هل يمكننا النظر إلى المستقبل؟ باستخدام النماذج الديموغرافية لتوقع عدد السكان النازحين
هل يمكننا النظر إلى المستقبل؟ باستخدام النماذج الديموغرافية لتوقع عدد السكان النازحين
تقدم المفوضية الدعم الضروري للنازحين قسراً حول العالم، بما في ذلك الوصول إلى المأوى والخدمات الأساسية. ويتطلب تنسيق هذه الأنشطة بيانات حول الأفراد المشمولين بولاية المفوضية. وقد ارتفع عدد الأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية بشكل مستمر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويوجد حالياً حوالي 66 مليون شخص مشمولين بولايتها. ومن الضروري معرفة كيفية تطور هؤلاء السكان في المستقبل من أجل تنفيذ استراتيجيات تخطيط فعالة من حيث التكلفة وتتسم بالكفاءة. غير أن توقع مستقبل الهجرة القسرية صعب نظراً لأن العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على النزوح سريعة التغير. هل سينشأ صراع جديد في منطقة الشرق الأوسط؟ متى سيتم إيجاد حلول مقبولة للاجئين الروهينغا في بنغلاديش؟
تقدم العمليات الميدانية للمفوضية بشكل منتظم تقديرات حول العدد المستقبلي للأشخاص الذين تعنى بهم في البلدان التي تعمل فيها، ولكن لا يوجد حالياً أي توافق أو توجيه موحد حول الطريقة التي يجب فيها القيام بهذه التوقعات. من الناحية العملية، فإنها ناتجة عن مجموعة من الخبرات والحدس. ولكن عدم وجود منهج موحد يعني أن هذه العملية تفتقر للشفافية في غالبية الأحيان. وكاستجابة لهذا التحدي، طور قسم المعلومات الميدانية ودعم التنسيق التابع للمفوضية، وبتمويل من المديرية العامة للحماية المدنية الأوروبية وعمليات المساعدة الإنسانية، أداة لإعداد توقعات علمية لعدد السكان الذين تعنى بهم المفوضية باستخدام مبادئ ديموغرافية بسيطة. وبالتالي، تم إعداد أداة التوقع الديموغرافي، وهي مستوحاة من برنامج مستخدم من قبل برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز لتوقع انتشار فيروس نقص المناعة البشرية (طيف).
أسهل طريقة لشرح طريقة عمل أداة التوقع الديموغرافي هي من خلال النظر إلى حالة معينة. في هذا المثال، نحن مهتمون بتقدير عدد اللاجئين من جنوب السكان في كينيا لعام 2018. وبفضل بيانات التسجيل الخاصة بالمفوضية، تبين لنا أن عدد هؤلاء السكان كان حوالي مئة ألف شخص في بداية عام 2017. بالتالي، من المنطقي اعتبار أن عدد السكان الذين هم على قيد الحياة في بداية عام 2018 سيكون معادلاً لعدد السكان في عام 2017 يُضاف إليه عدد المواليد الجدد والوافدين الجدد ناقص عدد الأشخاص الذين توفوا والذين غادروا. تطبق أداة التوقع الديموغرافي هذا المبدأ البسيط (معادلة التوازن الديموغرافي) لوضع سيناريوهات مختلفة حول عدد وتركيبة اللاجئين في المستقبل.
تستخدم أداة التوقع الديموغرافي البيانات المتاحة للعمليات الميدانية للمفوضية. وتجمع المفوضية بشكل منتظم معلومات حول الأفراد المشمولين بولايتها خلال عمليات التسجيل. تصل العمليات الميدانية إلى هذه البيانات من دون ذكر الأسماء، بعد وضع آليات مختلفة لضمان أمن البيانات وحماية خصوصية الأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية. تُنقل هذه المعلومات إلى أداة التوقع الديموغرافي التي تقدر العدد المستقبلي للأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية مطبقة افتراضات مختلفة بشأن عدد الولادات والوفيات وحجم الهجرة القسرية في المستقبل. وتقدم الأداة توقعات قائمة على الأدلة بشأن التغيرات في عدد النازحين، ولكنها ليست كاملة. من جهة أخرى، لا يمكن أن تتنبأ الأداة بالأحداث المستقبلية التي يمكن أن تؤثر على النزوح كالانتخابات أو الصراعات المسلحة الجديدة.
بالتالي، لا تعمل الأداة بشكل جيد إلا إذا بقيت ظروف حالة الطوارئ الإنسانية نفسها. يعني ذلك أن الأداة هي أكثر ملائمة للتوقعات على المدى القصير. وللسبب نفسه، تستمر الأداة بالاعتماد بشكل كبير على موظفي المفوضية الذين يتعين عليهم تحديد معايير النموذج استناداً إلى معرفتهم المتخصصة للوضع في الميدان. سيتم تشارك أداة التوقع مع العمليات الميدانية للمفوضية في المستقبل القريب لتستخدمها في تخطيط هذا العام وأنشطة التخطيط القادمة.
هذا المشروع ناجم عن حاجة المفوضية لتقديم تقديرات علمية بشأن عدد اللاجئين والنازحين داخلياً إلخ. الذين سيحتاجون إلى الحماية في الأعوام القادمة. وأثناء تطويره، بدا من الواضح أن الابتكار ليس مرادفاً بالضرورة للتكنولوجيا الجديدة. في الواقع، تستخدم أداة التوقع المنهجيات المطورة منذ وقت طويل. بدلاً من ذلك، كان المفهوم مبتكراً لأنه ربط هذه التقنيات القائمة مع البيانات الفريدة المتوفرة للمفوضية. أحياناً، يعني الابتكار استخدام نهج راسخ لحل مشكلة جديدة.
"يمكن الوصول إلى أداة التوقع الديمغرافي للمفوضية على الإنترنت: http://DemographicProjection.unhcr.org/
تم نشر وصف مفصل للأداة كجزء من السلسلة التقنية لإحصائيات المفوضية: http://www.unhcr.org/statistics/unhcrstats/59bbeb384/unhcr-statistics-technical-series.html