آلاف اللاجئين الفارين من الحرب عبر كرواتيا يثيرون ذكريات حزينة عن ماضيها القريب
آلاف اللاجئين الفارين من الحرب عبر كرواتيا يثيرون ذكريات حزينة عن ماضيها القريب
أوباتوفاك، كرواتيا، 22 سبتمبر/أيلول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - تدفقوا بالآلاف عبر مركز حدودي أعيد فتحه الآن في بابسيك في كرواتيا: وهم أفغان وسوريون وعراقيون فروا من الحرب في الشرق الأوسط إلى بلد لا تزال ذكرى الصراع الذي مر به في أوائل التسعينيات حيّة.
مشوا لساعات على طول الطريق المليئة بالكنائس المثقبة والمباني المهدمة وذكريات تعود إلى وقت كان فيه الشعب الكرواتي لاجئاً أيضاً. وعلى طول الطريق تجمّع الأشخاص الذين تذكروا معاناة النزوح المريرة لتقديم الشاي والخبز والعنب وبعض الكلمات اللطيفة.
كاترينا جورينا البالغة من العمر 82 عاماً التي ترتدي وشاحاً أسود اللون ولباساً منقطاً بكت بهدوء عندما تذكرت محنتها التي حدثت ليس من وقت طويل عندما بقيت في قطار مكتظ لأسبوعين قبل أن يتم إرسالها إلى بر الأمان على الساحل. وقالت: "أكاد أبكي، أتذكر الأوقات الصعبة. ذهبنا بالقطار، ولكنهم يسيرون على الأقدام، ومن بينهم الكثير من الأطفال. كان الله في عونهم".
وقال أنطون باباك الذي وضع العنب على مقعد: "كنا جميعاً لاجئين خلال الحرب، والتعاطف أمر طبيعي. وبينهم الكثير من الأطفال ... سوريا بلد بعيد جداً"، وتذكر التعب والقلق خلال استراحة قصيرة.
أتى اللاجئون بعد وعود بالوصول إلى بر الأمان، فهذه فرصة للبداية من جديد وتربية أطفالهم بعيداً عن القنابل والرصاص. لكن رحلتهم كانت طويلة ومؤلمة ومحفوفة بالمخاطر.
قال أمين كريمي البالغ من العمر 32 عاماً وهو من أفغانستان ويحمل أحمد، ابنه الذي يبلغ ستة أشهر من العمر في حمالة: "مررنا في قرى في إيران حيث الكلاب الكبيرة هاجمت زوجتي وابني. وكان القارب خطيراً جداً. أنا سعيد لوصولي إلى هنا".
عند مركز العبور في أوباتوفاك في كرواتيا لم تنته محنتهم بعد. فقد دُفع مئات الأشخاص إلى خارج البوابات الأمامية خلف الأسوار بينما كانوا ينتظرون دورهم لعملية التسجيل البطيئة. وفي الداخل، بدأ الهدوء النسبي الذي ساد يوم أمس ينكسر، بما أن المخيم أصبح أكثر ازدحاماً.
ليلة الاثنين، تم السماح لـ1,500 شخص بمواصلة رحلتهم، لكن التدفق توقف خلال النهار، في حين ازدادت مخاوف الأشخاص من اضطرارهم إلى البقاء هنا. كانت الأرض بالقرب من بوابات المركز مليئة بالطين بينما ضغطت الحشود على أمل الاستماع إلى أي خبر، وكانت المواقع المظللة تحت أشجار الصنوبر مكتظة بالرجال والنساء والأطفال الذين يحاولون النوم للارتياح.
قالت غومانا غونيم وهي والدة مقعدة لولدين خارج منطقة اللعب الخاصة بالأطفال: "نحن نخشى من أن يبقونا هنا. فالطقس كان بارداً جداً في الليلة الماضية. ولم نكن نملك سوى بطانيتين لأربعتنا".
أمضى موظفو المفوضية نهارهم وهم يساعدون على لم شمل العائلات التي انفصلت وتحديد الأشخاص الأكثر ضعفاً لتقديم الدعم لهم ونقل المعلومات. وقال الصليب الأحمر الكرواتي أن عمليات توزيع الطعام أصبحت صعبة للغاية - ويجب أن تدعمها حالياً الشرطة. وفي حين أن الوضع كان لا يزال تحت السيطرة، كان هناك شعور واضح بارتفاع الضغوط على مدار اليوم.
ومع ذلك، فإن باربارا وهي أخصائية في العلاج الطبيعي، تبلغ من العمر 24 عاماً من بلدة أوسيجيك القريبة، والتي تطوعت في وقت فراغها مع الصليب الأحمر، لا يساورها الشك بأنها كانت تقوم بالعمل الصحيح، وقالت: "أنا طفلة حرب. وفي ذلك الوقت كانت أمي برفقتي لمدة شهرين في النمسا. أشعر أنه يتوجب علي مساعدتهم".
بقلم مارك تورنير في أوباتوفاك، كرواتيا