أثينا تفتتح موقعاً سكنياً للقادمين الجدد من اللاجئين إلى اليونان

أثينا، 20 أغسطس/آب (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - بابتسامة حزينة تراقب مارزيا أطفالها بينما يلعبون على حصيرة خضراء زاهية في الملعب التابع للمأوى الجديد المخصص للوافدين الجدد في اليونان.

وبعد أن احترق منزلها في الصراع في أفغانستان، أُجبرت مارزيا على الفرار في رحلة بحث طويلة عن الأمان جاءت بها إلى العاصمة اليونانية.

وقالت مارزيا وهي أم لثلاثة أطفال تبلغ من العمر 30 عاماً، ولا تزال متمسكة بأمل العودة إلى وطنها في أحد الأيام: "أريد أن يصبح ابني البكر مهندساً ميكانيكياً لإعادة بناء بلدنا".

وفي هذا الوقت، وجدت مارزيا مأوى مؤقتاً في الموقع السكني الجديد في إليوناس وهي منطقة صناعية في غرب أثينا. ويوفر المركز الجديد المأوى والخدمات الأساسية للأشخاص الذين وصلوا مؤخراً إلى اليونان التي تتصدى للزيادة الهائلة في أعداد القادمين الجدد، لا سيما من سوريا وأفغانستان والعراق.

وتشير الأرقام الأخيرة الصادرة عن المفوضية إلى أن أكثر من 160,000 شخص وصلوا إلى اليونان منذ بداية العام، وغالبيتهم عن طريق البحر. وفي يوليو/تموز وحده، وصل أكثر من 50,000 شخص إلى اليونان عن طريق البحر ومعظمهم فروا من الصراع في سوريا - مقارنةً بـ43,500 شخص طيلة العام 2014.

ويمثل إنشاء الموقع في إليوناس خطوة إيجابية في الجهود المبذولة لتوفير السكن اللائق للوافدين الجدد. ومع قدرة استقبال تبلغ حوالي 700 شخص، يحتوي الموقع على 66 منزلاً جاهزاً ومكيّفاً ومزوداً بمرافق صحية خاصة.

ومن المتوقع إحضار المزيد من المآوي إلى الموقع الذي يوفر أيضاً أماكن تجمع وملعباً للأطفال. ويقدم ممثلون عن السلطات المركزية والمحلية والمنظمات غير الحكومية ومجموعات المتطوعين ومجتمعات اللاجئين الطعام والخدمات الطبية والدعم النفسي والاجتماعي.

وصرّح جيورجوس تساربوبولس، رئيس مكتب المفوضية في اليونان قائلاً: "في فترة يستمر فيها ارتفاع وتيرة وصول الوافدين إلى اليونان بشكل منتظم، يساهم بناء الموقع في سد فجوة كبيرة ويشكل نموذجاً إيجابياً لسرعة اتخاذ الإجراءات وعلى التنسيق الفعال بين مختلف الجهات العاملة. وقد يلبي الحاجة لتوفير المأوى والخدمات الأساسية، طالما أن الأمر ضروري، شرط أن تتم معالجة سلسلة المسائل المتعلقة باستدامته بصورة مناسبة".

قدّم أحدد مخططي المواقع في المفوضية المشورة خلال بناء الموقع. والآن، بعد أن فتح الموقع أبوابه، توفر المفوضية المعلومات للوافدين الجدد بما في ذلك حول إجراءات اللجوء ولمّ شمل العائلة، وتساعد أيضاً السلطات اليونانية في تحديد الأشخاص الضعفاء وفي تقديم خدمات الترجمة الفورية من خلال شريكها منظمة METAction غير الحكومية.

وقال تساربوبولس إنه يجب أن يترافق العمل الجاري لتلبية احتياجات الوافدين الجدد مع جهود مستمرة وجدية في إطار التخطيط الاستراتيجي على المستوى المركزي، لتحسين الوصول إلى إجراءات اللجوء؛ ورفع القدرة على الاستقبال بشكل كبير؛ وتحسين الظروف لطالبي اللجوء والقاصرين غير الصحوبين.

وهناك حاجة أيضاً إلى المزيد من البرامج لتعزيز إدماج اللاجئين. ويجب على المؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء تقديم الدعم إلى اليونان في هذه الجهود. وقال تساربوبولس بأن المفوضية مستعدة لتقديم الدعم للسلطات اليونانية من أجل تحقيق جميع هذه الأهداف.

بقلم أيكاتريني كيتيدي في أثينا