المفوضية تحث على تعزيز قدرة البحث والإنقاذ بعد مصرع 29 شخصاً على الأقل قبالة إيطاليا
المفوضية تحث على تعزيز قدرة البحث والإنقاذ بعد مصرع 29 شخصاً على الأقل قبالة إيطاليا
جنيف، 10 فبراير/ شباط (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - عبرت المفوضية يوم الثلاثاء عن حزنها لوقوع أول حادثة بحرية كبرى هذا العام أودت بحياة الكثيرين قبالة الشواطئ الإيطالية، ودعت الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز قدرات البحث والإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط.
وقال المتحدّث باسم المفوضية أدريان إدواردز للصحفيين في جنيف إن 29 شخصاً على الأقل خسروا حياتهم يوم الاثنين في آخر مأساة وقعت في المتوسط قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وصرّح قائلاً: "تشعر المفوضية بالحزن لسماعها هذه الأخبار، وبالقلق إزاء طريقة وفاة هؤلاء الأشخاص - فقد توفي حوالي سبعة منهم على متن قارب الإنقاذ بسبب انخفاض حرارة أجسامهم."
وأضاف قائلاً: "نحيي جميع المشاركين في جهود الإنقاذ - التي بُذلت في عرض البحر وفي ظل سوء الأحوال الجوية والتي أدت إلى إنقاذ حياة 106 أشخاص - والتي هي سبب شعورنا، عقب وقوع المآسي في أكتوبر/تشرين الأول 2013، بأهمية التشديد على الحاجة إلى تحسين قدرات الإنقاذ وزيادة فعاليتها في المتوسط للتعامل مع حجم المشكلة."
وقال إدواردز إن أعداد اللاجئين والمهاجرين الذين يحاولون عبور المتوسط على متن قوارب المهربين في الأسابيع القليلة الأولى من هذا العام "أعلى بكثير"، من الأعداد المسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي. ففي شهر يناير/كانون الثاني وحده، تم الإبلاغ عن وصول 3,528 شخصاً إلى إيطاليا مقارنةً بوصول 2,171 شخصاً خلال يناير/كانون الثاني من العام الماضي. ومع أعداد الوفيات المسجلة أمس، أصبح عدد الضحايا لهذا العام 50 شخصاً مقارنة بـ12 شخصاً في هذه الفترة من العام الماضي.
وصرّح إدواردز قائلاً: "ما يزيد من قلقنا هو أنه، وعلى الرغم من وقوع الحادثة في الأمس، تشير الدلائل إلى أن المزيد من الأشخاص كانوا يحاولون الوصول إلى إيطاليا في الليلة الماضية. فضلاً عن الزورق الذي كان على متنه أكثر من 100 شخص، تم انتشال تسعة أشخاص آخرين من زورقين آخرين شبه خاليين [ قبالة ليبيا]. أما مصير الأشخاص الآخرين الذين يعتقد أنهم كانوا على متن الزورقين فهو مجهول."
وقد عبر المتوسط أكثر من 218,000 شخص بطرق غير نظامية العام الماضي، وخسر حوالي 3,500 شخص حياتهم خلال المحاولة - وهو عدد كان من الممكن أن يكون أكبر لولا عملية "بحرنا" الإيطالية للإنقاذ التي انتهت العام الماضي. أما عملية "تريتون" الأوروبية الحالية فتركّز على أمور مختلفة ولا تعتبر بديلاً لعمليات البحث والإنقاذ المناسبة.
وكرر إدواردز دعوة المفوضية للاتحاد الأوروبي لضمان هذه القدرة ولتوفير الدعم المناسب لإيطاليا من أجل التعامل مع الأشخاص الذين يقومون بعبور المتوسط بطرق غير نظامية. فالبحر الأبيض المتوسط الذي كان معروفاً بأنه طريق الهجرة المختلطة، أصبح طريقاً رئيسياً للاجئين الفارين من الحرب.
وفي شهر يناير/كانون الثاني، شكل السوريون أكبر مجموعات الواصلين إلى إيطاليا - حوالي 22% من المجموع. كما وسُجّلت أعداد كبيرة من الأشخاص المتحدرين من بلدان أخرى منتجة للاجئين بين الأعداد المتبقية التي قامت بهذه الرحلة.