روسيا تسرّع إجراءات اللجوء مع استمرار تدفّق الأوكرانيين
روسيا تسرّع إجراءات اللجوء مع استمرار تدفّق الأوكرانيين
سانت بطرسبرغ، روسيا الاتحادية، 21 أغسطس/آب (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - قبل اندلاع أزمة الانفصال في أوكرانيا في شهر فبراير/شباط، كانت دائرة الهجرة الاتحادية في سانت بطرسبرغ تعالج 120 طلب لجوء في العام، تعود بمعظمها إلى آسيويين وإفريقيين.
يصل الأوكرانييون في الوقت الراهن إلى المدينة الروسية بمعدل 300 أوكراني في اليوم، وذلك وفقاً لفرع الصليب الأحمر الروسي في المدينة، الذي عمل جاهداً لتأمين المعونة والمساعدة على العثور على المأوى لمن يحتاجونه.
تقول نتاليا،* وهي واحدة من عشرات آلاف الأوكرانيين الذين وجدوا طريقهم من شرق أوكرانيا إلى ثاني أكبر المدن الروسية، إنها كانت تقيم لدى أصدقاء لها، شأنها شأن الكثيرين. وشرحت للمفوضية قائلةً: "يصل أقرباؤهم قريباً إلى هنا، لذا تعين علينا أن ننتقل ونجد مكاناً جديداً."
ولكن للأعداد المتدفقة أثر إيجابي على إجراءات اللجوء، وهذا أمر مناسب للأوكرانيين. تأمل المفوضية أن يستفيد من ذلك أيضاً طالبو اللجوء من بلدان أخرى في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وإفريقيا. فقد سمحت التغييرات القانونية الأخيرة بتبسيط إجراءات معالجة طلبات اللجوء للأوكرانيين وتسريعها وبإجراء الفحوص الطبية.
يقدّم الوافدون الجدد من أوكرانيا طلبات للحصول على اللجوء المؤقت، وهي صفة تُمنح لهم عادةً في غضون أيام قليلة وتسمح لهم بالبقاء في روسيا الاتحادية وفي الحصول على المساعدات.
يبدو أن الكثيرين جاهزون للبقاء هنا وقد بدأوا بالبحث عن عمل وبوضع أسس لحياتهم. حالف الحظ نتاليا؛ فقد عثر زوجها على وظيفة كتقني وهو ينتظر راتبه الأول. يمضيان فترة في أحد المآوي منذ أن انتقلا من منزل صديقهما، وهما يبحثان حالياً عن منزل للإيجار.
الحياة أصعب بالنسبة إلى أشخاص كثيرين آخرين، ولكن فرع الصليب الأحمر في سانت بطرسبرغ الذي تعاون لفترة طويلة مع المفوضية حول مسائل اللاجئين، يعمل عن كثب مع دائرة الهجرة الاتحادية والبلدية ومع أرباب عمل محتملين لمساعدة الأوكرانيين الأكثر حاجة.
ويدير الصليب الأحمر مأوى للحالات الطارئة الصعبة والقصيرة الأمد، وهو الذي تقيم فيه نتاليا وزوجها. ويوفر فرع المنطقة أيضاً المشورة القانونية والاجتماعية كما يدير خطاً وطنياً ساخناً للاجئين جميعهم، سواء أكانوا أوكرانيين أم لم يكونوا.
ومن أحدث مبادراته، مركز للرعاية اليومية، يمكن للأوكرانيين أن يتركوا أطفالهم فيه بينما ينجزون أعمالهم اليومية أو يحصلون على الوثائق أو يبحثون عن العمل. تقول تتيانا لينيفا من فرع الصليب الأحمر: "هؤلاء الأطفال يعانون من الصدمة تماماً كأهلهم، ولا يساعدهم في شيء الوقوف لساعات في طوابير تحت أشعة الشمس."
ساعد تدفق الأوكرانيين أيضاً في نشر التوعية في سانت بطرسبرغ حول مسائل اللاجئين وأثار موجة من التضامن في المدينة، تمثلت في عروض للإيواء وتبرعات بمواد مفيدة. وخصص البعض أيضاً من وقتهم كمتطوعين للمساعدة.
تأمل المفوضية والصليب الأحمر في سانت بطرسبرغ أن تعود موجة التعاطف هذه بالفائدة على طالبي اللجوء غير الأوكرانيين أيضاً وأن تخفف من صعوبة وضعهم وتسهل حصولهم على صفة قانونية وعلى الدعم الاجتماعي.
بالنسبة إلى معظم الأوكرانيين الوافدين إلى سانت بطرسبرغ، ليست العودة إلى أوكرانيا من ضمن مخططاتهم. قالت نتاليا، مردّدةً أفكار آخرين: "قصفنا جيشنا ولا نريد العودة إذا تمكن من السيطرة."
ما زالت نتاليا وآخرون على اتصال بالأصدقاء والأقارب في أوكرانيا من خلال شبكة التواصل الاجتماعي فكونتاكتي. تتواصل نتاليا مع أشخاص في مدينتها سلافيانسك التي تخرج ببطء من الصراع. لكنها لا تنوي العودة في وقت قريب.
• تم تغيير الأسماء لأسباب تتعلّق بالحماية.
بقلم ميليتا سونيتش في سانت بطرسبرغ، روسيا الاتحادية