يوم اللاجئ العالمي
يوم اللاجئ العالمي
يوم اللاجئ العالمي
تقوم المفوضية بمساعدة الأشخاص الذين تعنى بأمرها على العثور على مستقبل جديد من خلال إعادة التوطين أو العودة الطوعية إلى الوطن، كما من خلال الاندماج المحلي. وفي معظم الأحيان، يفضّل اللاجئون العودة إلى بلدانهم الأصلية. وتخطط المفوضية في هذا العام، كما في كل عام، تنظيم أنشطة في سائر أنحاء العالم من أجل تسليط الضوء على محنة اللاجئين والنازحين والأشخاص الآخرين الذين ترعاهم والدعوة بالنيابة عنهم للحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها.
كيف يمكنكم المساعدة

جلست القرفصاء على أرض خيمة مؤقتة وتحدثت مع فاين وهي جدة في الـ 70 من عمرها. كانت فاين قد وجدت مأوى لها في مدرسة L'Ecole Liberty في قرية بوسانغوا في جمهورية إفريقيا الوسطى. فأطلعتني على الأعمال الوحشية التي شاهدَتها وبكت. كانت محاطة بأغراض أفراد عائلتها التي تمكنوا من أخذها قبل هدم منزلهم من قبل ميليشيات أنتي بالاكا منذ بضعة أسابيع وذلك في إطار موجة من أعمال العنف في ما بين المجتمعات أدت إلى وفاة المئات في البلدة. شهادة فاين مأساوية إلا أنها تشكل سجلاً مهماً للأحداث الجارية في بلد ما زال في وسط الأزمة وبحاجة إلى مساعدة طارئة من المجتمع الدولي.
وقالت إن وجود قوات حفظ السلام الدولية في بوسانغوا لم يوقف أعمال العنف. وصرحت قائلةً: "لا يمكننا العودة إلى منطقتنا فقد تم احتلالها" مضيفةً بأنها رأت 18 جثة مشوهة عندما نشأت أعمال العنف في 5 كانون الأول/ديسمبر. وأخبرتني قائلةً: "كان الأمر مريعاً. لقد تم قتل أربعة من أقربائي. لقد نشأنا في هذه البلاد وكان جداي من جمهورية إفريقيا الوسطى. نحن هنا قبل الاستقلال وقد توالت علينا ستة أنظمة. ليس لدينا أي مكان آخر نلجأ إليه".
وقالت فاين: "حاولنا الذهاب إلى بانغي إلا أن ميليشيات أنتي بالاكا أوقفت المركبة التي كنا موجدين فيها وقتلت عمي وأحد أقربائي. كنا خائفين جداً من متابعة الطريق فعدنا أدراجنا" وأضافت بأن أهم شيء كان تحقيق الأمن والمصالحة بين المجتمعات التي عاشت بتوافق مع بعضها البعض لأجيال عديدة. ثم قالت: "أنا لا آبه كثيراً بحرق منزلي ولا أريد سوى بعض الأمن حتى نتمكن من العودة إلى حياتنا الطبيعية".
سام فلبس ©

لدي وشوم على جسمي؛ الكثير منها. غير أن التردد في اتخاذ القرار برسم المزيد منها يتلاشى تماماً في مخيمات اللاجئين المنتشرة حول العالم. أطفال كثيرون من ثقافات عديدة، لم يرَوا الوشوم قبلاً ورؤية مصور بهذا الحجم، بأكمام مطوية، وسيل من الفراشات والأزهار والدلافين، تثير في عيونهم الصغيرة الكثير من الفضول والبهجة. هم ينسون لبضع دقائق، وبينما أقوم بالتقاط الصور واللعب مع الصغار، الذعر الذي أتى بهم إلى هنا ويؤخذون بالوشوم. ويقوم الشجعان من بينهم بلمس ذراعي والهرب ثم يعودون بحذر وعلى وجوههم ابتسامة عريضة. ويبدأ الأطفال بالضحك معاً وكلما علت ضحكاتكم انهالت على المترجم الفوري الذي رافقني مئات الأسئلة حول وشومي.
مؤخراً، وفي مخيم تديره المفوضية في مقاطعة مابان، جنوب السودان، تبعتني فتاة صغيرة في حوالى السابعة من العمر بينما كنت ألتقط الصور التي تعكس الحياة اليومية. وبين حين وآخر، كانت يدٌ صغيرة دافئة تمسك بمعصمي بلطف. كنت أنظر إلى الأسفل لأراها تتأمل بتمعن الفراشات العديدة. سألت محمد، المترجم الفوري عما تقوله، فأجاب: "لا شيء سيباستيان، سخافات طفولية." فأصررت، فأخبرني محمد بشيء من الإحراج، قائلاً: "هي تقول إن المخيم متسخ جداً بما فيه من غبار وإنها ترغب في أخذ الفراشات عن ذراعك ووضعها في جيبها لتبقى أجنحتها نظيفة وناعمة!" فتوقفت. لقد شهدتُ على الكثير من الذعر طوال مسيرتي كمصور، وكان في معظمه، ولحسن الحظ، آلية للدفاع عن النفس، وقد علق في ذهني، إلا أن براءة هذه الطفلة جعلت عالمي لبرهةٍ يتداعى.
سيباستيان ريتش ©

كان ذاك يوماً آخر. تستيقظ في الخامسة فجراً، تستقل الشاحنة وتُمضي ساعات على الطريق، وبوصولك إلى المخيم وهو "نصف الجحيم"-بيت من لا بيت لهم ومكان لعديمي الجنسية-يكون الصباح قد أشرق. وكأي مصور تنتظر استيقاظ مَن ستلتقط صورهم؛ وتكون أول من يرى الشمس تشرق أيضاً! كان ذاك يوماً طويلاً. عملت لساعات، ولم تكن الشمس لطيفة معنا-فعاقبتنا بحرّ لا يحتمل... كان من يرفّه عني، وهو زميل لي من الروهينغا- لنقُل إن اسمه جون" شخصاً حساساً جداً. ففي كل مرة شعر بأن يومي مضنٍ عرف ما يفعل؛ كان يدعوني قائلاً: "لنذهب في نزهة في محاذاة النهر، إنه نهر رائع."
كنت أسير وحيداً وكنت قريباً من النهر ولم يكن أحد موجوداً باستثناء جون. وكان مشهد الغروب ذاك من أروع مشاهد الغروب التي رأيتها. في كل مرة أنظر فيها إلى النهر، أشعر بالضعف. أرى بورما التي يدعونها ميانمار اليوم وأشعر أنها قريبة وبعيدة في آنٍ معاً. احترقت بورما لسنوات طويلة وواجه الروهينغا أبشع أنواع الوحشية وها "نحن" في الجهة الأخرى من الحدود [في بنغلاديش]. نحن ننظر فقط ولا نستطيع القيام بشيء، أو ببساطة لا نقوم بأي شيء.
نظرت إلى الأعلى بينما حدثني جون. "هل ترى الجانب الآخر للنهر؟"، فأجبت، "بالطبع أراه، بما أنه يبعد عن هنا كيلومترين على الأكثر." ثم قال شيئاً أثر فيّ حقاً. "ليس بيتي بعيداً من هنا، ليس عليك سوى عبور نهر "ناف"، منزلي في محاذاة النهر. هو لا يبعد سوى ثلاثة كيلومترات ولكن يبدو لي أنه يبعد ثلاثة ملايين كيلومتر، وهي مسافة لن أتمكن من عبورها أبداً. أمي هناك وبيتي هناك. المكان قريب لشخص مثلك ولمن يحملون جوازات سفر ويستطيعون الذهاب أينما يشاؤون. ولكن بالنسبة إلينا، ولمن هم مثلنا، هي الأرض الممنوعة. ما سيكون شعورك لو عرفت أن أمك هناك، على بعد 30 دقيقة من المكان الذي تقف فيه وعرفت أنك لن تتمكن من رؤيتها مجدداً؟"
في تلك اللحظة، وبعد أن عملت لسنوات على هذه القصة محاولاً فهمها، دفعتني كلمات جون هذه إلى إعادة التفكير. أدركت أنني لن أكون مكانه يوماً. أدركت أن المصور يمكنه التقاط لحظات الحزن غير أنه لا يعيشها أبداً. أدركت أن أحد أعلى الجدران في القرن الحادي والعشرين هو ذاك الشيء غير المرئي الذي يُعرف بالحدود. أدركت أنه، وفي عالم اليوم، ومع هوس العالم بفكرة الدولة القومية، يبقى كل من يُستثنى من النظام لسبب من الأسباب مهملاً على الدوام. وهو أو هي، لن يتمتع أبداً بالكرامة أو يحظى بشرف اتخاذ القرار بشأن مستقبله مهما بلغت معاناته.
شعرت بالحزن والضعف والتقطت هذه الصورة، وكانت الصورة الوحيدة التي التقطتها. لم تسمح لي اللحظة بالتقاط صورة أخرى ولم يكن قد تبقى لي شيء من القوة. هذه الصورة التي يدلنا فيها جون إلى الجهة الأخرى من الحدود هي قلب عملي. أنا أعتقد، لا بل أنا واثق، من أن صورة واحدة كافية لإخبار القصة كاملةَ.
سيف الحق أومي ©

في المخيم المؤقت في مرج الخوخ، في مرجعيون، خيطت الخيم من الأغطية البلاستيكية، والقماش المشمّع ومن لافتات إعلانية قديمة من النايلون في مشهد غير مألوف عند الحدود اللبنانية السورية. تنساب الموسيقى إلى ذاك الموقع الذي يسيطر عليه السكون في العادة، وفي منزل يسرا البالغة من العمر 16 عاماً، فتيات ونساء فرحات يرفعن أيديهن في الهواء ويتمايلن داخل الغرفة احتفالاً بزفاف اليوم. وتجلس نساء أخريات بطمأنينة حاملات أولادهن في أحضانهن؛ جميعهن يضحكن أو يخفين بالوشاح خجلات ابتسامات لا يستطعن كبتها. بعد حوالي سنة من تغطيتي قصص اللاجئين السوريين في تركيا، ولبنان والأردن والعراق وفي مخيمات النازحين في سوريا، شهدت أخيراً على حدث سعيد. ولساعات قليلة، تخيلت كيف كانت حياتهم لتكون لو كانوا في بلادهم. أخيراً، تحرّروا من سنوات الأذى التي سببتها الحرب، ومن الصعوبات التي واجهوها كونهم لاجئين. وفي وقت سابق هذا الصباح، تحدّث والد العريس عن الزفاف وقال: "نريد أن نوجد الحياة من الموت، ومن الحزن نريد أن نوجد السعادة."
لينزي أداريو ©

منذ بضعة أسابيع، توجهت إلى الكاميرون لتصوير وصول لاجئي إفريقيا الوسطى الفارين من العنف في بلادهم. بالنسبة إليّ، ترمز الصورة التي اخترتها من هذه المهمّة، إلى معاناة اللاجئين. ينام طفل على بساط، وعلى الرغم من آثار الجوع البادية عليه لم يتلاشَ بهاؤه. تروي هذه الصورة ما يصعب على الكلمات وصفه عن عنف القتال في إفريقيا الوسطى وعن المنفى وعن الإصرار على الحياة المتأصل في هذا الجسم الضعيف.
يبعث فيك هذا الطفل الذي وصل إلى بر الأمان شعوراً بالصفاء، وبالكرامة الإنسانية، وبالأمل في المستقبل وبالثقة بأولئك الذين لا يتخلون عن اللاجئين. هذا الطفل على قيد الحياة، وهو يصارع للبقاء. وهذه الصورة لا ترمز إلى الفشل بل إلى الإصرار على الحياة.
شاركت هذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي من دون أن أفكّر في أنها قد تحمل أثراً غير الشهادة على الواقع، إلا أنني شعرت بالفخر والفرح لدى معرفتي بأنها ساهمت في قرار برنامج الأغذية العالمي بتسريع استجابته الطارئة في شرق الكاميرون، ما سيسمح للاجئين من جمهورية إفريقيا الوسطى بالحصول على المزيد من المساعدات الإنسانية.
وتظهر صورة هذا الطفل الأثر الهائل للتصوير المتمثل في تحويل الواقع المظلم إلى نشيد للحياة.
فريديرك نوي ©

تبلغ سعدة 102 عاماً من العمر وهي لا تملك منزلاً إنما هي محاطة بعائلتها وجيرانها. ومن السهل جداً أن تعرف لم يستمتع الجميع برفقتها وهي تتذكر الأيام التي قضتها في سوريا سابقاً. فقد قالت لأحد زوارها حديثاً: "في السابق، لم يكن أحد يملك الوقت لإشعال الحرب. كنّا معتادين على الاستيقاظ قبل شروق الشمس والتوجه إلى العمل في الحقل." وتضيف وهي تضحك قائلة: "وفي نهاية اليوم، وعندما كنت أشعر بالتعب، غالباً ما كنت أنام على ظهر الحمار في طريق العودة إلى المنزل."
سعدة إمرأة سريعة التغلب على مشاكلها. لقد خسرت سبعة من أولادها الـ 10 في سن صغيرة، وخسرت زوجها منذ 13 سنة، واليوم خسرت بلدها. في البداية، تردّدت في الرحيل، وحتى بعدما بدأ القصف في منطقتها، تابعت حياتها اليومية وقد قالت: "كنت في الخارج أقوم بفرز الزيتون والطائرة تحلّق فوقي. فبدؤوا يصرخون من المنزل وينادونني حتى أدخل لكنني سألتهم "لماذا؟" فالطائرة لا تريد شيئاً مني وأنا لن أقاتلها بالزيتون!"
وفي النهاية، تمكّن حفيدها المفضّل البالغ من العمر 21 عاماً من إقناعها بالفرار لكن بعد أن وعدها بأنه سيحمل جثتها ويدفنها إلى جانب أخيها حين تأتي ساعتها.
وقالت: "لو كنت أملك سيارة لما غادرت سوريا أبداً. بل كنت تجوّلت فيها طيلة اليوم من دون أن أكترث بالمكان الذي أذهب إليه طالما أنني ما زلت في سوريا... أفضّل أن أعيش في كومة من الحجارة داخل بلادي بدلاً من أن أكون لاجئة في مكان آخر."
وهي تشكر المفوضية والمنظمات الأخرى التي ساعدتها ولكنها تضيف: "أنتم بحاجة إلى تقديم أكثر من صندوق طعام إذ تحتاجون أيضاً إلى التفاعل مع أشخاص آخرين للتأكد من أنهم لا يزالون بشراً وليس مجرّد عدد."
أندرو ماك كونيل ©

أمضيت عامين تقريباً في المماطلة بالعمل على كيفية معالجة وتصوير موضوع العنف الجنسي في النزاع إلى حين وجدت نفسي أعمل على مهمّة متعلّقة باللاجئين عند الحدود بين الإكوادور وكولومبيا. وأدركت بأن كل ما كنت أظن بأنني أعرفه وأفهمه حول هذا الموضوع، وبخاصة في أميركا اللاتينية، لم يكن له أي معنى. كذلك، فقد أسأت تقدير مدى تعقيد العلاقة بين اللاجئين ومسألة العنف الجنسي.
وكنت طيلة أربعة أسابيع أعبر بالمركب وغالباً ما كان ذلك من دون إعطاء إنذار مبكر، وأحياناً في السر، للالتقاء بلاجئين فارين من الاضطهاد وأعمال العنف في كولومبيا المجاورة وتصويرهم. واستغرق الأمر أكثر من أسبوعين لتنظيم مقابلة مع ماريا ( ليس اسمها الحقيقي). كذلك، تم إجراء محاولات عديدة أخرى إلا أنه تم إلغاؤها بسبب مخاوف تتعلّق بالسلامة والحماية. وقد تساءلت عن حجم الخطورة عندما يسمح لي أحدهم إجراء مقابلة معه والتقاط صورة له.
يشكّل "منزل" ماريا المصنوع من الخشب، والمليء بالجرذان، والمغمور بشكل جزئي بمياه الفيضان السامة، نصف الخطر الذي يحيط بماريا وبعائلتها الشابة. كنا نعمل بسرعة مدركين بأن المجتمع الذي "كله آذان صاغية وعيون منفتحة" قد يبدأ سريعاً تناقل الأخبار عن وجود زوار مسلّحين بكاميرات ودفاتر ويقصدون منزل اللاجئة المحلية وبناتها. وكان ترحيبها الحزين والقلق مؤشراً على ضعفها، وعلى المخاطرة التي قامت بها إذ منحتنا هذا الامتياز.
ومن المهارات المطلوبة من المصور والتي تطرح أعلى نسبة من التحديات هي إصدار صورة مجهولة من أجل حماية هوية الشخص. فشهادة ماريا المؤلمة وظروف المقابلة ذكرتني بواجب الرعاية، والمسؤولية والالتزام الذي يجب أن نتحلى به كمصورين.
جايسون تانر ©

في شهر مايو/ أيار من العام 2013، سافرت إلى سيتوي، عاصمة ولاية راخين في ميانمار في مهمّة للمفوضية. وجاءت زيارتي هذه بعد أسبوع من تعرض المدينة الساحلية في خليج البنغال لإعصار صغير. وكان موسم الرياح الموسمية الطويل والقاسي قد بدأ في ميانمار، وخلال إقامتي، تساقطت الأمطار بغزارة من دون توقف.
كان قد تم تكليفي بمهام عديدة من بينها إصدار سلسلة من الصور العائلية لحملة يوم اللاجئ العالمي التي تحمل عنوان "الشيء الأكثر أهمية". كان عليّ التقاط صور للعائلات المسلمة والبوذية التي نزحت في راخين بسبب النزاع بين المجتمعات الذي بدأ عام 2012. وطلب من الناس أن يأخذوا معهم أهم الممتلكات التي يستطيعون نقلها معهم.
وتحدّثت مع عدد كبير من أفراد عائلات الروهينغا الذين لديهم قصص مماثلة من حيث اللحظات المأساوية التي مروا بها عندما أجبروا على الفرار. وقال عدد كبير منهم إن منزلهم احترق وأنه لم يتسن لهم الوقت لجمع أي من ممتلكاتهم ففروا حاملين ثيابهم على ظهرهم.
هذه الصورة لعائلة تقف خارج مأواها في مخيم تايتشونغ المؤقت، وهي مؤثرة ومهمّة جداً بالنسبة لي. وفي ذلك الوقت، أذكر بأنني تساءلت عن كيفية تصوير المفهوم في حين أن معظم هذه العائلات لا تملك شيئاً. ثم أدركت بأنني أحتاج إلى احتواء هذا النقص من أجل إبراز وضعهم بشكل أفضل.
ستيفان كيلي ©

كان ذلك في 4 يوليو/تموز من العام 2012. كنت متواجدة في بوركينا فاسو لتقديم تقارير للمفوضية عن اللاجئين الماليين. وتوجهت مع زملائي إلى مخيم دامبا عند الحدود مع مالي. كان يوجد هناك حوالي 4,000 لاجئ كانوا قد فروا من النزاع الذي نشأ بين الحكومة والمتمردين الطوارق في أوائل العام. كنت أتجول في المخيم؛ كان الطقس ينذر بأنه سيتغير إلا أنه لم يكن هناك أي داع للقلق. وفي خلال خمس دقائق، تغير الجو تماماً فأصبحت السماء بنية اللون، وبدأت الرياح تهب بشدة لنصبح في النهاية وسط عاصفة رملية كبيرة. وهرعت العائلات إلى أكواخها جامعةً معها الأوعية والثياب والأولاد قبل الدخول.
سارع زملائي إلى السيارة في انتظار هدوء العاصفة. حاولت البقاء خارجاً فقد كنت أريد أن أوثّق الظروف الصعبة التي يتعين على اللاجئين مواجهتها في بعض الأحيان. في البدء، كان الأمر فظيعاً إذ كان الرمل يدخل في عينيّ وأذنيّ وفمي وأنا أحاول حماية معدات الكاميرا الخاصة بي. فكرت في هؤلاء اللاجئين الذين غالباً ما يتعرضون لمثل هذه الظروف القاسية. كنت على وشك التوقف عن التقاط الصور والبحث عن مأوى في كوخ عندما رأيت هذه الفتاة الصغيرة تقف أمامي ثابتةً وسط غضب العاصفة. لقد تأثرت بضعفها وفي الوقت نفسه بالسلام والقوة اللذين كانا ينبعثان منها وسط حالة الاضطراب هذه. لم تبد قلقة على الإطلاق؛ كانت لحظة فريدة وشعرت بأن الوقت قد طال. وربما كنت متواجدة في المكان منذ بضع دقائق فقط إلا أنني شعرت بأن اللحظة طويلة وفريدة جداً. هدأت العاصفة وبعدها اختفت الفتاة. علمت لاحقاً بأن اسمها كان أسافا وبأنها في السادسة من العمر. كان والدها قد توفي منذ أربعة أعوام بسبب المرض وعاشت في المخيم مع والدتها وأختها الكبرى وإخوتها الصغار. كانوا قد غادروا قريتهم في منطقة غوسي شمالي مالي حالما نشأ النزاع فمشوا ثلاثة أيام ليصلوا إلى الحدود. كذلك، تعين عليهم بيع بعض الماعز ليدفعوا للسائق أجرة نقلهم إلى بوركينا فاسو. أنا أحيي غريزة البقاء التي تتحلى بها والدة أسافا "عيشتو" التي تسعى إلى حماية أولادها الذين هم أغلى شيء في حياتها وأخذهم فوراً إلى مكان أكثر أماناً.
هيلين كو ©

دخلت في صباح أحد الأيام من شهر يناير/كانون الثاني إلى صف مزدحم وكانت العيون كلها تتبعني. ووسط هذا البحر من عيون الفتيان المشرقة، شخصت عيناي على عينين مألوفتين. استغرقني ذلك بضع ثوان ولكنني أدركت بعدها أنه كان هو. أنا لا أتذكر الأسماء ولكنني لا أنسى وجهاً قابلته يوماً وبشكل خاص العينين.أومأت إليه حتى أرى ما إذا كان قد عرفني. فهز رأسه بخجل وابتسم.
قابلت إسحق للمرة الأولى في شهر يونيو/حزيران من العام 2012 في مخيم دولو آدو للاجئين شرقي إثيوبيا. كان في ذلك الصباح قد وصل للتو وحده من الصومال وكان كل ما يحمله حقيبة بلاستيكية سوداء صغيرة. كانت عيناه حزينتان يملؤهما القلق والتعب من هذه الرحلة الطويلة. ولقد ترك عائلته في منطقة باي في الصومال وقرر المجيء إلى دولو آدو لأنه أراد الذهاب إلى المدرسة إذ إنه لم يتمكن من الذهاب سوى شهر واحد إلى المدرسة بسبب انعدام الأمن والجفاف في المنطقة. فأمضيت ذلك الصباح أتبعه إلى حين اجتمع بأقربائه. وعندما أصبح في يدي عمته ابتسم أخيراً وأظهر نوعاً من الراحة.
وبعد مرور عامين، كان إسحق قد أصبح أطول ببضع سنتمترات وكان شعره أطول. صافحته وسألته باللغة الإنكليزية إن كان يتذكرني. فأجاب "نعم". فقمت بالتقاط بعض الصور له وحصلت على معلومات جهة الاتصال الخاصة به وسارعت إلى خارج الصف ووعدته بأنني سوف أزوره قريباً. وبقدر ما فرحت بإيجاد إسحق بقدر ما حزنت لدى معرفتي أنه ما زال في مخيم دولو آدو المليء بالغبار. بالإضافة إلى ذلك، فهو بعيد عن عائلته وسيبقى كذلك لوقت طويل. لقد زرت دولو آدو بدايةً في شهر أغسطس/آب من العام 2011 عندما انتشرت المجاعة في جنوب الصومال. وفي مخيم كوبي، حيث وجدت إسحق، كان هناك 10 أطفال يموتون يومياً من سوء التغذية. كان الجميع يبذلون الجهود لإنقاذ الآخرين مع عبور آلاف الأشخاص الحدود يومياً. ولكن في كل زيارة تالية كنت أقوم بها، كان يبدو أن الوضع قد تحسن.
أنا سعيد بأن إسحق بعيد عن الأذى وبأنه يحصل على التعليم. ولكن عندما أفكر في مستقبله أشعر بأن حملاً ثقيلاً قد ألقي علي. تحسن الوضع في بلاده بشكل بسيط إلا أن أحداً لا يعرف ما إذا كان هذا التحسن سيستمر. ومعظم الأشخاص الذين تحدثت إليهم قالوا إنهم لا يشعرون بأن الوضع آمن بما يكفي حتى يعودوا... وفي شهر مارس/آذار الماضي، قمت بزيارة مخيمات أكثر قدماً خارج جيجيغا وإثيوبيا تأوي بعض الأشخاص الذين كانوا متواجدين فيها منذ بداية الأزمة الصومالية في أوائل التسعينيات كما أن البعض منهم ولد ونشأ هناك. كنت في هذه الأمكنة لأوثق برنامج تعليم خاص للفتيات. وقالت بعض الطالبات الصغيرات اللامعات إنهن يرغبن في أن يصبحن طبيبات ومهندسات ومعلمات. لقد تفاجأت بقوتهن وعزمهن. وعندما أنظر إلى عيني إسحق وأعين تلك الفتيات، أشعر بأنني محظوظ جداً لأني ولدت في بلد ثري ومستقر. كم أن الحياة غير عادلة. ولكنني أؤمن بأن عملي يتيح لي أن أنقل الواقع على أمل أن يساعد ذلك في تحسين وضعهم.
جيرو أوز ©

إلتقطت ُهذه الصورة في دمشق، سوريا في 30 مارس/آذار من العام الماضي. يظهر أبو جالساً أمام حائط رسمت عليه زوجته مع اثنين من أولادهما في غرفة يعيش فيها حالياً مع عائلته. كانوا يعيشون خارج دمشق إلا أن أعمال القتال طالت منزلهم فلاذوا الفرار. وشرح "أبو" لي قائلاً: "أردت البقاء إلا أن زوجتي وأولادي أقنعوني بالرحيل. كنا محظوظين لأنه تم قصف منزلنا في اليوم التالي لرحيلنا. لم يبق منه أي شيء. وليس لدينا الآن سوى عطف الأشخاص الذين يساعدوننا من خلال إعطائنا الطعام للأطفال وأي أموال قد أحصل عليها عندما أجد عملاً صغيراً هنا وهناك".
كانت أسرة زوجته قد غادرت إلى الأردن وقال بأنهم سيحاولون الانضمام إليهم وأفاد قائلاً: "على الأقل سيكون أولادي بأمان هناك وسيكونون قادرين على العودة إلى المدرسة".
أشيلياس زافاليس ©

ما أذهلني بدايةً بشأن هذه المرأة هو عمرها. إسمها رسول وهي في الـ 75 من عمرها وقد أجبرت على الفرار من منزلها بسبب أعمال العنف بين المجتمعات في ولاية راخين بميانمار.
بعدما التقطتُ صورةً لها تساءلت في نفسي كيف يمكن لامرأة في مثل هذه السن تحمّل هذا الوضع؟ النزوح صعب علينا كلنا ولكن أن يجد شخص كان قد أمضى طيلة حياته في قرية بسيطة نفسه الآن في مخيم حار ومليء بالغبار أمر في غاية الصعوبة. تخيل، إن كان بإمكانك ذلك، أن جدتك تعيش حياة مماثلة وعندها ستفهم كم أن الزوح صعب. تلك النساء هن جدات وأمهات وأخوات مثل نسائنا تماماً وهن لا يستحقين العيش هكذا.
فيل بيهان ©

جلست القرفصاء على أرض خيمة مؤقتة وتحدثت مع فاين وهي جدة في الـ 70 من عمرها. كانت فاين قد وجدت مأوى لها في مدرسة L'Ecole Liberty في قرية بوسانغوا في جمهورية إفريقيا الوسطى. فأطلعتني على الأعمال الوحشية التي شاهدَتها وبكت. كانت محاطة بأغراض أفراد عائلتها التي تمكنوا من أخذها قبل هدم منزلهم من قبل ميليشيات أنتي بالاكا منذ بضعة أسابيع وذلك في إطار موجة من أعمال العنف في ما بين المجتمعات أدت إلى وفاة المئات في البلدة. شهادة فاين مأساوية إلا أنها تشكل سجلاً مهماً للأحداث الجارية في بلد ما زال في وسط الأزمة وبحاجة إلى مساعدة طارئة من المجتمع الدولي.
وقالت إن وجود قوات حفظ السلام الدولية في بوسانغوا لم يوقف أعمال العنف. وصرحت قائلةً: "لا يمكننا العودة إلى منطقتنا فقد تم احتلالها" مضيفةً بأنها رأت 18 جثة مشوهة عندما نشأت أعمال العنف في 5 كانون الأول/ديسمبر. وأخبرتني قائلةً: "كان الأمر مريعاً. لقد تم قتل أربعة من أقربائي. لقد نشأنا في هذه البلاد وكان جداي من جمهورية إفريقيا الوسطى. نحن هنا قبل الاستقلال وقد توالت علينا ستة أنظمة. ليس لدينا أي مكان آخر نلجأ إليه".
وقالت فاين: "حاولنا الذهاب إلى بانغي إلا أن ميليشيات أنتي بالاكا أوقفت المركبة التي كنا موجدين فيها وقتلت عمي وأحد أقربائي. كنا خائفين جداً من متابعة الطريق فعدنا أدراجنا" وأضافت بأن أهم شيء كان تحقيق الأمن والمصالحة بين المجتمعات التي عاشت بتوافق مع بعضها البعض لأجيال عديدة. ثم قالت: "أنا لا آبه كثيراً بحرق منزلي ولا أريد سوى بعض الأمن حتى نتمكن من العودة إلى حياتنا الطبيعية".
سام فلبس ©

لدي وشوم على جسمي؛ الكثير منها. غير أن التردد في اتخاذ القرار برسم المزيد منها يتلاشى تماماً في مخيمات اللاجئين المنتشرة حول العالم. أطفال كثيرون من ثقافات عديدة، لم يرَوا الوشوم قبلاً ورؤية مصور بهذا الحجم، بأكمام مطوية، وسيل من الفراشات والأزهار والدلافين، تثير في عيونهم الصغيرة الكثير من الفضول والبهجة. هم ينسون لبضع دقائق، وبينما أقوم بالتقاط الصور واللعب مع الصغار، الذعر الذي أتى بهم إلى هنا ويؤخذون بالوشوم. ويقوم الشجعان من بينهم بلمس ذراعي والهرب ثم يعودون بحذر وعلى وجوههم ابتسامة عريضة. ويبدأ الأطفال بالضحك معاً وكلما علت ضحكاتكم انهالت على المترجم الفوري الذي رافقني مئات الأسئلة حول وشومي.
مؤخراً، وفي مخيم تديره المفوضية في مقاطعة مابان، جنوب السودان، تبعتني فتاة صغيرة في حوالى السابعة من العمر بينما كنت ألتقط الصور التي تعكس الحياة اليومية. وبين حين وآخر، كانت يدٌ صغيرة دافئة تمسك بمعصمي بلطف. كنت أنظر إلى الأسفل لأراها تتأمل بتمعن الفراشات العديدة. سألت محمد، المترجم الفوري عما تقوله، فأجاب: "لا شيء سيباستيان، سخافات طفولية." فأصررت، فأخبرني محمد بشيء من الإحراج، قائلاً: "هي تقول إن المخيم متسخ جداً بما فيه من غبار وإنها ترغب في أخذ الفراشات عن ذراعك ووضعها في جيبها لتبقى أجنحتها نظيفة وناعمة!" فتوقفت. لقد شهدتُ على الكثير من الذعر طوال مسيرتي كمصور، وكان في معظمه، ولحسن الحظ، آلية للدفاع عن النفس، وقد علق في ذهني، إلا أن براءة هذه الطفلة جعلت عالمي لبرهةٍ يتداعى.
سيباستيان ريتش ©

كان ذاك يوماً آخر. تستيقظ في الخامسة فجراً، تستقل الشاحنة وتُمضي ساعات على الطريق، وبوصولك إلى المخيم وهو "نصف الجحيم"-بيت من لا بيت لهم ومكان لعديمي الجنسية-يكون الصباح قد أشرق. وكأي مصور تنتظر استيقاظ مَن ستلتقط صورهم؛ وتكون أول من يرى الشمس تشرق أيضاً! كان ذاك يوماً طويلاً. عملت لساعات، ولم تكن الشمس لطيفة معنا-فعاقبتنا بحرّ لا يحتمل... كان من يرفّه عني، وهو زميل لي من الروهينغا- لنقُل إن اسمه جون" شخصاً حساساً جداً. ففي كل مرة شعر بأن يومي مضنٍ عرف ما يفعل؛ كان يدعوني قائلاً: "لنذهب في نزهة في محاذاة النهر، إنه نهر رائع."
كنت أسير وحيداً وكنت قريباً من النهر ولم يكن أحد موجوداً باستثناء جون. وكان مشهد الغروب ذاك من أروع مشاهد الغروب التي رأيتها. في كل مرة أنظر فيها إلى النهر، أشعر بالضعف. أرى بورما التي يدعونها ميانمار اليوم وأشعر أنها قريبة وبعيدة في آنٍ معاً. احترقت بورما لسنوات طويلة وواجه الروهينغا أبشع أنواع الوحشية وها "نحن" في الجهة الأخرى من الحدود [في بنغلاديش]. نحن ننظر فقط ولا نستطيع القيام بشيء، أو ببساطة لا نقوم بأي شيء.
نظرت إلى الأعلى بينما حدثني جون. "هل ترى الجانب الآخر للنهر؟"، فأجبت، "بالطبع أراه، بما أنه يبعد عن هنا كيلومترين على الأكثر." ثم قال شيئاً أثر فيّ حقاً. "ليس بيتي بعيداً من هنا، ليس عليك سوى عبور نهر "ناف"، منزلي في محاذاة النهر. هو لا يبعد سوى ثلاثة كيلومترات ولكن يبدو لي أنه يبعد ثلاثة ملايين كيلومتر، وهي مسافة لن أتمكن من عبورها أبداً. أمي هناك وبيتي هناك. المكان قريب لشخص مثلك ولمن يحملون جوازات سفر ويستطيعون الذهاب أينما يشاؤون. ولكن بالنسبة إلينا، ولمن هم مثلنا، هي الأرض الممنوعة. ما سيكون شعورك لو عرفت أن أمك هناك، على بعد 30 دقيقة من المكان الذي تقف فيه وعرفت أنك لن تتمكن من رؤيتها مجدداً؟"
في تلك اللحظة، وبعد أن عملت لسنوات على هذه القصة محاولاً فهمها، دفعتني كلمات جون هذه إلى إعادة التفكير. أدركت أنني لن أكون مكانه يوماً. أدركت أن المصور يمكنه التقاط لحظات الحزن غير أنه لا يعيشها أبداً. أدركت أن أحد أعلى الجدران في القرن الحادي والعشرين هو ذاك الشيء غير المرئي الذي يُعرف بالحدود. أدركت أنه، وفي عالم اليوم، ومع هوس العالم بفكرة الدولة القومية، يبقى كل من يُستثنى من النظام لسبب من الأسباب مهملاً على الدوام. وهو أو هي، لن يتمتع أبداً بالكرامة أو يحظى بشرف اتخاذ القرار بشأن مستقبله مهما بلغت معاناته.
شعرت بالحزن والضعف والتقطت هذه الصورة، وكانت الصورة الوحيدة التي التقطتها. لم تسمح لي اللحظة بالتقاط صورة أخرى ولم يكن قد تبقى لي شيء من القوة. هذه الصورة التي يدلنا فيها جون إلى الجهة الأخرى من الحدود هي قلب عملي. أنا أعتقد، لا بل أنا واثق، من أن صورة واحدة كافية لإخبار القصة كاملةَ.
سيف الحق أومي ©

في المخيم المؤقت في مرج الخوخ، في مرجعيون، خيطت الخيم من الأغطية البلاستيكية، والقماش المشمّع ومن لافتات إعلانية قديمة من النايلون في مشهد غير مألوف عند الحدود اللبنانية السورية. تنساب الموسيقى إلى ذاك الموقع الذي يسيطر عليه السكون في العادة، وفي منزل يسرا البالغة من العمر 16 عاماً، فتيات ونساء فرحات يرفعن أيديهن في الهواء ويتمايلن داخل الغرفة احتفالاً بزفاف اليوم. وتجلس نساء أخريات بطمأنينة حاملات أولادهن في أحضانهن؛ جميعهن يضحكن أو يخفين بالوشاح خجلات ابتسامات لا يستطعن كبتها. بعد حوالي سنة من تغطيتي قصص اللاجئين السوريين في تركيا، ولبنان والأردن والعراق وفي مخيمات النازحين في سوريا، شهدت أخيراً على حدث سعيد. ولساعات قليلة، تخيلت كيف كانت حياتهم لتكون لو كانوا في بلادهم. أخيراً، تحرّروا من سنوات الأذى التي سببتها الحرب، ومن الصعوبات التي واجهوها كونهم لاجئين. وفي وقت سابق هذا الصباح، تحدّث والد العريس عن الزفاف وقال: "نريد أن نوجد الحياة من الموت، ومن الحزن نريد أن نوجد السعادة."
لينزي أداريو ©

منذ بضعة أسابيع، توجهت إلى الكاميرون لتصوير وصول لاجئي إفريقيا الوسطى الفارين من العنف في بلادهم. بالنسبة إليّ، ترمز الصورة التي اخترتها من هذه المهمّة، إلى معاناة اللاجئين. ينام طفل على بساط، وعلى الرغم من آثار الجوع البادية عليه لم يتلاشَ بهاؤه. تروي هذه الصورة ما يصعب على الكلمات وصفه عن عنف القتال في إفريقيا الوسطى وعن المنفى وعن الإصرار على الحياة المتأصل في هذا الجسم الضعيف.
يبعث فيك هذا الطفل الذي وصل إلى بر الأمان شعوراً بالصفاء، وبالكرامة الإنسانية، وبالأمل في المستقبل وبالثقة بأولئك الذين لا يتخلون عن اللاجئين. هذا الطفل على قيد الحياة، وهو يصارع للبقاء. وهذه الصورة لا ترمز إلى الفشل بل إلى الإصرار على الحياة.
شاركت هذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي من دون أن أفكّر في أنها قد تحمل أثراً غير الشهادة على الواقع، إلا أنني شعرت بالفخر والفرح لدى معرفتي بأنها ساهمت في قرار برنامج الأغذية العالمي بتسريع استجابته الطارئة في شرق الكاميرون، ما سيسمح للاجئين من جمهورية إفريقيا الوسطى بالحصول على المزيد من المساعدات الإنسانية.
وتظهر صورة هذا الطفل الأثر الهائل للتصوير المتمثل في تحويل الواقع المظلم إلى نشيد للحياة.
فريديرك نوي ©

تبلغ سعدة 102 عاماً من العمر وهي لا تملك منزلاً إنما هي محاطة بعائلتها وجيرانها. ومن السهل جداً أن تعرف لم يستمتع الجميع برفقتها وهي تتذكر الأيام التي قضتها في سوريا سابقاً. فقد قالت لأحد زوارها حديثاً: "في السابق، لم يكن أحد يملك الوقت لإشعال الحرب. كنّا معتادين على الاستيقاظ قبل شروق الشمس والتوجه إلى العمل في الحقل." وتضيف وهي تضحك قائلة: "وفي نهاية اليوم، وعندما كنت أشعر بالتعب، غالباً ما كنت أنام على ظهر الحمار في طريق العودة إلى المنزل."
سعدة إمرأة سريعة التغلب على مشاكلها. لقد خسرت سبعة من أولادها الـ 10 في سن صغيرة، وخسرت زوجها منذ 13 سنة، واليوم خسرت بلدها. في البداية، تردّدت في الرحيل، وحتى بعدما بدأ القصف في منطقتها، تابعت حياتها اليومية وقد قالت: "كنت في الخارج أقوم بفرز الزيتون والطائرة تحلّق فوقي. فبدؤوا يصرخون من المنزل وينادونني حتى أدخل لكنني سألتهم "لماذا؟" فالطائرة لا تريد شيئاً مني وأنا لن أقاتلها بالزيتون!"
وفي النهاية، تمكّن حفيدها المفضّل البالغ من العمر 21 عاماً من إقناعها بالفرار لكن بعد أن وعدها بأنه سيحمل جثتها ويدفنها إلى جانب أخيها حين تأتي ساعتها.
وقالت: "لو كنت أملك سيارة لما غادرت سوريا أبداً. بل كنت تجوّلت فيها طيلة اليوم من دون أن أكترث بالمكان الذي أذهب إليه طالما أنني ما زلت في سوريا... أفضّل أن أعيش في كومة من الحجارة داخل بلادي بدلاً من أن أكون لاجئة في مكان آخر."
وهي تشكر المفوضية والمنظمات الأخرى التي ساعدتها ولكنها تضيف: "أنتم بحاجة إلى تقديم أكثر من صندوق طعام إذ تحتاجون أيضاً إلى التفاعل مع أشخاص آخرين للتأكد من أنهم لا يزالون بشراً وليس مجرّد عدد."
أندرو ماك كونيل ©

أمضيت عامين تقريباً في المماطلة بالعمل على كيفية معالجة وتصوير موضوع العنف الجنسي في النزاع إلى حين وجدت نفسي أعمل على مهمّة متعلّقة باللاجئين عند الحدود بين الإكوادور وكولومبيا. وأدركت بأن كل ما كنت أظن بأنني أعرفه وأفهمه حول هذا الموضوع، وبخاصة في أميركا اللاتينية، لم يكن له أي معنى. كذلك، فقد أسأت تقدير مدى تعقيد العلاقة بين اللاجئين ومسألة العنف الجنسي.
وكنت طيلة أربعة أسابيع أعبر بالمركب وغالباً ما كان ذلك من دون إعطاء إنذار مبكر، وأحياناً في السر، للالتقاء بلاجئين فارين من الاضطهاد وأعمال العنف في كولومبيا المجاورة وتصويرهم. واستغرق الأمر أكثر من أسبوعين لتنظيم مقابلة مع ماريا ( ليس اسمها الحقيقي). كذلك، تم إجراء محاولات عديدة أخرى إلا أنه تم إلغاؤها بسبب مخاوف تتعلّق بالسلامة والحماية. وقد تساءلت عن حجم الخطورة عندما يسمح لي أحدهم إجراء مقابلة معه والتقاط صورة له.
يشكّل "منزل" ماريا المصنوع من الخشب، والمليء بالجرذان، والمغمور بشكل جزئي بمياه الفيضان السامة، نصف الخطر الذي يحيط بماريا وبعائلتها الشابة. كنا نعمل بسرعة مدركين بأن المجتمع الذي "كله آذان صاغية وعيون منفتحة" قد يبدأ سريعاً تناقل الأخبار عن وجود زوار مسلّحين بكاميرات ودفاتر ويقصدون منزل اللاجئة المحلية وبناتها. وكان ترحيبها الحزين والقلق مؤشراً على ضعفها، وعلى المخاطرة التي قامت بها إذ منحتنا هذا الامتياز.
ومن المهارات المطلوبة من المصور والتي تطرح أعلى نسبة من التحديات هي إصدار صورة مجهولة من أجل حماية هوية الشخص. فشهادة ماريا المؤلمة وظروف المقابلة ذكرتني بواجب الرعاية، والمسؤولية والالتزام الذي يجب أن نتحلى به كمصورين.
جايسون تانر ©

في شهر مايو/ أيار من العام 2013، سافرت إلى سيتوي، عاصمة ولاية راخين في ميانمار في مهمّة للمفوضية. وجاءت زيارتي هذه بعد أسبوع من تعرض المدينة الساحلية في خليج البنغال لإعصار صغير. وكان موسم الرياح الموسمية الطويل والقاسي قد بدأ في ميانمار، وخلال إقامتي، تساقطت الأمطار بغزارة من دون توقف.
كان قد تم تكليفي بمهام عديدة من بينها إصدار سلسلة من الصور العائلية لحملة يوم اللاجئ العالمي التي تحمل عنوان "الشيء الأكثر أهمية". كان عليّ التقاط صور للعائلات المسلمة والبوذية التي نزحت في راخين بسبب النزاع بين المجتمعات الذي بدأ عام 2012. وطلب من الناس أن يأخذوا معهم أهم الممتلكات التي يستطيعون نقلها معهم.
وتحدّثت مع عدد كبير من أفراد عائلات الروهينغا الذين لديهم قصص مماثلة من حيث اللحظات المأساوية التي مروا بها عندما أجبروا على الفرار. وقال عدد كبير منهم إن منزلهم احترق وأنه لم يتسن لهم الوقت لجمع أي من ممتلكاتهم ففروا حاملين ثيابهم على ظهرهم.
هذه الصورة لعائلة تقف خارج مأواها في مخيم تايتشونغ المؤقت، وهي مؤثرة ومهمّة جداً بالنسبة لي. وفي ذلك الوقت، أذكر بأنني تساءلت عن كيفية تصوير المفهوم في حين أن معظم هذه العائلات لا تملك شيئاً. ثم أدركت بأنني أحتاج إلى احتواء هذا النقص من أجل إبراز وضعهم بشكل أفضل.
ستيفان كيلي ©

كان ذلك في 4 يوليو/تموز من العام 2012. كنت متواجدة في بوركينا فاسو لتقديم تقارير للمفوضية عن اللاجئين الماليين. وتوجهت مع زملائي إلى مخيم دامبا عند الحدود مع مالي. كان يوجد هناك حوالي 4,000 لاجئ كانوا قد فروا من النزاع الذي نشأ بين الحكومة والمتمردين الطوارق في أوائل العام. كنت أتجول في المخيم؛ كان الطقس ينذر بأنه سيتغير إلا أنه لم يكن هناك أي داع للقلق. وفي خلال خمس دقائق، تغير الجو تماماً فأصبحت السماء بنية اللون، وبدأت الرياح تهب بشدة لنصبح في النهاية وسط عاصفة رملية كبيرة. وهرعت العائلات إلى أكواخها جامعةً معها الأوعية والثياب والأولاد قبل الدخول.
سارع زملائي إلى السيارة في انتظار هدوء العاصفة. حاولت البقاء خارجاً فقد كنت أريد أن أوثّق الظروف الصعبة التي يتعين على اللاجئين مواجهتها في بعض الأحيان. في البدء، كان الأمر فظيعاً إذ كان الرمل يدخل في عينيّ وأذنيّ وفمي وأنا أحاول حماية معدات الكاميرا الخاصة بي. فكرت في هؤلاء اللاجئين الذين غالباً ما يتعرضون لمثل هذه الظروف القاسية. كنت على وشك التوقف عن التقاط الصور والبحث عن مأوى في كوخ عندما رأيت هذه الفتاة الصغيرة تقف أمامي ثابتةً وسط غضب العاصفة. لقد تأثرت بضعفها وفي الوقت نفسه بالسلام والقوة اللذين كانا ينبعثان منها وسط حالة الاضطراب هذه. لم تبد قلقة على الإطلاق؛ كانت لحظة فريدة وشعرت بأن الوقت قد طال. وربما كنت متواجدة في المكان منذ بضع دقائق فقط إلا أنني شعرت بأن اللحظة طويلة وفريدة جداً. هدأت العاصفة وبعدها اختفت الفتاة. علمت لاحقاً بأن اسمها كان أسافا وبأنها في السادسة من العمر. كان والدها قد توفي منذ أربعة أعوام بسبب المرض وعاشت في المخيم مع والدتها وأختها الكبرى وإخوتها الصغار. كانوا قد غادروا قريتهم في منطقة غوسي شمالي مالي حالما نشأ النزاع فمشوا ثلاثة أيام ليصلوا إلى الحدود. كذلك، تعين عليهم بيع بعض الماعز ليدفعوا للسائق أجرة نقلهم إلى بوركينا فاسو. أنا أحيي غريزة البقاء التي تتحلى بها والدة أسافا "عيشتو" التي تسعى إلى حماية أولادها الذين هم أغلى شيء في حياتها وأخذهم فوراً إلى مكان أكثر أماناً.
هيلين كو ©

دخلت في صباح أحد الأيام من شهر يناير/كانون الثاني إلى صف مزدحم وكانت العيون كلها تتبعني. ووسط هذا البحر من عيون الفتيان المشرقة، شخصت عيناي على عينين مألوفتين. استغرقني ذلك بضع ثوان ولكنني أدركت بعدها أنه كان هو. أنا لا أتذكر الأسماء ولكنني لا أنسى وجهاً قابلته يوماً وبشكل خاص العينين.أومأت إليه حتى أرى ما إذا كان قد عرفني. فهز رأسه بخجل وابتسم.
قابلت إسحق للمرة الأولى في شهر يونيو/حزيران من العام 2012 في مخيم دولو آدو للاجئين شرقي إثيوبيا. كان في ذلك الصباح قد وصل للتو وحده من الصومال وكان كل ما يحمله حقيبة بلاستيكية سوداء صغيرة. كانت عيناه حزينتان يملؤهما القلق والتعب من هذه الرحلة الطويلة. ولقد ترك عائلته في منطقة باي في الصومال وقرر المجيء إلى دولو آدو لأنه أراد الذهاب إلى المدرسة إذ إنه لم يتمكن من الذهاب سوى شهر واحد إلى المدرسة بسبب انعدام الأمن والجفاف في المنطقة. فأمضيت ذلك الصباح أتبعه إلى حين اجتمع بأقربائه. وعندما أصبح في يدي عمته ابتسم أخيراً وأظهر نوعاً من الراحة.
وبعد مرور عامين، كان إسحق قد أصبح أطول ببضع سنتمترات وكان شعره أطول. صافحته وسألته باللغة الإنكليزية إن كان يتذكرني. فأجاب "نعم". فقمت بالتقاط بعض الصور له وحصلت على معلومات جهة الاتصال الخاصة به وسارعت إلى خارج الصف ووعدته بأنني سوف أزوره قريباً. وبقدر ما فرحت بإيجاد إسحق بقدر ما حزنت لدى معرفتي أنه ما زال في مخيم دولو آدو المليء بالغبار. بالإضافة إلى ذلك، فهو بعيد عن عائلته وسيبقى كذلك لوقت طويل. لقد زرت دولو آدو بدايةً في شهر أغسطس/آب من العام 2011 عندما انتشرت المجاعة في جنوب الصومال. وفي مخيم كوبي، حيث وجدت إسحق، كان هناك 10 أطفال يموتون يومياً من سوء التغذية. كان الجميع يبذلون الجهود لإنقاذ الآخرين مع عبور آلاف الأشخاص الحدود يومياً. ولكن في كل زيارة تالية كنت أقوم بها، كان يبدو أن الوضع قد تحسن.
أنا سعيد بأن إسحق بعيد عن الأذى وبأنه يحصل على التعليم. ولكن عندما أفكر في مستقبله أشعر بأن حملاً ثقيلاً قد ألقي علي. تحسن الوضع في بلاده بشكل بسيط إلا أن أحداً لا يعرف ما إذا كان هذا التحسن سيستمر. ومعظم الأشخاص الذين تحدثت إليهم قالوا إنهم لا يشعرون بأن الوضع آمن بما يكفي حتى يعودوا... وفي شهر مارس/آذار الماضي، قمت بزيارة مخيمات أكثر قدماً خارج جيجيغا وإثيوبيا تأوي بعض الأشخاص الذين كانوا متواجدين فيها منذ بداية الأزمة الصومالية في أوائل التسعينيات كما أن البعض منهم ولد ونشأ هناك. كنت في هذه الأمكنة لأوثق برنامج تعليم خاص للفتيات. وقالت بعض الطالبات الصغيرات اللامعات إنهن يرغبن في أن يصبحن طبيبات ومهندسات ومعلمات. لقد تفاجأت بقوتهن وعزمهن. وعندما أنظر إلى عيني إسحق وأعين تلك الفتيات، أشعر بأنني محظوظ جداً لأني ولدت في بلد ثري ومستقر. كم أن الحياة غير عادلة. ولكنني أؤمن بأن عملي يتيح لي أن أنقل الواقع على أمل أن يساعد ذلك في تحسين وضعهم.
جيرو أوز ©

إلتقطت ُهذه الصورة في دمشق، سوريا في 30 مارس/آذار من العام الماضي. يظهر أبو جالساً أمام حائط رسمت عليه زوجته مع اثنين من أولادهما في غرفة يعيش فيها حالياً مع عائلته. كانوا يعيشون خارج دمشق إلا أن أعمال القتال طالت منزلهم فلاذوا الفرار. وشرح "أبو" لي قائلاً: "أردت البقاء إلا أن زوجتي وأولادي أقنعوني بالرحيل. كنا محظوظين لأنه تم قصف منزلنا في اليوم التالي لرحيلنا. لم يبق منه أي شيء. وليس لدينا الآن سوى عطف الأشخاص الذين يساعدوننا من خلال إعطائنا الطعام للأطفال وأي أموال قد أحصل عليها عندما أجد عملاً صغيراً هنا وهناك".
كانت أسرة زوجته قد غادرت إلى الأردن وقال بأنهم سيحاولون الانضمام إليهم وأفاد قائلاً: "على الأقل سيكون أولادي بأمان هناك وسيكونون قادرين على العودة إلى المدرسة".
أشيلياس زافاليس ©

ما أذهلني بدايةً بشأن هذه المرأة هو عمرها. إسمها رسول وهي في الـ 75 من عمرها وقد أجبرت على الفرار من منزلها بسبب أعمال العنف بين المجتمعات في ولاية راخين بميانمار.
بعدما التقطتُ صورةً لها تساءلت في نفسي كيف يمكن لامرأة في مثل هذه السن تحمّل هذا الوضع؟ النزوح صعب علينا كلنا ولكن أن يجد شخص كان قد أمضى طيلة حياته في قرية بسيطة نفسه الآن في مخيم حار ومليء بالغبار أمر في غاية الصعوبة. تخيل، إن كان بإمكانك ذلك، أن جدتك تعيش حياة مماثلة وعندها ستفهم كم أن الزوح صعب. تلك النساء هن جدات وأمهات وأخوات مثل نسائنا تماماً وهن لا يستحقين العيش هكذا.
فيل بيهان ©

جلست القرفصاء على أرض خيمة مؤقتة وتحدثت مع فاين وهي جدة في الـ 70 من عمرها. كانت فاين قد وجدت مأوى لها في مدرسة L'Ecole Liberty في قرية بوسانغوا في جمهورية إفريقيا الوسطى. فأطلعتني على الأعمال الوحشية التي شاهدَتها وبكت. كانت محاطة بأغراض أفراد عائلتها التي تمكنوا من أخذها قبل هدم منزلهم من قبل ميليشيات أنتي بالاكا منذ بضعة أسابيع وذلك في إطار موجة من أعمال العنف في ما بين المجتمعات أدت إلى وفاة المئات في البلدة. شهادة فاين مأساوية إلا أنها تشكل سجلاً مهماً للأحداث الجارية في بلد ما زال في وسط الأزمة وبحاجة إلى مساعدة طارئة من المجتمع الدولي.
وقالت إن وجود قوات حفظ السلام الدولية في بوسانغوا لم يوقف أعمال العنف. وصرحت قائلةً: "لا يمكننا العودة إلى منطقتنا فقد تم احتلالها" مضيفةً بأنها رأت 18 جثة مشوهة عندما نشأت أعمال العنف في 5 كانون الأول/ديسمبر. وأخبرتني قائلةً: "كان الأمر مريعاً. لقد تم قتل أربعة من أقربائي. لقد نشأنا في هذه البلاد وكان جداي من جمهورية إفريقيا الوسطى. نحن هنا قبل الاستقلال وقد توالت علينا ستة أنظمة. ليس لدينا أي مكان آخر نلجأ إليه".
وقالت فاين: "حاولنا الذهاب إلى بانغي إلا أن ميليشيات أنتي بالاكا أوقفت المركبة التي كنا موجدين فيها وقتلت عمي وأحد أقربائي. كنا خائفين جداً من متابعة الطريق فعدنا أدراجنا" وأضافت بأن أهم شيء كان تحقيق الأمن والمصالحة بين المجتمعات التي عاشت بتوافق مع بعضها البعض لأجيال عديدة. ثم قالت: "أنا لا آبه كثيراً بحرق منزلي ولا أريد سوى بعض الأمن حتى نتمكن من العودة إلى حياتنا الطبيعية".
سام فلبس ©

باو ميه تزور قبر زوجها المتوفى مع ابنتها الكبرى، سو ميه، في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. توفي العام الماضي قبل أن يحقق حلمه بالعودة إلى دياره. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

المبعوثة الخاصة للمفوضية أنجلينا جولي تزور اللاجئة باو ميه، 75 عاماً، وهي من جماعة كاريني العرقية، وعائلتها من ميانمار، في مخيم "بان ماي ناي سوي" للاجئين. يقع المخيم على بعد 2 كلم تقريباً عن الحدود بين تايلاند وميانمار.
UNHCR/R.Arnold ©

باو ميه تساعد في الاعتناء بأحفادها، كو ريه، 10 أعوام وتي ريه، 5 أعوام في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. ولد كلاهما في المنفى. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

باو ميه، 75 عاماً، فرت من ولاية كاياه في ميانمار في العام 1996. وفي الأعوام الثمانية عشر التي أمضتها في مخيم بان ماي ناي سوي، شهدت وفاة زوجها وإعادة توطين أفراد من عائلتها في بلدان ثالثة. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

تعيش باو ميه مع ابنتها وأحفادها بينما تعيش عائلة ابنها في مكان قريب في مخيم بان ماي ناي سوي. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

صورة من الجو لمخيم بان ماي ناي سوي في مقاطعة ماي هونغ سون في تايلاند. يستقبل هذا المخيم القريب من الحدود مع ميانمار حوالي 11,000 لاجئ وهو الأبعد شمالاً بين المخيمات التسعة للاجئين في تايلاند. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

ثلاثة أجيال من اللاجئين: باو ميه، 75 عاماً، تتناول وجبة خفيفة مع ابنتها، بريه ميه وحفيدها تي ريه، 5 أعوام، في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

حفيد باو ميه، تي ريه (اليسار) يمارس لعبة كرة القدم في المدرسة في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. الحياة في المخيم هي الوحيدة التي عهدها. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

حفيدة باو ميه، بيه ميه، 16 عاماً، ترتاد المدرسة في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

باو ميه تراقب بينما تعد ابنتها بريه ميه وحفيدها تي ريه العشاء بواسطة الحصص الغذائية التي يحصلون عليها في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

أطفال لاجئون يذهبون إلى المدرسة في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين حيث نصف السكان تقريباً هم من القاصرين. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

باو ميه (في الخلف) تسير مع صديقتيها كلاو ميه (اليمين) وأو ميه (اليسار) في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. توفي الكثيرون من أقرانهن أو أُعيد توطينهم في بلد ثالث. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

باو ميه تزور قبر زوجها المتوفى مع ابنتها الكبرى، سو ميه، في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. توفي العام الماضي قبل أن يحقق حلمه بالعودة إلى دياره. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

المبعوثة الخاصة للمفوضية أنجلينا جولي تزور اللاجئة باو ميه، 75 عاماً، وهي من جماعة كاريني العرقية، وعائلتها من ميانمار، في مخيم "بان ماي ناي سوي" للاجئين. يقع المخيم على بعد 2 كلم تقريباً عن الحدود بين تايلاند وميانمار.
UNHCR/R.Arnold ©

باو ميه تساعد في الاعتناء بأحفادها، كو ريه، 10 أعوام وتي ريه، 5 أعوام في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. ولد كلاهما في المنفى. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

باو ميه، 75 عاماً، فرت من ولاية كاياه في ميانمار في العام 1996. وفي الأعوام الثمانية عشر التي أمضتها في مخيم بان ماي ناي سوي، شهدت وفاة زوجها وإعادة توطين أفراد من عائلتها في بلدان ثالثة. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

تعيش باو ميه مع ابنتها وأحفادها بينما تعيش عائلة ابنها في مكان قريب في مخيم بان ماي ناي سوي. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

صورة من الجو لمخيم بان ماي ناي سوي في مقاطعة ماي هونغ سون في تايلاند. يستقبل هذا المخيم القريب من الحدود مع ميانمار حوالي 11,000 لاجئ وهو الأبعد شمالاً بين المخيمات التسعة للاجئين في تايلاند. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

ثلاثة أجيال من اللاجئين: باو ميه، 75 عاماً، تتناول وجبة خفيفة مع ابنتها، بريه ميه وحفيدها تي ريه، 5 أعوام، في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

حفيد باو ميه، تي ريه (اليسار) يمارس لعبة كرة القدم في المدرسة في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. الحياة في المخيم هي الوحيدة التي عهدها. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

حفيدة باو ميه، بيه ميه، 16 عاماً، ترتاد المدرسة في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

باو ميه تراقب بينما تعد ابنتها بريه ميه وحفيدها تي ريه العشاء بواسطة الحصص الغذائية التي يحصلون عليها في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

أطفال لاجئون يذهبون إلى المدرسة في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين حيث نصف السكان تقريباً هم من القاصرين. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

باو ميه (في الخلف) تسير مع صديقتيها كلاو ميه (اليمين) وأو ميه (اليسار) في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. توفي الكثيرون من أقرانهن أو أُعيد توطينهم في بلد ثالث. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©

باو ميه تزور قبر زوجها المتوفى مع ابنتها الكبرى، سو ميه، في مخيم بان ماي ناي سوي للاجئين. توفي العام الماضي قبل أن يحقق حلمه بالعودة إلى دياره. المفوضية السامية للأمم المتحدة لشوؤن اللاجئين/ر. أرنولد/20 يونيو/حزيران 2014
UNHCR/R.Arnold ©