان قريباً إلى مخيم جديد يأوي حالياً 650 عائلةً ويعد أحد المخيمات التسعة التي تم إنشاؤها لتوفير الأمان والمأوى لـ 1.8 مليون نازح داخل العراق في هذا العام. ومع ارتفاع عدد العراقيين الفارين من أعمال العنف المتصاعدة في البلاد، يتم التخطيط حالياً لإنشاء ستة مخيمات مماثلة.
كانت رحلة شينار مروعة. فبعد أن قررا الفرار، قامت هي ونايف بتحميل رهف وولديهما الصغيرين في سيارتهما ورافقهم والد زوجها. وأمضوا الأسبوع التالي يتنقلون بالسيارة من مدينة إلى أخرى بحثاً عن الأمان. وفي إحدى المرات، تعطلت سيارتهم القديمة واضطرت شينار إلى بيع مجوهراتها لدفع تكاليف الصيانة حتى يتمكنوا من مواصلة الهرب.
تقول شينار: "كانت رحلتنا صعبة جداً. أمضينا ثلاثة أيام من دون مياه وغذاء. وكنت مضطرة طوال الوقت لاستخدام صندوق طماطم فارغ كسرير لطفلتي إلى أن وصلنا إلى هنا."
وصلوا في النهاية إلى قرية خانكي في إقليم كردستان العراق بأمان ولكنهم كانوا معوزين. وهم يقيمون منذ ذلك الوقت في باحة أحد المباني العامة المحلية مع عدد من العائلات اليزيدية الأخرى. يمضون أيامهم مجتمعين تحت سقيفة من الحديد المموج للاحتماء من حرارة الصيف الشديدة.
تقول شينار:"عندما وصلنا إلى خانكي، لم يكن هناك من يساعدنا. كنا ننام على الأرض، ولم يكن هناك مراحيض كما أنه لم تتوفر لدينا المياه. واضطررنا للاستحمام في منازل الجيران."
كانت الحياة في الباحة بمثابة صراع. لذلك، سرّت شينار لدى سماعها أنه تم تخصيص مكان لهم في المخيم الجديد في خانكي حيث سيحصلون على خيمة وفرش وبطانيات وغيرها من اللوازم الأساسية التي تقدمها المفوضية.
ويجري العمل حالياً على إمداد كل خيمة بالكهرباء وتوفير المياه الصالحة للشرب ومرافق الصحة العامة لكل عائلة، ولكن حتى الوقت الراهن يوفر المخيم على الأقل المزيد من الخصوصية مقارنةً مع الباحة.
وتقول شينار: "لا أعرف كيف ستكون الحياة هناك، ولكنني واثقة بأنها ستكون أفضل من هذا المكان." وأكثر ما يقلقها هو كيفية تمكن عائلتها من مواجهة فصل الشتاء المقبل الذي تتخفض فيه درجات الحرارة وتهطل فيه أمطار غزيرة. وكانت أعمال البناء قد بدأت على بعد بضع مئات من الأمتار لإنشاء خيام جديدة بأرضيات وجدران مصنوعة من الخرسانة توفر حماية أكبر خلال فصل الشتاء.
وفي وقت لاحق، وبعد أن انتقلت الأسرة مع ممتلكاتها القليلة إلى الخيمة الجديدة، تشغل شينار نفسها بتهدئة رهف ورش المياه في الخارج لمنع الغبار من الهبوب داخل الخيمة. ولكن والد زوجها يتربّع في زوايةٍ من الخيمة ويدفن وجهه بين يديه ويبدأ بالبكاء.
تقول شينار: "نحن جميعاً نتألم، ولكن والد زوجي منهار حقاً. وكلما نظر حوله ورآنا على هذه الحالة وفي هذا المكان يبدأ بالبكاء."
بقلم تشارلي دنمور في قرية خانكي في العراق