المفوضية تواصل إرسال المساعدات للنازحين العراقيين
المفوضية تواصل إرسال المساعدات للنازحين العراقيين
جنيف، 22 أغسطس/آب (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- أفادت المفوضية يوم الجمعة بأن عملية الإغاثة الكبيرة التي تستهدف حوالي 500,000 نازح عراقي تسير بحسب ما خُطط لها، مع تسيير جسر جوي ثانٍ لأربيل والمزيد من الشحنات بين اليوم والغد.
وقد انطلقت العملية يوم الأربعاء وحطت طائرة ثانية محملة بالمزيد من الخيام في مدينة أربيل في كردستان العراق يوم الخميس. وحملت المفوضية يوم الخميس أيضاً 16 حاوية من المساعدات (لوازم مطبخية وبطانيات وأوعية مياه) من مخازنها في دبي على متن سفينة تبحر إلى بندر عباس في إيران يوم السبت حيث يتم تفريغها في شاحنات تتوجه إلى أربيل.
وقال أدريان إدواردز، المتحدث باسم المفوضية، للصحفيين في جنيف: "هذا جزء من عمليتنا الكبيرة الهادفة لشحن 2,410 أطنان من المساعدات عن طريق الجو والبر والبحر، على مدى 10 أيام تقريباً، لحوالي 500,000 نازح في العراق."
في شمال شرق سوريا، الذي فر إليه آلاف اللاجئين وغالبيتهم من اليزيديين منذ أوائل شهر أغسطس/آب، يسير توفير الإمدادات عن طريق الجسر الجوي من دمشق للقامشلي بشكل جيد. وقد وصلت الشحنة الرابعة من أصل ست شحنات يوم الخميس محملة بالمزيد من الخيام والفرش والكراسي المتحركة والأدوات المنزلية والمراوح القابلة لإعادة الشحن.
يتم استعمال المساعدات لتحسين الوضع في ظل الازدحام في مخيم نوروز (الذي يقدر عدد سكانه بـ6,000 شخص) ولتعزيز خصوصية العائلات. واستقرت في الأيام الأخيرة حركة الدخول والخروج من المخيم. ويقيم 3,000 يزيدي آخرين في المدن والقرى القريبة.
في هذه الأثناء، يبقى المأوى على رأس أولويات النازحين في العراق- والذين يعيش الكثيرون من بينهم في ظروف مروعة. وتستضيف منطقة كردستان العراق حالياً قرابة 700,000 نازح عراقي، وصل غالبيتهم في أوائل شهر يونيو/حزيران.
وأشار إدواردز قائلاً: "في حين لا يُتوقع الحصول على أعداد دقيقة حتى انتهاء التسجيل في أوائل شهر سبتمبر/أيلول، بحسب تقديرنا، فإن مئات الآلاف يقيمون في مبانٍ غير مكتملة ومساجد وكنائس ومنتزهات ومدارس."
وقال إدواردز مستنداً إلى التقديرات الرسمية، إن نصف المدارس البالغ عددها 5,746 مدرسة في كردستان العراق تأوي اليوم النازحين أو الجيش، معبراً عن قلقه من عدم فتحها أبوابها كما هو مقرر للعام الدراسي الجديد، في 10 سبتمبر/أيلول.
وقال إدواردز: "في حين أن المخيمات تُعتبر الملاذ الأخير، ينتقل النازحون العراقيون إليها ما إن يتم نصب الخيام- هذا هو حجم الأزمة وحجم الحاجة الماسة إلى المأوى."
ثمة في الوقت الراهن مخيمان مفتوحان يستضيفان أكثر من 21,000 شخص؛ وهما باجد كندالا في محافظة دهوك وباهاركا في أربيل. سيتم افتتاح اثني عشر مخيماً آخر قريباً من بينها ثلاثة في السليمانية وستة في دهوك وثلاثة في أربيل- لتفوق القدرة الاستيعابية الإجمالية للمخيمات بعد ذلك 85,000 شخص. وثمة أيضاً عدد من المخيمات التي تديرها جهات خاصة في دهوك. ويراجع مسؤولون من حكومة إقليم كردستان المواقع لإنشاء المزيد من المخيمات.
وبالإضافة إلى عناء تلبية الاحتياجات الأساسية من طعام ومياه ومأوى، فمن المشاكل الطارئة التي يواجهها النازحون الذين غادروا منازلهم من دون أن يحملوا معهم أي شيء، هي الافتقار إلى الأوراق الثبوتية الأساسية للتسجيل والحصول على المساعدات النقدية.
ولم يتمكن غالبية النازحين من استبدال أوراقهم الثبوتية الأساسية من دون العودة إلى المناطق التي يتحدرون منها. وتقدم المفوضية المساعدات القانونية للنازحين داخلياً لمساعداتهم على استبدال أوراقهم الثبوتية الأساسية ليتمكنوا من أن يتسجلوا للحصول على المساعدات ومن التنقل بحرية.
وقال إدواردز من المفوضية: "الحاجة ماسة أيضاً إلى تعزيز الخدمات النفسية للنازحين الذين أُصيب العديد منهم بصدمات كبيرة جراء سفرهم المفاجئ ووفاة أحبائهم وانفصال العائلات والقصص المفجعة حول مصير من تركوهم والذين تم قتلهم أو اعتقالهم."
وأضاف: "توافينا فرق الحماية التابعة لنا بقصص دائمة عن نساء، وخصوصاً من الأقليات، تم اختطافهن من قبل مجموعات مسلحة [في الموصل وسنجار] واعتقالهن في مواقع مختلفة. ويقال إن بعضهنّ يُرغمن على اعتناق الدين الإسلامي وثمة أخبار أيضاً عن أُخريات تتم المتاجرة بهن من قبل المجموعات المسلحة داخل العراق وخارجه."
وتثمن المفوضية الدعم الذي تقدمه الجهات المانحة لعمليتها في العراق وخصوصاً المملكة العربية السعودية التي قدمت 88.3 مليون دولار أميركي كجزء من تبرع بقيمة 500 مليون دولار أميركي لعمليات المفوضية بشكل عام.