استمرار معاناة الأطفال غير المصحوبين في كاليه ودنكرك
استمرار معاناة الأطفال غير المصحوبين في كاليه ودنكرك
جنيف، 5 فبراير/شباط (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- عبرت المفوضية عن بالغ قلقها بشأن حوالي 4000 لاجئ ومهاجر أُفيد أخيراً بأنهم يعيشون في "غابة" كاليه، وحوالي 2,500 شخص يعيشون في غراند-سينت، عند أطراف دنكرك، غالباً في ظروف صعبة فاقمها طقس الشتاء.
وتشعر المفوضية بالقلق بشكل خاص بشأن مئات الأطفال، الذين يسافر الكثيرون منهم وحدهم، ويصلون إلى المخيمات غير الرسمية في شمال فرنسا، ويحتاجون إلى المأوى والحماية الملائمة.
وتعتبر المرافق المخصصة لتلبية احتياجات الأطفال على صعيد الحماية، بما يشمل من هم دون الخامسة عشرة، محدودة في الوقت الحاضر. ومن المراكز القليلة المتوفرة، مركز "Maison du Jeune Réfugié" في سان أومير، الذي تديره مؤسسة "France Terre D'asile".
وقال ويليام سبيندلر، المتحدث باسم المفوضية للصحفيين في مؤتمر صحفي في جنيف: "المفوضية قلقة بشكل خاص بشأن الظروف المعيشية للأطفال- لا سيما الأطفال غير المصحوبين والمفصولين عن ذويهم- وهي ترحب بإنشاء أماكن استقبال إضافية للحالات الطارئة".
وسلط سبيندلر الضوء كذلك على الحاجة الملحة للبحث في خيارات أُخرى لتسهيل إجراءات حماية الأطفال، لا سيما للأطفال الذين لديهم أقارب في دولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبي.
وقد رحب بالخطوات المختلفة التي اتخذتها السلطات الفرنسية من أجل توفير المساعدات الطارئة للاجئين والمهاجرين الذين يعيشون في كاليه وغراند-سينت، وتلبية احتياجاتهم الإنسانية العاجلة.
وتشمل تلك التدابير قرار إنشاء مركز مؤقت باسم "مركز الاستقبال المؤقت" في كاليه، تديره جمعية "La Vie Active"، وتنظيم نقل اللاجئين والمهاجرين الطوعي إلى مراكز إيواء تُعرف بـ"مراكز الاستقبال والتوجيه" في كافة أنحاء البلاد.
وتوفر المراكز الاستقبال في الحالات الطارئة للراغبين في الاستفادة من ذلك، بغض النظر عما إذا تقدموا بطلب لجوء أم لا. ومنذ بداية فبراير/شباط، تمت استضافة أكثر من 700 شخص في "مركز الاستقبال المؤقت" في كاليه، واختار 2,431 شخصاً الذهاب إلى أحد "مراكز الاستقبال والتوجيه" البالغ عددها 92 مركزاً، منذ إطلاق المبادرة في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2015.
وقال سبيندلر: "وفقاً لتقييمنا، سيستفيد المهاجرون واللاجئون الذين يعيشون في كاليه ودنكرك من توفير المعلومات والاستشارات القانونية بشكل مكثف. وفي الوضع الحالي، يتلقى المقيمون في غابة كاليه أحياناً معلومات مختلطة وغير دقيقة ومتضاربة من مجموعة من المصادر المتنوعة. وإن تعزيز التنسيق بين كل الجهات لتقديم المساعدة والمعلومات الدقيقة والموضوعية، سيكون أمراً ضرورياً، بما في ذلك للأشخاص الذين يقيمون في "مراكز الاستقبال والتوجيه"".
وأشار إلى أن المساعدة الإنسانية المقدمة في هذه المواقع لا تفيد في أحسن الأحوال، سوى في سد الثغرات من أجل تخفيف المعاناة. فبشكل أساسي، يحتاج الأشخاص المعنيون إلى المعلومات حول خياراتهم في فرنسا، ويتعين تشجيع المحتاجين إلى الحماية الدولية، بقوة لطلب اللجوء إلى فرنسا.
وقال سبيندلر: "يحتاجون كذلك إلى معرفة العواقب المحتملة إن لم يفعلوا ذلك. ومن التدابير الأُخرى المهمة، تأمين مرافق استقبال مناسبة، إضافةً إلى الدعم- بما في ذلك الاستشارات القانونية- والرعاية النفسية والاجتماعية".
وتتمثل خطوة أُخرى في استخدام الأحكام القانونية الحالية لمن لديهم أقارب في دولة أُخرى من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لتمكينهم من الانضمام إلى أفراد أسرهم بسرعة. ويُعتبر القرار الذي صدر مؤخراً عن المحكمة البريطانية حيث حكم قضاة محكمة اللجوء بوجوب السماح لثلاثة أطفال غير مصحوبين ومفصولين عن ذويهم، بالانضمام إلى أقاربهم في المملكة المتحدة، بينما تنظر وزارة الداخلية في طلبات لجوئهم، خطوةً نحو تحقيق ذلك.
ولقد ناشدت المفوضية منذ فترة طويلة المبادرة لتطبيق نظام دبلن 3، وهي تدعو الدول إلى استغلال الفرصة لوضع إجراءات عاجلة للأطفال غير المصحوبين والمفصولين عن ذويهم في إحدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للانضمام إلى أقاربهم في دولة أُخرى عضو.
والمفوضية مستعدة لدعم السلطات في كل هذه التدابير، بما في ذلك، واعتباراً من 8 فبراير/شباط، من خلال وجود معزز في منطقة كاليه.