لاجئون ينسجون مستقبلاً جديداً في ورشة للخياطة في سويسرا
لاجئون ينسجون مستقبلاً جديداً في ورشة للخياطة في سويسرا
وسط الأقمشة الملونة والآلات الخياطة في ورشة في زيورخ، تنحني جميلة وتملس بعناية قماش الفستان الأسود والأصفر الذي تصنعه، وتعدل الأطراف وتضع الدبابيس هنا وهناك.
في غضون أيام قليلة ستضع اللمسات الأخيرة على الفستان وتأخذه إلى المنزل.
قبل شهرين، بدأت اللاجئة الأفغانية البالغة من العمر 57 عاماً بحضور دروس في الخياطة تنظمها سوشال فابريك، وهي منظمة سويسرية يقع مقرها في زيورخ. وقالت جميلة التي فرت من منزلها في أفغانستان منذ سبعة أعوام: "أردت أن أتعلم مهارات جديدة وأن أتعرف على أشخاص جدد".
تأسست منظمة سوشال فابريك في عام 2015 على يد هيذر كيرك، وهي عالمة بيولوجيا جزيئية كندية أرادت أن تجمع بين معرفتها بعلم البيولوجيا النباتية والتنمية المستدامة والعمل الاجتماعي.
وتعدّ سوشال فابريك شركة تجارية ومنظمة مجتمعية في آن واحد. فهي تسدد أتعاب الأعضاء والمتطوعين مقابل صنع وبيع المنتجات، وتعيد استثمار الدخل لتغطية النفقات العامة وتمويل البرامج لمساعدة طالبي اللجوء واللاجئين على الاندماج.
"في بلدي، لم نكن نعمل بهذه الطريقة"
في كل يوم خميس، يحضر ما يصل إلى 20 شخصاً من بلدان مختلفة، ومعظمهم من اللاجئين وطالبي اللجوء، ورشة خياطة تنظمها سوشال فابريك. تقول هيذر: "إن تعلم الخياطة يرتكز بشكل رئيسي على المراقبة والتقليد. ويسمح ذلك للاجئين، الذين لا يتحدثون الألمانية بشكل جيد بعد، بالمشاركة بنشاط في ورش العمل وتعلم مهارات جديدة".
في عام 2016، أطلقت سوشال فابريك حملة تمويل جماعي لتغطية راتب سيسي البالغ من العمر 26 عاماً، وهو لاجئ من كوت ديفوار يعلّم الخياطة.
عمل سيسي كخياط طوال 11 عاماً في بلاده، ولكن يتعين عليه التكيف مع طرق العمل الجديدة في سويسرا. يقول: "هنا نستخدم الكثير من الأنماط والأشكال، ونمضي الكثير من الوقت في تحضير عملنا باستخدام الدبابيس. في بلدي، لم نكن نعمل بهذه الطريقة مع أنها أسهل وأسرع"!
بيجو، البالغة من العمر 34 عاماً، هي لاجئة من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد عملت كخياطة في بلدها الأم وفي جنوب إفريقيا. انتقلت إلى سويسرا في عام 2011 وتأقلمت بسرعة مع الحياة فيها. وبفضل سوشال فابريك، أصبحت هي أيضاً جزءاً من شبكة أصدقاء: "كان من الصعب حقاً أن أبقى في المنزل طوال اليوم من دون أن أفعل شيئاً".
"نريد استغلال الإمكانيات الإبداعية لدى الجميع"
وقالت هيذر: "إن العثور على عمل صعب للغاية بالنسبة للاجئين الذين تكون طلبات لجوئهم قيد المعالجة، والأمر قد يستغرق أعواماً في بعض الأحيان"، مضيفةً أنه من المهم إنشاء مساحات يمكنهم فيها القيام بأنشطة إبداعية ومقابلة أشخاص من اللاجئين أو المواطنين السويسريين.
يسير العمل بشكل جيد. وفي عام 2018، ستطلق سوشال فابريك مجموعة من الحقائب والأوشحة المستوحاة من النقوش الإفريقية. وقد أنشأت أيضاً منصة على الإنترنت باسم "غودتي"، تمكّن مصممي الأزياء الشباب من الاستفادة من التصاميم والنقوش التي يصممها سيسي وبيجو وزميلهما الإريتري زيد.
وقالت هيذر بأن هدف سوشال فابريك ليس فقط مساعدة اللاجئين: "نريد تعزيز التعاون بين اللاجئين والسكان المحليين والجهات الدولية لاستغلال الإمكانات الإبداعية لدى الجميع."