المفوضية تعبر عن خشيتها على سلامة الأعداد المتزايدة للاجئين السوريين العائدين
المفوضية تعبر عن خشيتها على سلامة الأعداد المتزايدة للاجئين السوريين العائدين
جنيف، 12 أبريل/نيسان (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - على مدار الأيام العشرة الماضية، شهدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين زيادة في عدد السوريين الذين يختارون العودة من الأردن إلى وطنهم. وأثناء تلك الفترة، عبر ما معدله 300 شخص يومياً، عائدين إلى قراهم القريبة من الحدود في محافظة درعا. ولا يزال جزء كبير من هذه المحافظة ساحة للمعارك، ويساور المفوضية قلق بشأن سلامة العائدين حيث إن العائلات تشكل الغالبية العظمى منهم.
ولا يزال عدد الوافدين الجدد إلى الأردن يتخطى العدد المحدود للعائدين، حيث يقوم ما معدله 2,000 شخص بالعبور إلى الأردن يومياً. ويصل كل يوم وافدون جدد وهم مصابون. ويشكل إجمالي عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا تلقائياً أقل من 1% من إجمالي الوافدين.
وتشعر المفوضية بقلق بالغ بشأن اللاجئين الذين يعودون إلى مناطق تعاني من نقص الغذاء وانعدام الوقود والكهرباء والخدمات المحدودة. ومع تفجر الوضع الأمني وورود تقارير حول إطلاق قذائف مدفعية وقذائف هاون على القرى، يحاول اللاجئون استعادة منازلهم وحياتهم.
وينضم العائدون إلى مئات الآلاف من السوريين في جنوب سوريا الذين صارعوا طويلاً من أجل النجاة. فعادة ما يكون هناك نقص في إمدادات الأغذية الأساسية مثل الخبز، فيما لا تتوفر غالباً الرعاية الصحية والتعليم. وسيكون بقاء العديد هناك مستحيلاً إن لم تتحسن الظروف.
وتتنوع أسباب العودة إذ تشمل تحسن الأمن في عدد من القرى الحدودية، وحماية ملكياتهم الخاصة، وجمع الشمل مع أفراد العائلة الذين بقوا في سوريا، أو السفر من أجل جمع أفراد العائلة الضعفاء والعودة بهم إلى الأردن.
ووفقاً لتقديرات الحكومة، فمن المتوقع أن يتجاوز عدد اللاجئين السوريين في الأردن نصف المليون هذا الشهر. وإذا لم تتحسن الظروف داخل سوريا، فيُتوقع أن يستمر التدفق غير المنقطع للاجئين الفارين إلى الأردن.
ولا تقوم المفوضية بالترويج لتلك العودة أو تسهيلها ولكننا نقدم المشورة للاجئين الذين يرغبون في العودة بشأن الظروف التي سيواجهونها. كما أنها نرسل بعثات منتظمة إلى الحدود. وتعمل المفوضية مع السلطات الأردنية من أجل ضمان حصول جميع اللاجئين على الوثائق الخاصة بهم تحسباً لاتخاذهم قرار العودة إلى سوريا.
وفي الوقت ذاته، شهدت المفوضية عودة 3,900 من العراق على مدار العام المنصرم، بصورة أساسية من مخيم القائم في محافظة الأنبار إلى البوكمال في سوريا، حيث الوضع غير المستقر بسبب القصف والصراع المتواصل. وتتمثل أسباب العودة الرئيسة التي ذكرها اللاجئون في انعدام حرية الحركة في القائم، وفرص كسب العيش المحدودة، والتقارير المشجعة التي ترد إليهم من مناطقهم حول الأمن.
وليس للمفوضية أي ارتباط بعمليات العودة كما أنها لا تسهلها. وتراقب عن كثب الوضع وتوفر مشورات فردية للعائدين المحتملين لضمان اتخاذهم لقرار قائم على معرفة وفهمهم للتداعيات الممكنة الناتجة عن عودتهم.
وتقدم المفوضية دعماً تقنياً منتظماً لحالات العودة الطوعية من تركيا عن طريق الإشراف على المقابلات التي تجريها السلطات التركية المختصة لحماية الطابع الطوعي للعودة.
ووفقاً لمديرية إدارة الطوارئ والكوارث التابعة لرئاسة الوزراء، فإن ما يزيد عن 97,000 سوري عادوا منذ مارس/آذار 2011. وقامت المفوضية بالإشراف على مقابلاتٍ مع 13,000 حالة منهم، أي ما يزيد عن 24,000 شخص.
وقال ما يقرب من نصف هؤلاء العائدين إنهم عادوا إلى سوريا بصفة مؤقتة لتفقد منازلهم أو لحضور جنائز. وقال البعض إنهم عادوا بسبب تقارير حول تحسن الوضع الأمني في مناطقهم.