قصة لاجئ مريض ينضم إلى آلاف السوريين الفارين إلى العراق
قصة لاجئ مريض ينضم إلى آلاف السوريين الفارين إلى العراق
معبر ابراهيم الخليل الحدودي، العراق، 13 أكتوبر/تشرين الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - عندما فرّ سكّان مدينة كوباني السورية من منازلهم، لم يكن أمام الكثيرين منهم سوى دقائق ليقرروا ما يأخذون معهم. أخذ البعض مجوهراتٍ أو صوراً عائلية أو الألعاب المفضلة لدى أطفالهم، ولكن محمد علي، 55 عاماً، أخذ معه قارورة الأوكسجين.
يخبر المفوضية بعد دقائق من وصوله إلى إقليم كردستان العراق، عابراً الحدود من تركيا؛ قائلاً: "أعاني من التهاب في الرئة. أنا مريض ولا أعتقد أنني سأعيش لفترة طويلة، لكن على الأقل أنا هنا مع عائلتي."
هو واحد من أكثر من 2,500 سوري كردي من كوباني تمكنوا من العبور منذ أن فتحت حكومة إقليم كردستان العراق الحدود أمام اللاجئين يوم الجمعة الماضي. وتتوقع السلطات وصول عشرات آلاف اللاجئين الآخرين في الأسابيع المقبلة.
عندما بدأ مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام يتقدّمون نحو كوباني في منتصف شهر سبتمبر/ أيلول، بقي محمد مع عائلته في منزلهم عند أطراف المدينة لأطول فترة ممكنة، على الرغم من سماعهم أصوات القصف ومعاناتهم من النقص في الطعام ومن انقطاع التيار الكهربائي.
حتى عندما وصل القتال إلى القرى المجاورة، حيث قُتل أشخاص من معارفهم أو طردوا من منازلهم، رفض الرحيل. "طلبت من أفراد عائلتي أن يتركوني في منزلي، لكنهم أصروا على اصطحابي معهم."
بسبب ضعفه وعجزه عن المشي، حمله أولاده إلى سيارتهم مع قارورة الأوكسجين وتوجهوا إلى الحدود التركية تاركين كل ممتلكاتهم. عند الحدود، أجبروا على ترك سيارتهم، وحمله أولاده إلى داخل الحدود التركية.
بحث الكثيرون من الفارين من كوباني، الذين يقدر عددهم بـ200,000 شخص، عن الأمان في البلدات والمدن التركية على الحدود مع سوريا. وسافر محمد مع عائلته إلى ماردين وحاولوا الصمود بالقليل من المال المتبقي معهم.
يقول محمد بينما يستلقي على فراش في منطقة عبور خرسانية واسعة داخل الحدود العراقية، ويستنشق الأوكسجين من قناعه، إنه وعائلته عانوا خلال الأسبوعين اللذين قضوهما في تركيا بعد مغادرة سوريا. "كانت تجربة سيئة جداً. فقد أنفقنا كل ما نملكه على السكن والطعام والسفر."
تمكّن من إعادة تعبئة قارورة الأوكسجين مرّتين أثناء وجوده في تركيا، لكنه يقول إنه رُد خائباً عندما طلب المساعدة الطبية في أحد المستشفيات المحلية.
يتشارك الكثيرون من مئات اللاجئين السوريين الوافدين حديثاً قصصاً مشابهة عن المشاق والتكاليف المرتفعة التي واجهوها داخل تركيا. ومثلهم تماماً، عندما سمع محمد وعائلته عن فتح المعبر إلى كردستان العراق، تركوا المدينة التي يقيمون فيها وتوجهوا إلى الحدود.
بعد الانتظار لفترة قصيرة في منطقة العبور، قام أحد أبناء محمد مرّة جديدة بحمله وإجلاسه في الجزء الخلفي من أحد الباصات، في رحلة امتدت ثلاث ساعات إلى مخيم كويلان للاجئين القريب من أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق. وهناك، ستقوم المفوضية بتسجيله مع لاجئين آخرين وتوفر لهم المأوى ولوازم المساعدة الأساسية بما في ذلك الطعام والفرش والبطانيات.
بعد التسجيل، يأمل وعائلته الانضمام إلى شقيقه الذي يعيش ويعمل في أربيل. ويقول محمد المتعب محاولاً حبس دموعه إنه يدرك أنه قد لا يعود أبداً إلى كوباني ويرى منزله مجدداً، لكنه ممتن لمعرفة أن عائلته وجدت الأمان. "وبعد ذلك، فإن مستقبلي بيدي الله."
بقلم تشارلي دنمور، معبر ابراهيم الخليل الحدودي، العراق