تقديرات بمصرع 300 شخص في مأساة جديدة في البحر المتوسط
تقديرات بمصرع 300 شخص في مأساة جديدة في البحر المتوسط
جنيف، 11 فبراير (المفوضية السامية للأمم المتحدّة لشؤون اللاجئين) - قالت المفوضية يوم الأربعاء إنّها "شعرت بالصدمة" بعد تلقيها أدلّة تشير إلى أنّ حوالي 300 مهاجرٍ ولاجئٍ قد يكونون لقَوا حتفهم بعد إبحارهم من السواحل الليبية على متن أربعة قوارب في عطلة نهاية الأسبوع.
وأفادت المفوضية أمس بأنّ 29 شخصاً على الأقلّ لقَوا حتفهم يوم الأحد على متن أحد القوارب الذي كان يقلّ 105 أشخاص ويحاول الوصول إلى أوروبا. وقالت المفوضية في بيانٍ لها: "تشير الأخبار التي جمعتها المفوضية [منذ ذلك الحين] من خفر السواحل الإيطالي ومن الناجين في لامبيدوزا إلى أنّ 300 شخص تقريباً هُم في عداد المفقودين"، وأضافت أنّ غالبيتهم من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وكان الضحايا الآخرون على متن قاربَيْن عُثِر عليهما يوم الإثنين، ولكنّ قارباً رابعاً ذكره الناجون مفقود. وقد تم إنزال 82 ناجياً في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية بعد أن أنقذهم خفر السواحل الإيطالي وسفينة تجارية.
وقال مدير إدارة أوروبا في المفوضية، فنسنت كوشيتيل: "هذه مأساة كبيرة وتذكير صارخ بأن المزيد من الأرواح قد تُزهق إذا تُرك مَن يبحثون عن الأمان تحت رحمة البحر. وينبغي أن يكون إنقاذ الأرواح على رأس أولوياتنا. ولا يتعين على أوروبا السماح بتصدٍّ ضعيف للوضع بعد فوات الآوان".
وأكّد الناجون للمفوضية أنّهم غادروا ليبيا يوم الأحد على متن قوارب مطاطية ولم يكن بحوزتهم أي طعام أو مياه في عرض البحر. وبصرف النظر عن الأشخاص الذين كانوا على متن القارب الأوّل الذي أفادت عنه المفوضية، نجا شخصان فقط من أصل 100 راكب تقريباً على متن القارب الثاني وسبعة من أصل 100 راكبٍ تقريباً على متن القارب الثالث. ويجري البحث حالياً عن القارب الرابع. أصغر المفقودين هو صبي في الثانية عشرة من عمره.
وقال البيان: "تشدد المفوضية على قلقها إزاء عدم توفّر عملية بحث وإنقاذ فعّالة في البحر الأبيض المتوسط. فعملية تريتون الأوروبية التي تديرها وكالة حماية الحدود الأوروبية فرونتكس لا تركّز على البحث والإنقاذ ولا توفر الأدوات اللازمة للتعامل مع حجم الأزمات. يجب أن يكون إنقاذ الأرواح أولويةً بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي".
هذا وقد عَبَرَ البحر الأبيض المتوسط 218,000 شخص على الأقلّ بطرق غير نظامية في العام الماضي، بينهم مهاجرون ولاجئون، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في العام 2015. ولقيَ 3,500 شخصٍ تقريباً مصرعهم في محاولتهم الوصول إلى أوروبا على متن القوارب في العام 2014.