المفوضية تدعم صندوقاً للاجئين الأفغان في إيران يوفر فرص العمل والاكتفاء الذاتي
المفوضية تدعم صندوقاً للاجئين الأفغان في إيران يوفر فرص العمل والاكتفاء الذاتي
أصفهان، جمهورية إيران الإسلامية، 16 مارس/آذار (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - يقول علي جان جعفري إن تقاليد بلاده، أفغانستان، تفرض على المرأة التزام منزلها والاعتناء بالأطفال.
ويقول اللاجئ البالغ من العمر 41 عاماً لأحد زائريه من المفوضية في مشغله الصغير للألبسة في أصفهان، وسط الجمهورية الإسلامية الإيرانية: "بحسب التقاليد، لا يمكنهن الخروج من المنزل والعمل." ويضيف: "لم تعمل لدي نساء قبل هذا المشروع."
أسّس علي المشروع بفضل قرض حصل عليه من صندوق أنشأته المفوضية ومكتب شؤون الأجانب والهجرة الإيراني في العالم 2013، للمساعدة في زيادة فرص العمل وتعزيز الاكتفاء الذاتي لدى اللاجئات الأكثر ضعفاً بشكل خاص.
عند دراسة طلب القرض الذي قدمه علي، قامت المفوضية ومكتب شؤون الأجانب والهجرة الإيراني بإحالة عدد من اللاجئات إلى علي ليجري المقابلات معهن ويقيّم كفاءاتهن. يقول: "أُعجبت بكفاءات نساء كثيرات وبإمكانياتهن. أصبحت أكنّ لهن احتراماً لدورهن في توفير الدعم لعائلاتهن ومجتمعاتهن."
ترعرع علي قرب مدينة هيرات، الواقعة غرب أفغانستان، وهو يعتبر، كغالبية سكان أفغانستان، أن مكان المرأة هو منزلها. إلا أن حياته تعطلت عندما نشب الصراع في البلاد في ثمانينيات القرن العشرين. قرر والد علي الأرمل، والقلق حيال سلامة ابنه وإخوته الستة، الفرار من القرية والعبور إلى إيران. كان علي حينئذٍ في الثامنة من عمره.
تابع علي دراسته الابتدائية في أصفهان وباشر العمل بعد المدرسة في مصنع للأقمشة. بدأ بتعلم الخياطة وهو في السابعة عشرة من عمره، ثم أسس مشغلاً صغيراً في منزل عائلته مع أخويه وأربعة رجال آخرين.
ومع الوقت، انتشر صيت علي في مجال خياطة الملابس في أصفهان وأراد الاستثمار في معدات جديدة وتطوير مشروعه. إلا أنه واجه صعوبات في الحصول على قرض بما أنه غير إيراني.
سمع علي عن الصندوق عبر مكتب شؤون الأجانب والهجرة الإيراني، وهو الشريك الحكومي الأساسي للمفوضية، فأرسل طلباً للحصول على قرض بقيمة 3,500 دولار أميركي. تم منحه القرض بعد أن وقع أحد أصدقائه الإيرانيين العاملين في مجال صناعة الملابس الضمانة نيابةً عنه. في الأشهر الثلاثة التي تلت حصوله على المال، استأجر مكاناً للعمل واشترى آلات خياطة ووظف حوالي 50 شخصاً، نصفهم من النساء تقريباً.
كانت بينهم مواطنته اللاجئة الأفغانية رقية دولتي، التي ولدت وترعرعت في أصفهان بعد أن فرَّ والداها من الصراع في أفغانستان في العام 1981. أما الآن، وبعد أن بلغت الثالثة والعشرين من عمرها وهي البكر بين أربعة أولاد، تشعر بمسؤولية تفرض عليها مساعدة والديها المسنَين في إعالة العائلة.
شاركت رقية في صفوف خياطة نظمتها شريكة المفوضية، منظمة التدريب المهني والتقني، وتقدمت بطلب للعمل في مشغل علي بعد أن تلقت إشعاراً بذلك من المفوضية ومكتب شؤون الأجانب والهجرة الإيراني. ومنذ ذاك الحين، أصبحت خياطة محترفة وبارعة بشكل خاص في التقنيات الصعبة.
لِعلي وزوجته أربعة أطفال، بينهم فتاتان. يقول إن الأهم بالنسبة إليهما هو أن يؤمنا لأطفالهما، الصبيان والبنات، مستوى ممتازاً من التعليم، بشكل متساوٍ، ليبدأوا حياتهم بشكل جيد.
ويقول علي: "ثمة طريقتان لمساعدة الناس كما أعتقد. إحداهما هي المساعدة النقدية وهي ستحل مشكلتهم لفترة قصيرة. أما الثانية، فإرشادهم إلى طريقة لتطوير أنفسهم ليتمكنوا من حل مشاكلهم بأنفسهم." يضيف: "اخترت الطريقة الثانية ووظفت أشخاصاً محتاجين. ساعدَهم ذلك في كسب الدخل وتمكين أنفسهم."
في غضون ذلك، تعمل المفوضية ومكتب شؤون الأجانب والهجرة الإيراني على تطوير الصندوق ليستفيد منه اللاجئون في أنحاء البلاد. استطاع الصندوق، مع 230,000 دولار أميركي وفرتها المفوضية خلال أربعة أعوام، أن يمنح قروضاً لستة مشاريع، تم تسديد حوالي 80 في المئة منها، كما وفر العمل ل45 شخصاً كانوا يحتاجون إليه.
بقلم تيدي ليبوسكي في أصفهان، جمهورية إيران الإسلامية