لاجئ أفغاني يتدرب على الطهي يجد وصفة للنجاح في أحد فنادق بودابست
لاجئ أفغاني يتدرب على الطهي يجد وصفة للنجاح في أحد فنادق بودابست
بودابست، المجر، 27 أكتوبر/تشرين الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- منذ ستة أعوام، كان ضياء كريمي مراهقاً في باكستان يعيش حياةً مضطربةً بعد الفرار من الاضطهاد والعنف في أفغانستان. أما اليوم فهو طاهٍ متدرب في أحد أفخم فنادق بودابست ولديه عائلة وقد وضع خطة لحياته المهنية.
في المطبخ النظيف في الفندق، يقوم ضياء بتحضير الغداء لزملائه قبل أن تبدأ الخدمة في المطعم. إنه شاب محبوب يتمتّع بروح الدعابة، ومن الواضح أن العاملين في المطبخ معجبون بإصراره، ورغبته في التعلّم وقدرته على التحمل وأخلاقياته في العمل. لقد انسجم تماماً مع هذه الوظيفة.
تقول امرأة شابة: "أحب العمل مع ضياء لأنه لطيف معي على الدوام"، في حين أن رئيسه اعتبر بأن للطاهي المتدرب "يتمتع بالإمكانيات كما أنه يعمل بجد؛ لذا فإن فرصه كبيرة بأن يصبح طاهياً بارعاً." يدرس الشاب وعمره 21 سنةً في مدرسة لتعليم الطهي، لكنه يقوم بالتدريب العملي في الفندق حيث هو اللاجئ الأوّل الذي يتم قبوله كمتدرّب.
أحرز الشاب، وهو من قومية الهزارة، والذي أصبح يعتبر نفسه مجرياً تقريباً، تقدماً كبيراً في فترة زمنية قصيرة. ترعرع مع عائلته في قرية تبعد حوالي ساعة واحدة بالسيارة عن كابول، يرعى الماشية ويرتاد المدرسة المحلية (مدرسة دينية).
لكن منذ ست سنوات، عندما كان ضياء في الخامسة عشرة من عمره، تعرّضت القرية لهجوم من قبل قوات طالبان. يتذكّر قائلاً: "عدنا من التلال مع الحيوانات، ورأينا سحباً هائلة من الدخان فوق منازلنا. كانت القرية تتعرّض للهجوم والسلب، وقد تعرض والدي وأحد أشقائي للإصابة." وأضاف: "اضطررنا إلى الرحيل."
لجأت العائلة إلى باكستان المجاورة، لكن سرعان ما أرسِل ضياء إلى أوروبا باعتباره الولد البكر. قادته رحلته المحفوفة بالمخاطر كقاصر غير مصحوب عبر إيران وتركيا واليونان قبل أن يصل أخيراً، في وقت لاحق من العام 2008 إلى المجر، وهو بلد لم يكن يعرف عنه شيئاً تقريباً.
قرّر طلب اللجوء. ويشرح قائلاً: "كنت متعباً وخائفاً جداً. اعتنى بي الناس هنا، قدموا لي الطعام وتمكّنت من التعلّم. كانت حياتي كأفغاني صعبة للغاية لذا قررت أن أكون مجرياً جزئياً."
بدأ ضياء بتعلّم اللغة ومن ثم قرّر تعلّم صنعة فاختار الطهي. حصل على منحة دراسية في وقت سابق من هذا العام وهو اليوم يمضي أسبوعاً يتابع صفوفه وأسبوعاً في مطابخ الفندق يحسن مهاراته.
قال مدير الفندق إنه شعر بالقلق في البداية من أن تشكل اللغة حاجزاً، "لكن سرعان ما اختفى هذا القلق. إنه يتكّلم اللغة بشكل أفضل من بعض السكان المحليين."
مع تقدّم خطته المهنية على المسار الصحيح، حوّل ضياء اهتمامه إلى إيجاد صديقة. وقد ساعدته لغته المجرية التي تعلمها حديثاً في التعرّف إلى صديقته، جوليانا. التقيا في النادي، وقعا في الحب، وانتقلا للعيش معاً ورزقا بطفل عمره 15 شهراً، يحبه ضياء كثيراً ويناديه بـ"صنع في المجر". يقول ضاحكاً: " كنت أخرج مع أصدقائي بعد العمل، لكن هذه الأيام ولّت، بتُّ أهرع إلى المنزل."
يعيش الثلاثة لدى والديّ صديقته في قرية تبعد حوالي 30 كيلومتراً عن بودابست، بما أن منحة ضياء التي تبلغ 60 يورو في الشهر، والدعم الذي يحصل عليه لنفسه، 100 يورو في الشهر، ومنحة إعالة الطفل، 120 يورو في الشهر، مبلغ غير كافٍ على الإطلاق. عند تدربه في الفندق، يتناول وجباته هناك.
لهذا السبب، يرغب ضياء في إطلاق مشروعه الخاص للوجبات السريعة عندما ينتهي من دروس الطهو. سيقدم فيه أطباقاً مجرية شعبية.
وعلى الرغم من أنه وُلد وترعرع في عائلة كبيرة، إلا أنه يفضل الاعتناء بعائلة أصغر في بلده الجديد. "هذا هو موطني حالياً... لقد تم قبولي هنا والناس لطفاء معي."
بقلم بالينت ليندر، بودابست، المجر