المفوضية تقدم المساعدة للاجئ في كازاخستان للتحليق في طموحاته
المفوضية تقدم المساعدة للاجئ في كازاخستان للتحليق في طموحاته
آلماتي، كازاخستان، 17 مارس/آذار - تمكن حسيب أخيراً من التحليق في السماء. بيد أن هذا الشاب الأفغاني الواعد البالغ من العمر 17 عاماً واجه بعض الصعوبات في جهوده التي كان يبذلها لغرس بذور قوية له في بلد يرى فيه وطنه ومستقبله.
هذا الشاب هو واحد من 600 لاجئ في كازاخستان تبقوا من أصل حوالي 20,000 لاجئ أتوا في بداية الألفية. إلا أن غالبيتهم عادوا إلى بلادهم، وفي مقدمتها أفغانستان وطاجيكستان وروسيا الاتحادية.
ورغم أنهم تأقلموا إلى حدٍّ كبير على الأوضاع في كازاخستان، لا يزال العديد من اللاجئين المتبقين يأملون في إعادة توطينهم، لكن المفوضية تشجعهم على اختيار الاندماج في المجتمع المحلي وتعلم مهارات تساعدهم في بناء مستقبل أفضل. تعطي حالة حسيب أمثلة على بعض هذه التحديات.
كان من الممكن أن يقع الاختيار على صورة حسيب الذي وصل مع والديه إلى كازاخستان عام 2002 لتعبر عن الملصق الخاص بسياسة المفوضية للاندماج في المجتمع المحلي. لا يرغب حسيب في الذهاب إلى أي مكان آخر. يقول حسيب الذي يصر على تأهيل نفسه حتى يصبح طياراً ويلتحق بالخطوط الجوية الوطنية التي يقع مقرها في آلماتي: "لقد أصبحت كازاخستان وطناً لي وأريد أن أكون أحد مواطنيها وأشارك في تنميتها".
وقفت المفوضية إلى جانب حسيب في تحقيق ذلك الحلم. ويقول حسيب الذي أنهى دراسته بالمدرسة وحصل على أعلى الدرجات: "ساعدتني المفوضية في الالتحاق بالمدرسة الثانوية في كازاخستان، وبعدها ساعدتني في دخول أكاديمية تدريب الطيارين".
بعد توسط المفوضية له، وافقت أكاديمية الطيران المدني في كازاخستان على منح حسيب خصم بنسبة 10 بالمائة على رسوم التحاقه بالأكاديمية. ونظرًا لأنه طالب متفوق، تبحث وزارة التعليم والعلوم مسألة إعطائه منحة قيمتها 145,000 دولار أمريكي لتدريبه الجوي.
لكنه خاض في البداية تحديات إدارية وقانونية بشأن مسألة تدريبه الجوي، مما كان يعني أن دراسته ستقتصر على الفصول النظرية، ولن يمكنه التدريب جواً. اقتضت الحاجة أن يتغلب على هذا العائق لتحويل الحلم إلى حقيقة، واستطاع حسيب، بمساعدة المفوضية، الخروج من هذا المأزق واستئناف دراسته.
يُمنح اللاجئون في كازاخستان وضعاً قانونياً كمقيمين بصفة مؤقتة" مما يحول دون تمتعهم بكامل حقوقهم القانونية والاجتماعية والاقتصادية التي من شأنها أن تُمَكِّنَ حسيب من استكمال تدريبه الجوي اللازم لتخرجه.
عقب بعض الجهود من جانب المفوضية، راجعت السلطات حالة حسيب وناقشت أمر تغيير وضعه القانوني إلى "مقيم دائم" مما يسمح له باستكمال دراسته والتقدم للوظيفة التي يطمح إليها. وفي أواخر شهر فبراير/ شباط، علم حسيب أنه قد مُنح الإقامة الدائمة.
ولكن المفوضية ترى أنه يجب منح كل اللاجئين إقامة دائمة. وتؤيد المفوضية تفعيل ذلك بموجب القوانين. وقال الممثل الإقليمي للمفوضية صابر عزام: "نأمل أن تُعدل الحكومة والبرلمان قريباً القانون الوطني للاجئين لضمان استفادة اللاجئين من حقهم الرئيسي والأساسي في الحصول على الفرص القانونية والاجتماعية والاقتصادية".
هذا وتعمل المفوضية بالفعل عن كثب مع البرلمان والحكومة ولجنة حقوق الإنسان في كازاخستان لتحسين وضع اللاجئين بما في ذلك الحصول المجاني على التعليم العالي الحكومي. ولا يمثل الالتحاق بالكليات والجامعات الخاصة أي مشكلة، إلا أن معظم اللاجئين لا يمكنهم تحمل رسوم الالتحاق بها.
رغم أن مجتمع اللاجئين أصبح جزءاً لا يتجزأ من مجتمع يعمل بصفة أساسية في الصناعات الخدمية، فإن تغيير القانون الوطني للاجئين قد يعطي اللاجئين الشباب والنابغين مثل حسيب سبباً أقوى للبقاء في كازاخستان والمشاركة في التنمية المستقبلية للبلاد.
وأشار عزام قائلاً: "لا يمثل اللاجئون عبئاً على بلدان اللجوء، بل إنهم أشخاص لهم قيمة ويشاركون في تنمية المجتمع ورفاهية أفراده. فقد أصبحوا سياسيين وعلماء وفنانين ورجال أعمال عظماء في الدول المضيفة التي منحتهم فرصة للنبوغ".
ومنذ تلك اللحظة، وحسيب يستعد ليكون أول لاجئ أفغاني في كازاخستان يصبح طياراً مدنياً محترفاً. فبعد حصوله على الإقامة الدائمة، صار حسيب مستعداً الآن للتحليق في السماء.
بقلم زهانا دوسوفا، آلماتي، كازاخستان.